تعتبر مجلة الحديث الحلبية النادرة ظاهرة مميزة في تاريخ الصحافة الأدبية والتاريخية في حلب خاصة وسوريا عامة.
فقد انطلقت هذه المجلة في عام 1927م واستمرت بالصدور حتى عام 1959.
ويعتبر مجلد السنة الأولى لصدورها في عام 1927 وهو هذا المجلد الذي نقدمه اليوم من أندر مجلدات أعدادها.
ويمكن تبين مواضيع المجلة في سنتها الأولى من الفهرس المنشور المرفق.
استقطبت الكتاب والأدباء و الشعراء والمفكرين من أرجاء الوطن العربي ويعود الفضل في إصدارها واستمرارها للمرحوم سامي الكيالي.
ولد الأديب سامي الكيالي بحلب عام 1898م ودرس في " المكتب السلطاني" الذي سمي مدرسة المأمون لاحقا ولم يكمل تعليمه الجامعي لكنه كان علامة في الادب والتاريخ.
شغل وظيفة أمين سر بلدية حلب ربع قرن، ومفتشًا إداريًا لبلديات المنطقة الشمالية.عُيِّنَ مديرًا لدار الكتب الوطنية، ومديرًا للمركز الثقافي بحلب.
حاضر في معهد الدراسات العربية العليا في القاهرة، وكان مستشارًا ثقافيًا للوفد السوري في اليونسكو.
كان عضوًا في المجمع اللغوي بسورية ومصر، وعضوًا بالمجلس الأعلى للفنون والآداب في سورية ومصر، وعضوًا في اتحاد الكتّاب العرب بدمشق، وعضوًا في الجمعية التاريخية بمصر.
والده الشيخ علي الكيالي الشهير بالعالم من مواليد كفرتخاريم عام 1870 أقام وتوفي بحلب، تولى منصب أمانة الافتاء بحلب حوالي 20 عاما تلاها منصب القضاء حوالي 12 عاما تلاها مفتيا على المذهب الحنفي حتى وفاته عام 1944م وله عدة مؤلفات فقهية.
حمل المرحوم المحامي الاستاذ احسان الكيالي رسالة والده سامي الكيالي كما حملها حفيده الصديق المرحوم الاستاذ علاء الكيالي القنصل الفخري للمغرب بحلب. فكانا مثالا للعلم والأدب والأخلاق والسيرة الحسنة.
عبر سامي الكيالي عن رسالته التي حملتها مجلته الحديث قائلاً:
"إن ما نشر حتى الآن من الإنتاج السوري قليل بالنسبة لما في خزانات الكتب. وأضاف بأن المجمع العربي، والمعهد الفرنسي للدراسات قد قاما بطبع عشرات الكتب الأدبية والتاريخية وبعض دواوين الشعر والمؤلفات المترجمة في شتى الميادين من الأدب والتاريخ، وأشار إلى أنه إذا كان الجانب الأدبي أغلب على الأدب كمرجع ذلك إلى أننا لا نزال في بدء حركتنا الفكرية ولأنه ألصق بالنفس من سائر فروع العلم.
وعندما تناول الكيالي أثر النزعات الأدبية الغربية في الاتجاهات الحديثة في الأدب العربي السوري قال : "لا نكران أن سوريا بعد أن ظلت في غيبوبة تحت حكم العثمانيين قد استيقظت على ماضيها وهو ماض ملئ بالأمجاد، وهي حريصة على ذلك التراث الضخم، وراغبة أن تظل وثيقة الاتصال به وأن تستلهمه في كثير من منازعها".
كتب المقالات المتنوعة في مجلة الحديث : صاحبها سامي الكيالي والموسيقار الحلبي احمد الاوبري والشاعر عمر ابو ريشة وعلي الناصر ومحمود ناجي وعبد الوهاب العجيلي وغيرهم ومن أهم أدباء مصر كطه حسين وتوفيق الحكيم ومحمود بك تيمور وشفيق بك جبري وغيرهم .
كانت مقالاتها تشمل أهم الاكتشافات الأثرية حينذاك واهم الوقائع التاريخية زمن سيف الدولة الحمداني وصلاح الدين الايوبي وغيرها ومقالات نقدية في الأدب والشعر ومقالات سياسية تتعلق بتركيا وكمال اتاتورك.
اشتهرت فيها سلسلة المقالات التي كتبها الشاعر عمر ابو ريشة بعنوان محاكمة الشعراء ووصفها أبو ريشة بأنها كوميديا شعرية .
للاسف لم تلق أعداد هذه المجلة الفرصة للتوثيق والأرشفة وغابت مجموعتها الكاملة عن موطنها حلب.
وسنعمل جاهدين على توثيق هذه الأعداد النادرة أينما وجدت.
للراغبين بالحصول على مجلد الاعداد النادرة لمجلة " الحديث" لعام 1927 المؤلف من 670 صفحة في ملف pdf.
جميع الحقوق محفوظة لـدار الوثائق الرقمية التاريخية © 2024 https://dig-doc.org/ |