جريدة القبلة المكية السنة الرابعة 1919-1920م

أصدرها الشريف حسين من مكة المكرمة إبان إعلان ثورته على السلطنة العثمانية بما سمي لاحقا الثورة العربية الكبرى.

وفي أعداد هذه الأعوام كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت وانتصر الإنكليز ودخلت جيوشهم بلاد الشام بمرافقة قبائل البدو الذيم كانوا تابعين للشريف الحسين ولابنه الامير فيصل. وبقيادة فعلية من ضابط المخابرات البريطاني لورنس العرب.

ويمكن توثيق مجريات الأحداث عند دخول الجيش العربي لدمشق ولحلب انطلاقاً من هذه الأعداد المهمة من الجريدة ومن وجهة نظر الشريف حسين وجماعته.

تولى تحرير جريدة القبلة  الشيخ الدمشقي محب الدّين الخطيب الذي كان الشريف حسين قد استدعاه للحجاز لتحرير الجريدة التي حرضت على الثورة ضد العثمانيين.

وذكر الشيخ محب في مذكراته أنه "أبيح له أن يكتب فيها مقالات توجيهيّة كما يشاء بلا مراقبة"، ولكن لم يكن الخطيب الدمشقي يوقع باسمه الصريح.

بالطبع كانت هذه الجريدة تصدر بتوجيه من المخابرات البريطانية وهي أول من روج لفكرة أن رجال الاتحاد والترقي الذين كانوا يتزعمون السلطنة خلال الحرب العالمية الاولى هم من الماسونيين ويهود الدونمة لاضفاء الشرعية على ثورة الشريف حسين بمواجهة هؤلاء "الكفرة" وما زال هذا الترويج البريطاني معتمدا حتى تاريخه.

ونلاحظ في المقالات الهجوم الشديد على الألمان الذين كانوا يسيطرون على دولة الخلافة العثمانية التي كانت قد شارفت على الانهيار في نهاية الحرب   العالمية الأولى والتي كانت وماتزال تحاول جمع الاتباع العرب تحت شعارات   دينية اسلامية لا يعتنق منها رجال الدولة العثمانية في ذلك الوقت إلا شكلها.

للأسف كانت جميع الأطراف تستخدم الولاء الديني لتحقيق اهدافها السياسية.

كان الشريف حسين يلجأ احيانا لتدبيج المقالات بنفسه ويوقع باسم مستعار هو  "ابن  جلا" ويقول الشيخ محمد ناصيف (كذلك أن الحسين كان يحرر بعض افتتاحيات القبلة ولاسيما تلك التي تتعلق بالقضايا السياسية العامة وأن القاري  يستطيع  معرفة أسلوبه بما يتسم به من اكثار في استخدام مثل هذه العبارات: حساسيات وكماليات ومعنويات).

وصفت الجريدة نفسها بأنها "جريدة دينية سياسية اجتماعية تصدر لخدمة الإسلام والعرب"، وقد اتخذت من الآية الكريمة "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" شعاراً لها.

فعلياً كانت بكل بساطة منشوراً ترويجياً للشريف حسين ولرغبته بالحكم ومهيجاً للرأي العام ضد السلطنة العثمانية.

تعتبر أعداد هذه الجريدة النادرة مرجعاً مهماً لفهم كيف عملت المخابرات  البريطانية على خلق الثورة العربية الكبرى في الحجاز لمواجهة الدولة  العثمانية في آخر ايامها وكيف داعبت مخيلة العرب باقامة دولة خلافة  إسلامية عربية تمتد من  بلاد الحجاز حتى شمال سوريا وكيف طعنتهم بعد ذلك، وانتهى الامر بالشريف حسن  منفياً حتى مات.

بقلم المحامي علاء السيد

للحصول على مجلد pdf لأعداد السنة الرابعة من الجريدة المؤلف من 397 صفحة

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة