السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية،ورد فيها عرض السلطان على هرتزل منحه حلب كموطن لليهود إضافة للعراق ولمجموعة أخرى من المواقع داخل السلطنة. 

فلم يرض هرتزل إلا بالقدس وكاد الأمر يتم تجاه فلسطين لولا تدخل روتشيلد ومنعه لهرتزل من ذلك.   

وتمت الإشارة لهذا الفصل في التمهيد للكتاب بالملخص التالي:

تمت مداعبة عواطف العقل العربي بطرح السلطان عبد الحميد مدافعاً عن فلسطين بوجه الأطماع الصهيونية، وبالغوا بعرض الدور اليهودي في خلع هذا السلطان ، وكرسوا فكرة أن السبب الأهم لخلعه هو رفضه بيع فلسطين للصهاينة، 

وسوقوا فكرة أن اليهود عبر تنظيماتهم الماسونية خلقوا تنظيم الإتحاد والترقي فقط للإطاحة بالسلطان عبد الحميد.
أصبحت هذه المفاهيم التي تم الترويج لها بكثافة عبارة عن مسلمات في عقل المواطن العربي البسيط المتأثر عادة بالضخ الإعلامي، وصار مجرد ذكر السلطان عبد الحميد بالانتقاد يقيم الدنيا لديهم ولا يقعدها، وتحولت شخصية هذا الحاكم العثماني لشخصية مقدسة لا تمس.

للأسف لم ينبرِ باحث عربي رصين -على حد علمي- بالبحث الحيادي العلمي لمثالب ومحاسن هذا الحاكم، ربما لأن فكرة المؤامرة اليهودية التاريخية للاستيلاء على فلسطين هي فكرة مكرسة تحز في نفوس العرب جميعاً، وفكرة وجود مدافع في وجه هذه المؤامرة كالسلطان عبد الحميد تستهوي العرب جميعاً، ربما يضاف إلى ذلك تجنب الباحث العربي الذي سيخوض في هذا البحث الشائك الهجوم الشرس الذي سيتعرض له كل من يخالف الهوى العام الذي تم بناءه عبر العقود الماضية بتقديس هذا السلطان.

فلم تتم دراسة مذكرات هرتزل بشكل كاف، وهي المرجع الوحيد الذي اقتطف منه ملمعو صورة السلطان جوابه لهرتزل عند محاولته الأولى للتفاوض للحصول على وطن قومي لليهود في فلسطين، واكتفوا بالجواب الأول الوارد في هذه المذكرات، وأهملوا بقية ما ورد فيها من علاقة طويلة مستمرة لعدة سنوات ما بين عبد الحميد وهرتزل،  تفاوضوا فيها على منح اليهود عدة مواقع أخرى ضمن أراضي السلطنة العثمانية إضافة لفلسطين لتكون وطناً لليهود، من هذه المواقع البديلة: حلب ومناطق في الأناضول وأخرى بالعراق. 

وورد في المذكرات أيضاً أن من عرقل هذه المفاوضات ومنع هرتزل من إتمام مشروعه حينها هو "روتشيلد" الذي كان يضع يده فعلياً على مقومات السلطنة العثمانية خاصة الاقتصادية منها، وكانت عملية بناء مستوطناته اليهودية في فلسطين قائمة على قدم وساق، تحت أنظار السلطان عبد الحميد وبشكل متواري.

مما جاء في كتاب "الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة