قصة ملكية عبد الرحمن محوك لفندق بارون

كثر الحديث عن ملكية المرحوم عبد الرحمن آغا محوك لفندق بارون وأن آل مظلوميان ليسوا المالكين وأن ملكية ورثة عبد الرحمن محوك ثابتة بالقيود العقارية ولكن هناك من يقوم بالتمويه على الموضوع.

لتوضيح حقيقة الامر بشكل موثق اورد الحوادث التاريخية التالية والتي تم نشرها في كتابي " تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني " مرفقة بصور الوثائق العقارية.

فندق بارون بالاساس قائم على ثلاث محاضر عقارية متجاورة فقد اشترى الأخوان أونيك (أوهانيس) وأرمين (أرميناك) مظلوميان عام 1909م قطعة أرض في محلة كوجوك صليبة (أي الصليبة الصغرى) التي كانت في بستان كَول أب (ماء الورد) الذي كان بستاناً يزرع فيه الورد الجوري الحلبي الشهير، وقطعة الارض هذه هي المحضر الاول ولكن كان المحضر ذو مساحة صغيرة فقام الأخوان مظلوميان بالاستئجار لقطعتي أرض مجاورتين لأرضهما، الأولى عائدة لوقف التكية المولوية والثانية عائدة لوقف بوني أكري محمد باشا (أحد ولاة حلب السابقين). وفق نظام كان يسمى حينها نظام الاستحكار ويعني ان تبقى الارض ملكا للوقف والبناء ملكا للمستأجر الذي يبني ارض الوقف على حسابه.

انتهت اعمال بناء الطابقين الاول والثاني عام 1911م وتم افتتاح الفندق وسمي فندق بارون.

عند انتهاء الحرب العالمية الاولى في عام 1918م قرر الاخوين مظلوميان بيع الفندق بعدما قرر احد الاخوين وهو اونيك مظلوميان الهجرة ، بيع الفندق للحاج رحمون أغا محوك وتم تسجيل احد المحاضر الثلاث للعقار باسم المرحوم محوك اغا وبقي المحضرين الاخرين قيدا باسم الوقف لان الوقف لا يباع بل يباع حق استئجاره فقط.

طلب الحاج محوك من الاخ الارمني الثاني أرمين الذي بقي بحلب أن يستمر بإدارة الفندق لان الفندق كان يقدم المشروبات الروحية و لايستطيع الحاج محوك أن يقوم بذلك.

في عام 1923 م تعرض الحاج عبد الرحمن محوك لضائقة مالية فباع بيعا بالوفاء مجموعة من أملاكه للخواجه فيكتور عجوري صاحب بنك عجوري لقاء إحدى وعشرين ألف مثقال ذهب عيار 24 قيراط لمدة أربع سنوات، وبيع الوفاء يعني انه في حال عجز البائع عن رد القرض يقوم المشتري بنقل الاملاك لاسمه ويحق له بيع العقارات لتحصيل الدين .

عندما لم يسدد عبد الرحمن محوك المبلغ،  باع عجوري أملاكه بالمزاد عام 1928م ومنها فندق بارون فاشتراه أرمين ثانية من فيكتور عجوري بثمانية آلاف ليرة عثمانية ذهب بعدما قامت الطائفة الارمنية بدعم مظلوميان مادياً. 

في عام 1941م  حاول عبد الرحمن آغا محوك إبطال البيع وإعادة ملكية الفندق إليه برفع دعوى أمام محكمة الحقوق البدائية بحلب بطلب فسخ تسجيل بحجة انه لم يتبلغ قرار البيع بالمزاد وفق الأصول القانونية.  ونظرت المحكمة بهذا الطلب ولم تقره وطعن المحوك بقرار المحكمة وصدر الطعن برفض طلبه ورفع اشارة الدعوى وانهاء النزاع لمصلحة مظلوميان. 

توفي الحاج عبد الرحمن محوك الشهير بالآغا عليه رحمة الله عام 1946م.

في عام 1952م دفع أرمين مظلوميان لدائرة الأوقاف بحلب مبلغاً وقدره أربع وعشرين ألف وخمسمائة وثمان وثمانين ليرة سورية وفقا لوثيقة استبدال الحكر الموجودة في السجل العقاري بحلب وصارت الأرض والمباني التي عليها ملكاً خالصاً له. ولم تعد هناك ملكية للاوقاف لاي من محاضر الفندق.

بقي الفندق باسم آل مظلوميان حتى انتقلت ملكيته قيدا لوزارة السياحة السورية وبقي حق اشغاله واستئجاره باسم ورثة آل مظلوميان حتى هذا التاريخ.

- جميع وثائق البيع والمحكمة واثبات الملكية ضمن ارشيفي الخاص وتم نشر بعض منها في كتابي "تاريخ حلب المصور".

للاطلاع على كتاب تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني , انقر هنا

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة