ممالك النار .. نقد 3

ما هو السبب الحقيقي لمهاجمة السلطان العثماني بيازيد دولة المماليك ؟ ورغبته بانتزاع حلب منهم؟

عرض المسلسل تنامي الصراع العثماني المملوكي ما بين بيازيد وقانصوه الغوري دون أن يوضح إطلاقاً سبب هذا الصراع.

ورغم ان المسلسل لأهداف سياسية حاول أن يصور حكم المماليك لمصر وبلاد الشام بأنه حكم عادل بل وربما ملائكي ولكن الواقع كان مغايرا لذلك تماما.

فكلا السلطانين العثماني والمملوكي لم يطمحا إلا لاستغلال بلادهم اقتصاديا وزيادة ثراء دولتيهما على حساب شعوبهم الفقيرة لضمان استمرارية حكمهما.

والصراع بين الدولتين نشأ بعدما استطاع بيازيد الثاني الاستيلاء على الموانئ التجارية التي كانت تحت سيطرة البنادقة في أوروبا الشرقية على البحر الاسود وعلى بحر ايجةـ واستولى أيضاً على أراضي الاناضول الاوسط وصولاً جنوباً حتى ديار بكر شمال حلب.

وبذلك ضمن فرض ضرائبه على طريق الحرير القادمة قوافله من إيران باتجاه أوروبا وأضحت مدينة بورصة عاصمة التبادل التجاري ما بين الشرق والغرب.

مدينة بورصة وحدها كان فيها حوالى ألف ورشة حرير ووصلت واردات تجارة الحرير في بورصة عام 1412م إلى ثلاثة وأربعين ألف دوقية ذهبية وهو مبلغ طائل قي ذلك الزمن .

كانت المدينة الوحيدة المنافسة لمدينة بورصة في هذه التجارة العالمية هي حلب التي استمرت بتلقي قوافل الحرير من تبريز .

وكانت حلب تحت سلطة المماليك وكان لابد للعثمانيين من الاستيلاء على حلب ولا بد للصراع بين الدولتين من أن ينشب.

في هذه الفترة كانت أمارات الاندلس تسقط ....وناشد من تبقى من أمراء الاندلس سلطان المماليك وسلطان العثمانيين انقاذهم من الابادة على يد الإسبان باعتبارهما ادعيا هما الاثنان حماية المسلمين .

لكن كان كلا السلطانيين كانا مشغولين بالتنافس على جني ضرائب طريق الحرير فلم يقدما أي عون عسكري للاندلس رغم قدراتهم العسكرية الممتازة في تلك الفترة فسقطت الأندلس بسهولة، وأبيد سكانها المسلمون لاحقاً.

قام السلطان سليم بعدما خلع والده بيازيد الثاني بالاستيلاء على حلب ثم على كامل بلاد الشام ثم دخل القاهرة منهياً دولة المماليك كما سنرى في الأجزاء القادمة.

--------------
-اقتباس من كتابي القادم : "طريق الحرير. قراءة معاصرة لدور محاور التجارة الدولية في قيام وسقوط الإمبراطوريات والدول"
قيد النشر.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة