نعرض إليكم المجلد الخامس من جريدة حلب الرسمية النادرة الذي يضم السنة الخامسة من صدورها في حوالي 202 صفحة.
رصدت هذه الجريدة في عامها الخامس الترتيبات القانونية والادارية بعدما قامت دولة حلب بالقرار رقم 330 تاريخ 1 ايلول 1920 وتم اعلان اتحاد الدول السورية .
كما رصدت سلسلة من القرارات التي اصدرتها سلطة الانتداب الفرنسية بغرض ترتيب البيت الداخلي الحلبي ودفعه نحو النهضة المفترضة وتكليف حاكم دولة حلب بمتابعة ذلك.
وقد نشرت الجريدة قرارات حاكمها الجديد مصطفى برمدا الذي تعين في نيسان 1923 وامتدت سلطته الى دير الزورالتي زارها لتفقد امورها .
ومنها : تشكيل لجنة لدراسة مقاولات امتيازات الجر والتنوير ومنع بيع المشروبات الكحولية دون رخصة وخاصة على القهاوي العامة ومنع تجول المومسات في الاماكن العامة وحصرهن في المنزل العمومي واغلاق الدور والمحلات التي تتخذ للقمار وشرب الحشيش وهناك عدد كبير من هذه القرارات فيبدو ان هذه العادات كانت متفشية في المجتمع .
وصرف عدد كبير من رجال "البوليس" بسبب تكرر مجازاتهم وفقدان الامل من اصلاحهم كما ورد في الجريدة ويبدو ان حملة لمكافحة الفساد كان قد اطلقها هذا الحاكم بتوجيه من سلطة الانتداب.
ومنها تعيين مجلس ادارة منتخب للمعرة ضم ثلاثة سادة من آل حيراكي ودحروج والجندي. وجلس ادارة لقضاء جسر الشغور ضم سادة من آل نعسان اغا وسلوم وشكور والحاج بكري ومجلس بلدية لخان شيخون ضم سادة من آل قدح والصيادي والابرش والكنج واليوسف اغا وتشكيل مجلس للعشائر.ضم فاخر الجابري وامين اغا يكن ومجحم ابن مهيد ونواف شيخ الحديديين والشيخ شايش عبد الكريم وقرار بعدم زيادة الايجارات عن 57 بالمائة عن العقارات المؤجرة منذ عام 1914م
وفي ذلك العام 1923 اعتبرت المصالح العامة كالدرك والقضاء والمصالح العقارية والمعاهد التعليمية مصالح اتحادية اي انها ترجع لاتحاد الدول السورية ولا ترجع لدولة حلب مثلا. وتغطى ميزانياتها من ميزانية الاتحاد لا من ميزانية الدويلات المكونة للاتحاد.
كما تم صدور قرار مجلس الاتحاد السوري رقم 131 بانشاء الجامعة السورية وتضم معهد الحقوق ومعهد الطب والمجمع العلمي العربي مع تفاصيل قرار الانشاء وادارة الجامعة.
واصدرت السلطات الفرنسية قرارا بجمع التبرعات لاعادة اعمار المسجد الاقصى فيما يبدو انه تقرب من الاهالي عبر مشاعرهم الدينية وقرار بتشكيلات المحاكم ودرجاتها وقضاتها واختصاصاتها وتوزيع المحاكم على المدن والاقضية في الاتحاد السوري.
وفي ذلك العام قرر مجلس الاتحاد السوري اعتبار يوم 6 ايار عيدا للشهداء في سوريا.
ويلاحظ في اخبار الجريدة استمرار الاعمال القتالية ضد الجنود الفرنسيين خاصة في مناطق الريف كدركوش وسلقين.
لا بد من تفحص أعداد هذه الجريدة بعناية لفهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمشاكل التي واجهت قيام هذه الدويلة الحلبية. والمفاهيم الرئيسية للفدرالية السورية في تلك المرحلة. ومراحل تشكل الدولة السورية والدولة الحلبية.
الامر بحاجة للدراسة والتعمق بما ورد في جرائد ذلك الزمان على اختلاف مشاربها.
جريدة حلب تعتبر من أهم المراجع التوثيقية عن الاحوال السياسية والاقتصادية والادارية والاجتماعية لحلب وسوريا في بدايات فترة الانتداب الفرنسي.
للراغبين بالحصول على ملف PDF الذي يحتوي على المجلد الخامس من جريدة حلب الرسمية 1923
جميع الحقوق محفوظة لـدار الوثائق الرقمية التاريخية © 2024 https://dig-doc.org/ |