من أندر الطبعات الأولى لكتاب مطران الموارنة بحلب جرمانوس فرحات الشهير المعنون "بحث المطالب" و الذي قامت بطباعته مطبعة المرسلين اليسوعيين ببيروت عام 1883م ، توفي النطران جرمانوس فرحات عام 1733م وبعد ما يزيد على المائة وخمسين عاما قام اليسوعيين باعادة طباعة هذا الكتاب وعلى طبعات متعددة متتالية. تأتي أهمية هذا الكتاب بأنه أعاد صياغة اللغة العربية التقليدية لتكون مع ما تلاه من كتب اللغة العربية الفصحى التي نكتبها اليوم.
يعتقد الأغلبية أن اللغة العربية الفصحى هذا الزمان هي ذات اللغة التي كان العرب يتكلمونها في قريش زمن القرآن الكريم وحقيقة الأمر أنها لغة مطورة ومبسطة ومعاد صياغة قواعدها ويمكن القول انها لغة نسبيا مختلفة عن تلك اللغة بحيث إن عشت في ذلك الزمن وتكلمت بها قد يفهم بعض كلماتك أهل ذلك الزمن ولكن قطعا لن تفهم معظم كلماتهم.
وقصة مؤلف جرمانوس فرحات هذا، أن الكنيسة المارونية الكاثوليكية كانت مؤلفاتها الدينية و الفلسفية تكتب باللغة الكرشونية وهي العربية المكتوبة بأحرف سريانية، ولكن كان انتشار قراء الحرف المكتوب السرياني محدود للغاية، فقررت ترجمة مؤلفاتها لتكتب بأحرف اللغة العربية وتلفظ بذات اللغة كذلك، فقام المطران فرحات بوضع أسس تعليمية للغة عربية مبسطة يستطيع العامة قراءتها وفهمها، بعدما كان الخاصة من رجال الدين المسلمين فقط يستطيعون قراءة اللغة العربية القحة، وعموم الناس تكتب وتقرأ بما يسمى حاليا اللغة العامية او المحكية . جمع أسسه اللغوية في كتابه بحث المطالب في علم العربية وهو كتابنا هذا، ويمكن تبين مضمون موضوعاته من الفهرس المنشور المرفق.
في نهايات القرن التاسع عشر تلقف بطرس البستاني كتاب المطران فرحات التعليمي المبسط لقواعد اللغة العربية، واعاد تحقيقه ونشره باسم "مصباح الطالب في بحث المطالب" ، ونشره ككتاب مدرسي عربي شامل، بتشجيع من عدة ارساليات يسوعية وبروتستانتية. وبذلك عاد علم النحو بصيغته الجديدة المبسطة للانتشار، وتلقف معظم الطلاب - الذين تحولوا بعدها لمعلمي لغة عربية - هذه التجربة التي مرت بمراحل متعددة بعدها لتكون اللغة العربية المعتمدة حاليا، والتي تسمى اللغة العربية الفصحى. والتي قد يواجه من يتقنها صعوبة كبيرة في فهم كلمات او تعابير معينة سواء ما ورد منها في القرآن الكريم أو في الشعر والنثر الجاهلي. لأنها ببساطة ليست ذات اللغة بذات التعابير بل جاءت الفصحى بشكل مبسط عن تلك.
يمكن التوسع بالاطلاع على الموضوع عبر مقالتنا "هل اللغة العربية "الفصحى" التي يتم تدريسها هي ذاتها اللغة التي كانت قريش تتكلم بها ونزل بها القران " المنشورة في موقع دار الوثائق الرقمية التاريخية.
هذه الطبعة النادرة من الكتاب وهي الطبعة الثانية الصادرة عام 1883م من مكتبة الاستاذ جاد موصللي، لتحميلها مجانا عبر الرابط الأول المرفق،
ويمكن تحميل الطبعة الخامسة من ذات الكتاب الصادرة عام 1899م وفق الرابط.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
عندما قرر الخواجة رزق الله غزالة الانتقال من دار غزالة الشهيرة في حي الجديدة للسكن في الحي الجديد الذي كان قيد الانشاء والذي سمي العزيزية، بدأ ببناء قصر مهيب المزيد
سألت حارس الغار صديقي يوسف عقيل: هل الفن والجمال يتجلى في النحت والرسم فقط؟ قال: أم الفنون وخلاصتها "العمارة"، في العمارة يجتمع النحت والرسم والموسيقا، لتشكيل وحدة متناغمة من الجمال الثلاثي الأبعاد. المزيد
في صيف عام 1822م ضرب حلب الزلزال الكبير الذي دمر قسما كبيرا من عمران المدينة، وقتل عدد أكبر من سكانها ، وقع الزلزال في مساء يوم 28 ذي القعدة 1237 هجري تعادل 16 آب عام 1822ميلادي المزيد
بعد أن فهمت القليل عن جوهر فن النحت كفن مظهر لوجدانية الجمال في "وجدان1 "، عدت لفناننا الكبير يوسف عقيل - وهو حارس من حراس الغار- وسألته : ماذا عن تمثال سعد الله الجابري ؟ المزيد
سألت فناننا الكبير يوسف عقيل : هل يمكن أن تشرح لي قليلا عن فنية هذه المنحوتات، وانا المواطن الفقير الى الثقافة الفنية .... أجاب بابتسامة يائسة : فلنبدأ بتمثال أبي فراس الحمداني ، هل تأملته ملياً ؟ المزيد
بعد شتاء طويل وقبل دخول الصيف وتحرير حلب القديمة توفيت السيدة جيني بوخة مراش حفيدة جوزيف بوخه ، وهو التاجر النمساوي الذي وصل وسكن في حلب في الربع الأول من القرن التاسع عشر عام 1820م المزيد