رواية أرض السّياد - 1998م لعبدالسلام العجيلي

يقول العجيلي عن روايته هذه : قمت فيها بالكشف عن خصائص مدينة كبيرة من قطرنا مجهولة عند القراء العرب، أعني مدينة حلب. 

تكلم  العجيلي فيها عن مهندس دمشقي شاب جميل المحيا خاطب لجارته ويتوجه لحلب بعدما تم تعيينه موظفا فيها ومعه توصية من والده  لأحد كبار تجارها من سكان حي الشهباء والشهير بمغامراته الغرامية في أوروبا، على الفور أغرمت شاهناز الزوجة الجميلة للتاجر الحاج نعمان بهذا الفتى رغم تقدمها بالسن عليه. وتعجب به أيضا ابنة الحاج التي تقود سيارة رياضية حمراء وتشترط على خطيبها التدين الشديد. في تناقض واضح.

عالج  العجيلي في روايته ظاهرة تعلق السيدات  الثريات المتقدمات بالسن بالشباب الصغار السن، واعتقد أن العجيلي يروي قصة سمعها، او ربما عاشها عندما قدم من الرقة للدراسة في حلب في الثلاثينيات،  كما تكلم العجيلي عن الضرب بالشيش وخوارق الدراويش الذين هم السياد. كما عالج قضايا الفساد بحلب وتحالف رجال الأعمال مع كبار الموظفين لسرقة أموال الخزينة العامة بشتى الوسائل.

قام العجيلي في هذه الرواية بالفعل كما قال بالكشف عن خصائص مجتمع حلب بشكل غير مسبوق وخاصة عن مجتمع تجارها وزوجاتهم وأولادهم.

الدكتور عبد السلام العجيلي طبيب وسياسي واديب روائي وقاص وكاتب وشاعر من سوريا من عشيرة البوبدران فخذ المشارفة العثمان، ولد في مدينة الرقة1918 لوالده ويس العجيلي أحد وجهاء مدينة الرقة ووالدته مزنة العجيلي.

حاز على الشهادة الابتدائية في عام 1929، وانتقل إلى حلب لإكمال دراستهِ،في عام 1938، نال الشهادة الثانوية من مدرسة المامون بحلب وكان اسمها حينئذ التجهيز الأولى، وانتقل إلى دمشق حيث التحق بكلية الطب بجامعة دمشق وتخرج منها في عام 1945.

في عام1947، انتُخب نائبًا عن مدينته الرقة في مجلس النواب وكان قد غير مواليده إلى عام 1912 ليسمح له بدخول البرلمان.

وكان من الشباب السوريين الذين انخرطوا وحاربوا في صفوف جيش الإنقاذ وانضم لفوج اليرموك تحت قيادة اديب الشيشكلي الذي توجه حينها لفلسطين عام 1948م.

تزوج في عام 1958 بالسيدة الدمشقية هند الشوات وأنجب أربعة أولاد، لكن بعد وفاة ابنه الكبير "بشر" شابًا، تطلق هو وزوجتهُ. 

في أيام انفصال الوحدة السورية- المصرية،في عام 1962، عُين وزيرًا للثقافة و الارشاد القومي في حكومة بشير العظمة وطالت وزارته لستة أشهر. عاد بعدها لعيادته في الرقة لممارسة الطب. حصل على وسام الاستحقاق السوري.

بلغ عدد أعماله أربعة وأربعين كتاباً حتى 2005،

عبد السلام العجيلي الذي صار اسمه اداة تعريف لمدينة الرقة جنبا الى جنب مع هارون الرشيد التي كانت الرقة مصيفا له.

واجمل ما قيل فيه قول نزار قباني :

انه اروع حضري عرفته البادية
واروع بدوي عرفته الحاضرة

توفي عام 2006 عن عمر ناهز. 88 سنة ودفن بمقبرة حطين بالرقة.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة