عقدت مجموعة من الجمعيات العربية مؤتمرها الأول في القاعة الكبرى للجمعية الجغرافية بشارع سان جرمان في باريس طوال أيام 18 – 23 نيسان 1913م برعاية مباشرة من الخارجية الفرنسية في الوقت الذي الذي كان فيه العرب ما زالوا تحت مظلة الدولة العثمانية كانت رئاسة المؤتمر من نصيب الشيخ الحمصي عضو مجلس المبعوثان عبد الحميد الزهراوي ممثلا عن حزب اللامركزية بمصر . والذي اعدم لاحقا عام 1916 ضمن شهداء 6 ايار
يضم هذا الكتاب النادر فكرة المؤتمر العربي الأول من نوعه والتي تتلخص في إبلاغ الأجانب أن العرب يدرؤون عادية الاحتلال من أيّ دولة كانت ويحتفظون بحياتهم الوطنية، وياضمن مصارحة الدولة العثمانية بوجوب تطبيق الإصلاحات اللامركزية في بلاد العرب.عاد وفد من المؤتمر للاستانة وخاضوا مع الحكومة العثمانية مفاوضات استمرت عدة أشهر، كانت نتيجتها إيجابية فصدر في 4 كانون الثاني 1914 قرار تعيين رئيس المؤتمر الشيخ الزهراوي مع عدد من الوجهاء العرب أعضاء في مجلس الأعيان لمتابعة تطبيق ما اتفق عليه
أرسل الشيخ عبد الحميد الزهراوي كتاباً إلى الشيخ محمد رشيد رضا يشرح وجهة نظره في ما جرى.
يبدأ الشيخ بشرح ما جرى في مؤتمر باريس «كنت قد فصلت لكم اذ جئت إلى باريس كيف وجدت مؤسسي فكرة المؤتمر فوضى، وكيف تعبنا في ستر الأمر وإيجاد المؤتمر مرونقاً بتوفيق من الله فوق المأمول…». ويصف اختلاف مشارب المؤتمرين حد التعارض.
يقول «وبعد انقضاء المؤتمر غادر الجمع الذي لفق تلفيقاً»، ثم ينتقل لشرح وضع الدولة العثمانية الدولي ومطامع الغرب فيها.
وبعدها يشير إلى أن الاتحاديين «هم اليوم يتسلحون بعزائم ماضية، وناوون نية قاطعة أن يجددوا شيبات الدولة بقدر ما تسمح لهم الظروف، ويشتهون أن يخلص إليهم العرب ويساعدهم فضلاؤهم في هذا السبيل، ويعترفون بخطيئاتهم الماضية، وينوون أن لا يعودوا إلى مثلها بقدر الإمكان.
أنا مؤمن بنيتهم وأقوالهم هذه كل الإيمان لأدلة كثيرة ظهرت لي، ولكنني مرتاب من جهة قابليتهم تطبيق العمل على النية، وعلى كل حال أرى عدم تركهم وحدهم خيرا من تركهم، ويرجى أن تقوى قابليتهم».
ينتقل الزهراوي إلى توصيف أكثر قتامة لحال الشعب العربي، «وأما العرب في الجهات الأخرى فهم أهل سوريا وأهل العراق وأهل الجزيرة، فالسوريون والعراقيون حضر، ألفوا الذل وتعودوا الاستخذاء والاستكانة، لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا، لا يساعدون ولا ينوون أن يساعدوا، لا يهبون ولا يروق لهم أن يوقظوا».
يضم الكتاب النادر أسماء الوفود المشاركة في المؤتمر وفيهم اثنين من الصهاينة ، ومحاضر جلسات المؤتمر الأربع المنعقدة في الفترة 18-23 حزيران 1913، تشمل ما ألقي فيها من خطب، وما تُلي فيها من رسائل أرسلها العرب من كل أنحاء الدنيا إلى المؤتمر دعمًا وتهليلًا.
للحصول على نسخة pdf من الكتاب
جميع الحقوق محفوظة لـدار الوثائق الرقمية التاريخية © 2025 https://dig-doc.org/ |