تعتبر أعداد هذه الجريدة من أهم المصادر التوثيقية لمرحلة تسلم رجال الاتحاد والترقي الحكم في السلطنة العثمانية ما بعد خلع السلطان عبد الحميد وقبل بدء الحرب العالمية الأولى ، معظم الدراسات عن تلك الفترة اعتبرت أن هؤلاء الرجال كانوا عملاء للماسونية ومن يهود الدونمة وكان هدفهم تدمير السلطنة وقد خلت هذه الاحكام المسبقة التي لم تتأتى عن دراسة توثيقية رصينة من الدلائل العلمية المقبولة لاثبات ذلك. فمن وجهة نظر ثانية يمكن اعتبار هؤلاء الرجال من الشباب المندفعين لاصلاح شؤون بلادهم خاصة مع اطلاقهم لحرية الصحافة التي نلمسها في قراراتهم باغلاق هذه الصحيفة عدة مرات لتعود وتصدر باسم جديد خلال يوم او يومين من اغلاقها !!!! و لا نغفل ميل هؤلاء الضباط الطبيعي لقوميتهم التركية وانجرافهم الطبيعي كذلك للتحول لقادة عسكريين ديكتاتوريين خاصة خلال الحرب.
ولد عبد الغني العريسي صاحب هذه الجريدة في بيروت عام 1891م و تخرج من الكلية العثمانية الاسلامية في بيروت عام 1906م ليصدر العدد الأول من جريدته اليومية "المفيد" في 9 شباط عام 1909م وهو في الثامنة عشر من العمر فقط ، سافر الى باريس لدراسة الصحافة وكان يدير جريدته البيروتية من هناك ، عاد من باريس لبيروت عام 1913 م لتعود جريدته للانطلاق بقوة معلنة مناهضة سياسة التتريك مما أدى لإغلاقها من الاتحاديين الترك في 29 ايار عام 1912م فقام فورا في 30 ايار 1912 باصدار جريدة ثانية متلاعبا بالاسم فجعل عنوانها صدى المفيد وصدر منها 11 عددا فقط لتعود المفيد في 11 حزيران 1912 للصدور ولكنها لم تستمر طويلا فسرعان ما تم اغلاقها بعد ثلاثة اشهر في 20 ايلول 1912 م فسارع العريسي وحنتس لاصدار جريدتهم البديى لسان العرب في 23 ايلول 1912 خلال يومين من إغلاق المفيد. لم يصدر من لسان العرب سوى عددين اثنين حتى تم تغيير اسمها الى الفتى العربي في 28 ايلول 1912 والتي صدر عددها الاخير في 7 تشرين الثاني 1912م لتعود المفيد للظهور باسمها الاصلي في 9 تشرين الثاني 1912م.
عادت لعبة القط والفأر بين العريسي و الاتحاديين لتعطل جريدته المفيد في كانون الاول 1913 ليعود العريسي ويصدرها باسم الفتى العربي في 15 كانون الاول 1913 وتستمر بهذا الاسم حتى 25 ايلول 1914 عندما عاد وأصدرها لمدة شهرين باسم المفيد
ولكن سرعان ما قرر جمال باشا السفاح إلقاء القبض عليه ومحاكمته في الديوان العرفي بعاليه والحكم عليه بالاعدام ضمن اعدامات شهداء 6 أيار عام 1916م فتم شنقه وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر.
تعتبر أعداد هذه الجريدة من أندر الاعداد وقد قامت احدى مكتبات الجامعات الأمريكية بأرشفة ونسخ هذه الاعداد النادرة، ولكن اتاحتها للعموم بامكانية التصفح والتنزيل صفحة صفحة للاسف، وهي تعد بآلاف الصفحات.
قامت الدار بتنزيل هذه الصفحات واحدة واحدة وضمها ضمن ملف واحد لكل سنة من سنوات اصدار الجريدة لتسهيل البحث والاقتناء .
للحصول على ملف PDF لمجلد السنة الرابعة من جريدة المفيد البيروتية عام 1912م
جميع الحقوق محفوظة لـدار الوثائق الرقمية التاريخية © 2024 https://dig-doc.org/ |