أسس الطريقة المولوية ابن جلال الدين الرومي وهو سلطان ولد المتوفي عام 1312 م في مدينة قونية ويلقب أحفاد جلال الدين بلقب "جلبي" بينما يلقب شيوخ المولوية بلقب "داده". اختارت هذه الطريقة موسيقى الناي ورقص السماح طريقاً إلى الله.
سميت التكية نسبة إلى الطريقة المولوية المنسوبة إلى جلال الدين الرومي (ولد 1207م - توفي 1273 م) دفين مدينة قونية في تركيا الحالية، الذي أطلق عليه أتباعه لقب "مولانا" ومن هنا جاءت كلمة "المولوية"، والمولوية هي الطريقة الوحيدة في الإسلام التي وحدت لباس أفرادها باللون الأبيض، ولهم لباس رأس مميز اسمه الكلاه، ورؤساء الطريقة يضعون عمامة خضراء على هذا الكلاه ويرتدون نطاقاً على وسطهم ويسمى كل فرد فيها درويش وتعني المنزوي بالفارسية.
تعقد الطريقة مجلسها ليلة الاثنين والجمعة من كل أسبوع، وفي ليلة السابع والعشرين من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة المولد النبوي الشريف، وليلة القدر.
يقوم أتباع هذه الطريقة برقصة صوفية خاصة يدورون فيها باستمرار حول أنفسهم دون توقف على أنغام الناي والطبل والصنج.
يدور الدرويش حول نفسه إشارة إلى دوران الأرض حول نفسها ويرفع إحدى كفيه نحو الأعلى مستجدياً السماء ويوجه يده الأخرى نحو الأرض كناية عن العطاء ويدور الدراويش حول شيخهم كناية عن دوران الأرض والكواكب حول الشمس.
يدورون وهم مغمضون منتشون برائحة البخور وبنغمة الناي، وتمد سجادة صغيرة في وسط الحلقة يستوي عليها الشيخ الكبير منهم وتحتها سجادة أكبر منها يستوي عليها من دونه رتبة.
في كل بلد عثماني هناك دار للمولوية (ملا خانة) يؤمن لهم الطعام والسكن مجاناً، وبذلك يمكن أن يقوم درويش المولوية بسياحة عظيمة في السلطنة العثمانية ومؤنته وإقامته مؤمنة.
في سورية بنيت التكايا المولوية في دمشق وحماه وحمص واللاذقية.
وأكبر وأهم هذه التكايا بنيت بحلب في القرن السادس عشر الميلادي، وتعين "الداده" أحمد وهو من كلّس قائماً على شعائر الطريقة لأول مرة بحلب عام 1530 م وقد أقيمت شعائر الطريقة في تكية الشيخ أبو بكر أيضاً بعدها بقليل، وذكر المهندس علي داده في دراسة أعدها عن أجداده الذين سكنوا وأقاموا شعائر المولوية في تكية الشيخ أبو بكر الوفائي نقلاً عن مذكرات أحد رجال المولوية المدعو أولياء جلبي أنه زار حلب وكان فيها مائة وست وسبعون زاوية مولوية أهمها الملاخانة، وذكر الغزي في وصفه لمحلة العينين أنه في عام 1934 أقام عبد الغني داده رقص السماح المولوي "الفتلة" في ما يسمى "سماح خانة" في التكية المولوية أما المسجد فقد أنشأه عام 1897 عامل جلبي عندما ألغى أتاتورك التكايا الدينية في تركيا عام 1925 م.
انتقل مركز المولوية في العالم الى حلب وتولى بكر أفندي جلبي (مواليد 1900 م) رئاسة الطريقة وسكن حلب وتزوج من ابنة محمد نوري بك الجركسي وعندما سافر لتركيا عام 1937 م لم يستطع العودة لأسباب سياسية وبعد وفاته عام 1943 تعين ابنه جلال الدين جلبي بدلاً عنه لمدة عام واحد حتى صدر القرار بسورية بإلغاء ومنع إقامة الشعائر المولوية عام 1944 م.
في تلك الفترة كان في التكية المولوية خمسة شيوخ من مرتبة "داده" منهم الملقب "بقجه وان داده" وهو المسؤول عن حديقة التكية، والملقب بـ "أشجي داده" هو المسؤول عن مطبخ التكية الذي يوزع الطعام للفقراء، وكان يلقب معلم عزف الناي "نايات".
نقلت مئات الكتب والمخطوطات التي كانت فيها لمكتبة الأسد بدمشق.
وتخرج من التكية زكي المولوي أشهر الخطاطين بحلب ويقال أن الشيخ علي الدرويش وهو من أشهر الموسيقيين الحلبيين تلقى علومه الموسيقية على يد معلمي الموسيقى فيها "النايات" ولقب بالدرويش لأنه من دراويش المولوية.
في المولوية بحلب مقبرة لأساتذة الطريقة وكبار الموظفين العثمانيين
جميع الحقوق محفوظة لـدار الوثائق الرقمية التاريخية © 2024 https://dig-doc.org/ |