كتاب ايضاحات عن المسائل السياسية التي جرت تدقيقها بديوان الحرب العرفي المتشكل بعاليه 1915م

نشرها: جمال باشا السفاح قائد الجيش الرابع

في منتصف الحرب العالمية الأولى وبعد خسارة القائد العثماني جمال باشا لمعركته مع الإنكليز في السويس مما سبب غضباً عارماً لديه.

في لحظات فشله وغضبه هذه تم العثور على مراسلات ما بين شخصيات سورية ولبنانية مع القنصل الفرنسي في بيروت فيما يبدو أنه تسريب متعمد لاثارة غضب جمال باشا.

كانت ردة فعل جمال باشا المتسلط العنيف متوقعة فأحال من راسلوا القنصل الفرنسي للمحاكم العرفية باعتبارهم خونة وجواسيس. وكان الحكم بالإعدام عليهم أمراً محتما بالعودة لردود الفعل المتوقعة من جمال باشا.

كان الفخ قد أحكمته المخابرات الانكليزية والفرنسية ببراعة، وكان ضحيته مجموعة من الشخصيات المثقفة النخبوية السورية واللبنانية التي تلقت الوعود بدعم استقلال بلادها عن الدولة العثمانية.

للاسف وثقت هذه الشخصيات ذات الأهداف النبيلة بالقنصل الفرنسي وراسلته برسائل يفترض أن تبقى سرية ومحمية داخل القنصلية.

كان الرأي العام في سوريا على الرغم من الاضطهاد العثماني الطويل متعاطفا مع الجيش العثماني ورافضا للدخول الانكليزي او الفرنسي للبلاد.

كان الحل لدى دوائر المخابرات البريطانية هو اجزال الوعود للشريف حسين في الحجاز بزعم دعم قيام مملكة عربية واحدة تمتد من سوريا لبلاد الحجاز وعلى اعتبار أن اهالي سوريا يفضلون حاكما عربيا مسلما على الحاكم العثماني أو الإنكليزي، فقد بلع الجميع الطعم.

قررت محكمة عاليه اعدام هؤلاء النخبة بتهم الخيانة والتجسس، وكان لما لهم من شعبية عريضة تأثير كبير على تأليب الرأي العام ضد العثمانيين وقلب المفاهيم التقليدية لدى السكان.

بل يقال ان الفرنسيين وعدوا جمال باشا ذاته بتنصيبه ملكاً على سوريا بعد اعلان استقلالها عن الدولة العثمانية.

لعب البريطانيون ببراعة واستطاعوا توريط جمال باشا بإعدام هؤلاء الشهداء، كما استغلوا الشريف حسين وابنه فيصل فخلعوه عن ملك سوريا، ودخل الإنتداب الفرنسي لسوريا ولبنان والانتداب البريطاني لفلسطين في نهاية الأمر.

لدراسة ومعرفة مجريات المحكمة العرفية التي جرت بعاليه، والوثائق التي تم ضبطها في القنصلية الفرنسية ببيروت، والتي أدت لإصدار الحكم بالإعدام الذي كان بداية نهاية الدولة العثمانية في بلاد الشام.

من المهم تمحيص ما جرى خلال المحاكمة وهو ما لم يفعله معظم من درس قضية شهداء السادس من أيار، واكتفوا بالإشارة إلى طغيان جمال باشا السفاح.

خاصة أن الكتاب فيه صورة عن الوثائق المضبوطة مما أرفقنا بعضها أدناه مع خلاصاات موجزة عن مضمون الاحكام بحق كل من الشهداء.

كما أن هذه المحاكمات لم تشمل أي شخصية من حلب ولم يكن مطروحا إعدام أي حلبي في السادس من آيار على خلاف الرواية التي تقول أن جمال باشا غير رأيه في إعدام بعض الحلبيين بتأثير من السيدة الحلبية المرحومة علية حمصي.

من الجدير بالاهتمام أن عيد الشهداء في يوم السادس من أيار قد تم تعيينه من المفوض السامي الفرنسي في سوريا ولبنان في عام 1923م.

رحم الله شهدائنا الذين بذلوا وما يزالوا يبذلون الغالي والرخيص فداء لتراب الوطن.

للحصول على كتاب: "يضاحات عن المسائل السياسية التي جرت تدقيقها بديوان الحرب العرفي المتشكل بعاليه بصيغة pdf

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة