تبين لنا انه كعادته في المعارض السابقة ( عندما كنا نتابع هذه المعارض كمواطنين عاديين ) دعى مجموعة من الصحفيين الأجانب لافتتاح المعرض و كان ينتظر بفارغ الصبر لحظة افتتاح المعرض عندما يكتشف المسؤولون حقيقة المعروضات ويقررون إلغاء عرضها .

لم نكن ندرك سابقا غايته من ذلك إلا عندما شاركنا فعليا في التنظيم و أدركنا انه بسبب إلغاء المعرض  يظهر أمام الصحافة الأجنبية على انه بطل مدافع عن الفن و حرية التعبير في سورية  و ان جهوده تتعرض للقمع و يقوم بعدها بطلب أموال من الجهات الأجنبية لدعم  نشاطاته في نشر الحرية الفنية و هو يتعمد ان يبدو مضطهدا و يتظاهر بالبطولة و اعتقد انه يحاول افتعال مواقف يهاجمه فيها الجميع  باختلاق  الإشكاليات ليتاجر بذلك على حساب سمعة  بلدنا " .

ما سبق كان جزءا من تصريح السيدة " هنادي إخلاصي " إحدى منظمات معرض " فنانات من العالم " الذي انتهت فعالياته قبل أيام في حلب وحظي برعاية محافظ حلب ومشاركة من مجلس مدينة حلب , وبمتابعة جيدة من الأوساط الثقافية في حلب ... وإلى الحكاية من أولها ..
البداية " معرض لصور ضوئية واضحة لصور أعضاء أنثوية "

قمنا في موقع عكس السير بتغطية فعاليات مهرجان نساء من العالم الذي أقيم بدءا من 6/10/2010 بحلب و ضم مجموعة من الفعاليات الموسيقية من عزف و غناء  وفعاليات مسرحية و معارض رسم و معارض صور فوتوغرافية و أفلام سينمائية و ورشات عمل و حقق حضورا جماهيريا كبيرا  .

وعلم موقع عكس السير أنه في اليوم الأول من افتتاح معارض لوحات و صور في مدرسة الشيباني ومباشرة بعد حضور محافظ حلب و رئيس مجلس المدينة و مشاهدة المعرض تم رفع معرض لفنانة هولندية بعنوان "installation tallations" ( الفن التركيبي ) قامت فيه الفنانة بعرض ما يشبه جريدة الحائط و قد وضعت عليها قصاصات من الورق كتبت عليها بالانكليزية ذكرياتها عندما زارت حلب عام 2004.لم يتسنى لنا حينها معرفة أسباب منع العرض .

بعد يومين علمنا أنه أيضا ضمن فعاليات المهرجان عرضت في صالة شركة الكهرباء بحلب التي افتتحت كمركز ثقافي حديث  صورا واضحة أو ربما نقول فاضحة لفراشات في وسطها أعضاء تناسلية أنثوية .

وللتأكد من الأمر , قام عكس السير بزيارة المعرض , حيث لم نجد سوى مسامير على الجدران و بقايا بطاقات شرح للوحات غير موجودة .

سألنا الشاب المتواجد هناك و هو موظف لدى مؤسسة الجسر الثقافية التي تقيم المعرض ضمن فعاليات المهرجان الثامن لفنانات من العالم عن لوحات الفراشات و علمنا منه انه بعدما علقت لوحات هذا المعرض و قبل الافتتاح بساعة من الزمن صدر أمر برفعها على عجل ، و تم نقلها لاحقا إلى صالة فنية خاصة عائدة للمصور الضوئي عيسى توما صاحب مؤسسة الجسر الثقافية المذكورة الواقعة قرب مكان العرض  .

و أشار إلى مجموعة من البطاقات الكرتونية ( كروت بوستال ) موضوعة على طاولة في صالة العرض و قال يمكنكم الاطلاع على صورة لنموذج من اللوحات المعروضة مطبوعة على تلك البطاقات و أعطانا كتيبا أنيقا مطبوعا عن فعاليات المهرجان فيه كلمات الفنانات صاحبات الصور و نموذج عن الصور التي رفعت   .

 زاد فضولنا لمعرفة سبب صدور أمر برفع صور معرض الفراشات بعد تعليقها و قبل  بدء العرض بساعة واحدة و نقله بعدها لمكان خاص ، و توجهنا على عجل إلى تلك الصالة الخاصة المفتوحة للجمهور.

دخلنا الصالة الفنية ، و عندما رأينا الصور المعروضة أصبنا بداية بالدهشة و الجمود ثم بالخجل الشديد ، و تلفتنا حولنا لئلا نضبط و نحن نشاهد هذه الصور ، و في النهاية تصببنا عرقا خوفا من أن تحضر إحدى الدوريات و تقبض على الحضور بجرم الإخلال بالآداب العامة .
المعرض كان عبارة عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية الكبيرة الحجم لفراشات من العالم تم تركيب صور فوتوغرافية أخرى دمجت ببرامج الكومبيوتر على جسد الفراشة للأعضاء التناسلية الأنثوية بوضوح تام و بدقة كبيرة.

الفنانة المكسيكية " الصور هي لوحات فنية تسبر أغوار الهوية الأنثوية و أبعادها الجنسية و اختلافاتها العرقية

عدنا إلى صفحة الكتيب الخاصة بالمعرض المذكور و الذي  عرضت فيه  الفنانة المكسيكية " اريكا هاش " اللوحات المذكورة فقرأنا شرحا فيه التالي  :

عندما تقدم الفنانة صوراً لأجزاء من جسد المرأة طالما أخفيت عن الأعين فانها تحول المشاهد بدون تحذير الى كمن يختلس النظر من وراء الابواب .

بالنسبة لاريكا ان الجسم البشري هو وسيلتها المفضلة للبحث في المشاعر و الاحلام و الرغبات .

انها مجموعة فنية تسبر اغوار الهوية الانثوية و ابعادها الجنسية و اختلافاتها العرقية .
رحلة البحث ..

توجهنا في البداية الى منسق مشروع مدينتنا المهندس محمود رمضان  لسؤاله عن ما رأينا من لوحات و هل مشروع مدينتنا على اطلاع بما كان سيعرض و بما وزع على الحضور بعد العرض فكان جوابه المبدئي : هذا الامر من مسؤولية لجنة تنظيم المهرجان و عليكم بمراجعة اللجنة المنظمة.

ويعرف مشروع مدينتنا عن نفسه بأنه حضن و رعاية الافكار الثقافية دون التدخل في مضمونها و هذا  المهرجان هو مهرجان نوعي و الى جانب هذا المهرجان فقد رعينا مشاريع توزيع كتب في المدارس و تدريب طلاب و عدة مشاريع مهمة .

و ذكر " رمضان " أن الحركة الثقافية التي  تقوم بها المدينة ،  هي مرحلة تجريبية ذات تجارب أولية ، قد تكون ناجحة و قد لا تكون .. و قال لنا اصبروا قليلا حتى نتعلم من تجاربنا..

وعلمنا ان اللجنة المنظمة للمهرجان مؤلفة من خمسة أعضاء : أربع سيدات و الخامس هو المصور عيسى توما .

الحكاية على لسان إحدى منظمات المعرض

اتصلنا باحدى المنظمات السيدة هنادي اخلاصي و فوجئنا بما قالته لنا في تصريح صحفي رسمي , وننشره حرفيا كما جاء على لسانها نظرا لحساسيته :

توجهنا في بداية هذا العام كلجنة منظمة للمهرجان مع المهندس محمود رمضان بصفته منسق مشروع مدينتنا الى اجتماع عقد في دمشق حضرته الفعاليات الثقافية الاجنبية من سفارات و مراكز ثقافية و غيرها و عرض عيسى توما برنامج مشروعه الثقافي و طلب الدعم المالي و المعنوي للنشاطات الثقافية بحلب و خاصة لمهرجان فنانات من العالم ومعرض الفنان " ارا غولر " ,  تجاوبت مع " توما " عدة جهات و على رأسها مؤسسة هيفوس الهولندية التي دفعت خمس و ثلاثون الف يورو لتمويل المشروع و ساهمت جهات اخرى بمبالغ أقل .

كان دورنا هو دعوة فنانات معينات قمن فعلا باحياء حفلات كان لها صدى ايجابي.

كان على عضو لجنة التنظيم عيسى توما تولي مهمة تحضير المعارض الاشكالية ، ( معرض الفراشة و معرض  الفنانة الهولندية عن تجربتها بحلب ) ، و ذلك بسبب علاقته الشخصية  بالفنانات العارضات , لم يطلعنا عيسى على التفاصيل النهائية لهذه المعارض الا في الساعات الاخيرة قبل الافتتاح عندما اتضح لنا ان الاعمال الفنية  المذكورة قد تكون امور اشكالية من الناحية الاجتماعية فاعترضنا على عرضها لترتب مسؤوليات علينا و على الرغم من ذلك اقنع عيسى الجميع بأنه حصل على موافقات اصولية لعرض الاعمال.

 ثم تبين لنا انه كعادته التي عرفناها في المعارض السابقة ( عندما كنا نتابع هذه المعارض كمواطنين عاديين )  دعى مجموعة من الصحفيين الاجانب لافتتاح المعرض و كان ينتظر بفارغ الصبر لحظة افتتاح المعرض عندما يكتشف المسؤولون حقيقة المعروضات ويقررون إلغاء عرضها .

لم نكن ندرك سابقا غايته من ذلك الا عندما شاركنا فعليا في التنظيم و ادركنا انه بسبب الغاء المعرض  يظهر نفسه امام الصحافة الاجنبية على انه بطل مدافع عن الفن و حرية التعبير  و ان جهوده تتعرض للقمع و يقوم بعدها بطلب اموال من الجهات الاجنبية لدعم  نشاطاته في نشر الحرية الفنية و هو يتعمد ان يبدو مضطهدا و يتظاهر بالبطولة و اعتقد انه يحاول افتعال مواقف يهاجمه فيها الجميع  باختلاق  الاشكاليات ليتاجر بذلك على حساب سمعة  بلدنا .

و أضافت ان استغلالنا كمنظمين كان عبر تهميش اهمية مواضيع المعروضات الاشكالية  خاصة ان طباعة الصور ووضعها ضمن الاطارات و تحديد  مكان عرضها كان حصرا بيد عيسى و عندما اطلعنا عليها بوضعها النهائي  قررنا عدم عرضها و تظاهر عيسى بالموافقة و لكن عندما حضرنا قبل الافتتاح بساعات  فوجئنا بها  معروضة فاتصلنا برئيس مجلس المدينة ووضعناه بصورة الوضع فأمر برفعها فورا و قام عيسى بالتصريح لصحفيين اجانب بأن المعرض منع بعد الموافقة عليه في اشارة ضمنية الى قمع الحريات الفنية .

سوزانا سميث " شعرت بأن عيسى توما افتعل  الغاء المعرض لإحداث ضجة اعلامية "

من جانبها , وفي لقاء لعكس السير , قالت  السيدة سوزانا سميث التي بكت أكثر من مرة أثناء اللقاء , وهي عضوة لجنة التنظيم ( و هي هولندية مقيمة في سوريا ) : شعرت بأن عيسى توما افتعل  الغاء المعرض لإحداث ضجة اعلامية لا جدوى فعلي منها، و اضافت نحن نطالبه بتقديم كشف حساب مالي عما انفقه على المهرجان و لكنه حتى هذا التاريخ يماطل في تقديم هذا الكشف لاهداف اجهلها .

توما " كان هدفي ان اثبت للفنانة ان المعارضة التي لاقتها في امريكا لن تلاقيها هنا "
و لتحري الدقة والبحث عن الرأي الاخر , التقى عكس السير المصور الضوئي عيسى توما في معرضه , حيث رأى أن معرض الفراشات يهدف الى  احداث رد فعل في شخصية المشاهد .

عن ردة فعل الأطفال وبعض الفئات في حال مشاهدتهم الصور الفاضحة  , قال " توما" : "  لا خوف من ان يشاهد المعرض الاولاد الصغار لانهم لن يفهموا ما عرض على اللوحة ، و قد حضر الى معرضي الكثيرين و اغلبهم من المحجبات و لم يكن لديهن مشكلة و تصوروا بجانب الصور فالنساء اعلم بجسمهن " .

و أشار " توما " إلى أن الفنانة المكسيكية عرضت هذه الصور سابقا في امريكا ولاقت معارضة هناك  , و كان هدفي ان اثبت لها ان المعارضة التي لاقتها في امريكا لن تلاقيها هنا، و فعلا تقبل الناس هنا هذه الفكرة ، و المعارضة الوحيدة كانت من زميلاتي في اللجنة المنظمة . 

توما " المشكلة مع إحدى منظمات المعرض التي اعتقدت أنها تدافع عن نساء البلد "

و اكد " توما " خلال اللقاء ان المشكلة كانت مع احدى العضوات المنظمات ( رفض ان يذكر اسمها ) التي اعتقدت انها تدافع عن نساء البلد ، و هي التي افشلت المعرض عبر نفوذ زوجها .

وقال " توما " : " أفشلت هذه السيدة المعرض الذي عملت على تنظيمه مدة أشهر ، و علمت بما فيه و هي من قدمت حجم الاطارات للوحات ، و هدفها من إفشال المعرض تبييض الوجه مع بعض الجهات المختصة باتصالها وطلبها الغاء المعرض عبر رسالة تضمنت معلومات خاطئة ، علما انه لم يدعمها احد بتصرفها هذا و خاصة الفنانين الاجانب و العرب الذين استاؤا من تصرفاتها "  .

و بسؤاله عن موقف الجهات الراعية من  إلغاء المعرض أجاب : لم  تمانع الجهات الراعية قرار الغاء المعرض و تقف بوجهه بسبب سفر رئيس مجلس المدينة و مدير مشروع مدينتنا و عدم تواجدهم.

و تابع عيسى قائلا : بعد يوم واحد من رفع الصور  اكتشفوا ( علما انه لم يحدد من اكتشف ) ان الاعمال لا غبار عليها ، و تقرر عرض الصور في صالتي الخاصة ، و بسبب ذلك زادت نسبة الحضور ،و ردا على رفع الصور علقت الفنانة المكسيكية الاصل على جدران صالة شركة الكهرباء صورا لحوالي ثمانين فراشة صغيرة في وسطها صورة فرج الانثى من ذات الفراشات التي كانت معروضة صورها، و قد حصل عليها الحضور و طلب أحدهم مني بحضور زوجته ان اساعده في وضعها ضمن اطار خاص ليحتفظ بها "  .
توما " معرض الفنانة الهولندية كان فيه نقد اجتماعي بحت "

و بسؤاله عن معرض الفنانة الهولندية " ريشتجي راينسما " في صالة مدرسة الشيباني الذي الغي بعد الافتتاح قال: " عرضت الفنانة لوحات صغيرة فيها نقد اجتماعي بحت و الغاء المعرض ايضا تم بسبب تصرفات بقية اعضاء اللجنة المنظمة أيضا و بعد رفعه قمت باعادة عرضه في صالتي الخاصة  .

و اكد عيسى توما : " انني املك مؤسسة خاصة فردية مرخصة اصولا باسم مؤسسة الجسر الثقافية و فيها الكثير من المتطوعين مثل مشروع مدينتنا " .

وأشار إلى أن رعاية الجهات الرسمية  للمهرجان لا يعني رقابتهم عليه و الرقابة محصورة بالجهات المختصة .

و أكد انه قد حصل سابقا على موافقات اصولية خطية من الجهات المختصة لطبع و نشر و عرض ما جاء في المعارض .

 و أضاف عندما راجعت الجهات الراعية للمعرضين في اليوم التالي بعد الغائهما سمحوا لي باعادة تعليق اللوحات في صالتي الخاصة بافتتاح رسمي و هذا الامر كان انتصارا للفن .

إلا أن مصدرا في مجلس المدينة أكد لعكس السير أن لا صحة لكلام عيسى توما ,  وأن ما قيل له كان : 

 اذهب واعرض في أي مكان بعيداً عن رعاية مجلس المدينة .. و هذا الامر ما فسره " توما " على هواه - حسب تعبير المصدر - .

وأكد المصدر أن مجلس المدينة قام بإلغاء النشاط الثقافي التالي الذي كان مقررا إجراءه مع المصور " توما " نظرا لتكشف أهدافه ( المقصود معرض الفنان " ارا غولر " ) .

بين " المنظمة " و" المؤسسة " هل هناك احتيال على المنظمات العالمية الداعمة ؟؟

عند سؤال " توما "  عن التمويل المالي للمهرجان و من ضمنه المعارض المذكورة أكد انه لا علاقة له بالامور المالية و رفض التصريح عن تفاصيل تمويل المهرجان و انفاقه .

و اكد انه يهدف الى نشر الفن الراقي و الحديث و انه صرح للصحفيين الاجانب عند رفع اللوحات و منهم مراسل نيويورك تايمز :

في العالم حرية الفن في خطر .... و في أماكن عديدة من العالم هناك رقابة على الحرية ، و في مهرجاننا هذا أُعطيت الحرية  فرصة لكن الاشخاص الذين تعرضوا للوحات خافوا من الحرية التي أعطيت لهم .

عندما بحث عكس السير موضوع وجود رخصة أصولية لمؤسسة الجسر الثقافية تبين ان المصور عيسى توما يقوم بمراسلة الجهات الاجنبية مستعملا اسم : le pont  organization  و ترجمتها الحرفية منظمة الجسر ، و هناك فارق كبير بين استعمال اسم منظمة الجسر في المراسلات و اسم" مؤسسة الجسر"  فالمؤسسة تكتب بالانكليزية   Foundation .
و هذا الامر يعتبر فارقا كبيرا بالنسبة للجهات الاجنبية فعندما تتعامل تلك الجهات مع " منظمة " يعتقدون انها هيئة مرخصة و ليست مجرد مؤسسة فردية و خاصة عندما يقدمون الدعم المالي لمنظمة و هو امر مختلف عن تقديمه لمؤسسة فردية .

و عندما بحثنا عن مضمون معرض الفنانة الهولندية التي قال منظم المهرجان انها قدمت نقدا فنيا اجتماعيا منع المعرض بسببه فلم نجد الا بطاقة مطبوعة وزعت في المهرجان عليها صورة ثلاث سيدات محجبات و قد  كتبت الفنانة اسفل الصورة باللغة الانكليزية : أحدهم اخبرني ان هناك من يطلق على  النساء المحجبات بالكامل اسم ( النينجا ) .
فنان تشكيلي سوري " العمل فيه فجور.. وصرت أكره الفراشات "

عكس السير التقى الفنان التشكيلي يوسف عقيل , حيث رأى أنه عندما يقوم فنان ما بالتركيز على قسم معين في جسد المرأة دون تورية فنية و بشكل فاضح ، يفقد العمل روحه و يعتبر عملا ماديا بحتا ، و هذا العمل بالذات فيه فجور. 

وأشار " عقيل " إلى أن العمل فيه خطأ تشكيلي فني ، فلا يمكن ان توصف هذه المنطقة من جسد المرأة بالفراشة ، فالفراشة شفافة و ناعمة و رقيقة و لكنك في هذا العمل ترى الفراشة مقرفة ، و انا شخصيا صرت اكره الفراشات ، و صارت ترتبط بذهني بذلك الجزء من جسد المرأة  و لم اجد أي جمال في اللوحات المعروضة   .

وقال " عقيل " لعكس السير : " إن اللوحة عبارة عن قص و لصق ، و عندما يلجأ الفنان للقص و اللصق فنيا يجب ان يكون الامر ضمن رؤية فنية ، مثلا عندما نقص صورة رأس رجل و نضع مكانها مكعب حجري ، فالعمل يرمز الى فكرة واضحة ، و لكن ما هي الفكرة من قص جسد الفراشة و لصق الفرج الانثوي مكانها ".

وأضاف " اللوحة الفنية في الاساس هي اخلاق وشرف و يجب ان تشعر عندما تقف امام اللوحة بأنها اعطتك شعورا بالثقة بالنفس و تقول لنفسك ( كم انا محترم ) و لا يجب ان تشعر بالخجل عند النظر لعمل فني " .

و تابع الفنان التشكيلي وجهة نظره قائلا  : هذا العمل ينقصه الكثير من الاخلاق، وربما هناك وجود هاجس فرويدي جنسي شخصي لدى صاحبة هذا العمل ، و الغريب بالامر ان من صنع هذه اللوحات انثى .

وختم " عقيل " كلامه بالقول : " إنني لا أطالب بإغلاق المعرض بل أطالب بإقامة ندوة حول هذا المعرض لتقييمه ، و ربما لإغناء تجربة الفنانة وسماع وجهة نظرها ، فالفنانة وليدة ثقافة معينة ، و السؤال الذي نطرحه هل هناك تقاطعات بين ثقافة هذه الفنانة و ثقافتنا هل يزيد هذا المعرض من ثقافتنا و من تربيتنا الوطنية و من اخلاقياتنا ".

فنانة تشكيلية سورية " الامر فيه ترويج للاباحية و خدش الحياء "

توجهنا للسيدة ليزيت دكرمنجيان و هي إحدى الفنانات التشكيليات السوريات التي شاركت بمهرجان فنانات من العالم لمعرفة رأيها كأنثى في اللوحات المعروضة , فقالت : " يجب تقديم جسد المرأة بطريقة محترمة ، و طريقة العرض هذه مقززة ، و لو ادخلت ابني او ابنتي لرؤية المعرض لتلوث و انحرف فنيا و اخلاقيا ، و الامر فيه ترويج للاباحية و خدش الحياء ، وكان على الفنانة ان تبسط الصورة و تموه عليها لايصال فكرتها لا ان تكون بهذه الفجاجة "  . 

لنا كلمة ..

أخيرا نسأل هل من واجبنا النقد و تسليط الضوء على ما نعتبره من وجهة نظرنا خطأ ، ام علينا السكوت بحجة انه منذ زمن بعيد لم يعمل أحد في مدينة حلب ضمن  هذا المجال ، و لا بد أن يخطئ و من واجبنا السكوت لئلا نجهض عمله .

إننا نعود لنؤكد أن نقدنا لا يهدف الى النيل من أي نشاط بذل القائمون عليه جهدا ووقتا و مالا ، و لكن هل من يعمل و يخطىء لا يجب علينا أن ننتقده .

اننا نطرح وجهة نظر تقول : ان البديل عن مهرجان فنانات من العالم ان يقرر القائمون على الثقافة في حلب البحث عن  فنانينا المحليين الذين يعتبرون نوافذ الثقافة ببلدنا و هم مغيبين لاسباب عديدة و لا يجري الحديث عنهم و تعظيمهم  الا بعد وفاتهم .

علما ان الفنانات السوريات المعروضة أعمالهن في مدرسة الشيباني وفقا لرأي النقاد الفنيين هن من الناحية الفنية التشكيلية البحتة اهم بكثير من زميلاتهن اللواتي احضرن من دول العالم ، و لديهم رؤية فنية و تكنيك و معالجة اللوحة و طروحاتهم الفنية عالية و لديهم الكثير من الجدية و عدم الاستهتار .