رسالة أنجيلا ميركل .. إلى علاء السيد

المخلوقة حطت عقلها بعقلي و بعتتلي هالرسالة بالألماني و طبعا انا ترجمتها و كتبتها على كيفي:
عزيزي علاء

منذ فترة و انا اراقب صفحتك الفيسبوكية عن كثب و افرغ ساعتين يوميا لقراءة بوستاتك و التعليقات التي ترد عليها رغم مشاغلي الجمة ، لا ادري ما السبب ، ربما هي الحاسة السادسة التي لدي و قد استشعرت بالخطر يقترب مني عبر هذه الصفحة .

إلى أن قرأت بوستك المتعلق بي والذي جاء فيه حرفياً
"من يعتقد أن ميركل هي الأم تيريزا الثانية ...ساذج و سيبقى ساذجاً ..
كفانا مراهقة ...حان وقت النضوج
ميركل زعيمة سياسية منتخبة و تمثل حزباً سياسياً ..
واجبها و هدفها الوحيد هو خدمة بلادها ..ألمانيا
ألمانيا فقط ...و هذا حقها ..و حق الألمان
في هذا الإطار تفتح ميركل الهجرة للسوريين ..و تقدم التسهيلات ..
لا تفتحها في أي إطار إنساني أو غيره ...فهي ليست رئيسة جمعية خيرية ..
يجب أن يدرك من يهاجر إلى هناك ذلك ..و يعمل على هذا الأساس ..
اذا لم تستفد منه أو من أولاده ...ألمانيا ..
فلا داع لوجوده .."

وأدركتُ حينها أن حدسي كان في محلّه.

عبر التاريخ نحن نرسل مختصين مدربين و على أعلى مستوى لدينا لبلادكم و لحلب بالذات و تحت مسميات مختلفة لأجراء دراسات معمقة عن طريقة تفكيركم و أسلوب حياتكم.

أحياناً نرسلهم تحت اسم علماء آثار و احيانا تحت مسميات مشاريع تنمية أو كطلاب لرسائل دكتوراه مزعومة.

شعبكم البسيط حسن النية كان يستقبلهم دوماً بالعواطف وبالنية الطيبة وكانت كل التقارير التي يُجمعون عليها تتلخص بمثل شعبي معروف لديكم:

"حرب الدول ما تفهما العربان"

و تتلخص أيضاً أن ذاكرة شعوبكم قصيرة و لا ترون أبعد من أنوفكم. ألم تنسوا موقفي من الطفلة النازحة التي اقتربت مني منذ شهرين فقط فقلت لها علانية "لا مكان لكم هنا عودوا لبلادكم" ألم تنسوا ماذا فعلنا باللاجئين الصرب الذين استقبلناهم خلال الحرب البوسنية واصطفينا منهم من نرغب ثم طردناهم؟!

آخر مشاريعنا في حلب مثلاً كان مشروع gtz في أحياء حلب القديمة الذي توسع ليشمل كل مدينة حلب بالتعاون مع البلدية.

في هذا المشروع قمنا بعمل مسح إحصائي اجتماعي إنساني موسع عبر آلاف البيانات و الاستمارات للسكان و بعمل دؤوب استمر لعدة سنوات.

طبعاً موظفيكم لم يفهموا الغاية من هذا المشروع بل لم يكلفوا نفسهم الإحتفاظ بنسخة من هذه البيانات التي تم نقلها لكوادرنا ليجري تحليلها والعمل على استخلاص نتائجها بعناية.

للأسف لم يتعلم أي من كوادركم شيئاً من احتكاكهم بنا فلم يفهموا دقة عملنا وحرفيته المفرطة وحساباتنا و تصرفاتنا المبنية على أبحاث لا تنتهي تحسب حساباً لتصرفاتنا لعشرات السنوات المقبلة.

فكوادركم لا تستطيع كما قلت سابقاً أن ترى أبعد من أنفها و لا تستطيع أن تضع خطة ما لأكثر من ثلاثة شهر.

نقل لي خبرائي التعابير التي تستخدموها دوما مثل: هوشة عرب و غيرها.

تصرفاتكم الانفعالية العاطفية التي تهلّل لأمر ما وتنقلب عليه بعد لحظات دون أية دراية أو حنكة هي ما اعتمدت عليه في سياستي بالتعامل معكم.

لدرجة أن البعض منكم لم يكلف نفسه عناء التساؤل عن سبب عدم استقبال اللاجئين عبر سفاراتنا بل إجبارهم على خوض اصطفاء طبيعي كما الحيوانات في الغابة قبل الوصول إلينا.

بعضكم يناديني الآن "ماما ميركل" و بعضكم بدأ ينسب لي أقوال "عن ان المانيا استقبلت بينما لم تستقبل مكة " بل البعض روّج أنني سأرسل بواخر لنقلكم وأنا اقرأ واضحك، كم أنتم عاطفيين!!

لم تستطيعوا أن تفهموا أن أولادكم سيكونوا لنا، لن يكونوا لكم. وأن الثمن البخس الذي ندفعه لشراء هذا الكم من الأطفال عبر معونات اللجوء و خلافه لا قيمة له لدينا.

دون أن أدخل معك بالتفاصيل أؤكد لك: إن أي تصرف نقوم به مبني على دراسة تراكمية عميقة لمجتمعاتكم عبر سنوات طويلة وهي مهمة مؤسساتنا البحثية التي ننفق عليها الملايين سنويا.

في النهاية الخطط التي نضعها مع حلفائنا الامريكان تجعلكم تفعلون ما خططنا له دون أن تدرون وإن دريتم فلا خيار أمامكم و منذ اللحظة الاولى لأزمتكم.

العقلاء فيكم عندما سيبحثون عن حل لن يجدوا إلا الحلول التي وضعناها نحن .

يا عزيزي اكتب ما بدا لك ما حدا منكم رح يسمع أو يرد عليك و ما نويناه سوف ننفذه شاء من شاء وأبى من أبى و ستشاهد أقرانك هم من سيتسابقون لتنفيذ مخططاتنا من حيث دروا أو لم يدروا، بل ستشاهدهم يدافعون عني تطوعاً و قد صموا أذانهم، و يهاجموك و كأنك انت عدوهم.

انتهت الرسالة.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة