رسالة شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة لفرنسيس مراش

ولد مراش بمدينة حلب في 29 يونيو 1836أصيب بالحصبة في الرابعة من عمره وكادت أن تودي بحياته وبقي معتل الصحة طوال حياته ، درس العربية واتقن الفرنسية. سافر مع والده التاجر فتح الله مراش الى باريس عام 1850 وهو في الرابعة عشر من عمره وبقي فيعا لمدة عام واحد . درس الطب في حلب على يد مدرّس خصوصي انكليزي يتقن  العربية هو الدكتور يوحنا ورتبات، الذي ساهم في تأسيس الجامعة الاميركية  وتولّى تدريس الطب في احدى كلياتها.

نشر كتابه الاول في حلب بعنوان "شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة" في عام 1861 وهو في الخامسة والعشرين من عمره وهو كتاب ذو طابع ديني مسيحي وصفه المراش بأنه رسالة. الغريب بالامر أن المراجع البحثية ككتاب تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان الذي جاء فيه حول فرانسيس مراش أن هذا الكتاب شهادة الطبيعة صدرعام في بيروت. أما كتاب الموجز في تاريخ سوريا ليوسف الدبس فقد ذكر ان هذا الكتاب صدر في بيروت عام 1892م  بعد وفاة فرنسيس .

بينما يرد في متن الكتاب الذي نقدمه اليوم صراحة أن الكتاب كان في زمن السلطان العثماني عبد العزيز بن السلطان محمود وهو الذي تولى السلطنة ما بين عامي 1861 و1873 م. وقد جاء في بعض الدراسات الرصينة ان فرانسيس أصدر كتابه في حلب عام 1861 وهو ما نرجحه. وفق النسخة النادرة التي ما بين أيدينا.

بعدها بأربع سنوات نشر في حلب أيضا كتابين هما : رواية "غابة الحق"في عام  1865،والتي صدرت عن المطبعة المارونية بحلب، وناقش فيها ضرورة إلغاء العبودية وضرورة شرط الانتماء للوطن لا للدين لحصول التمدن. ونشر كتابه الثالث "المرآة الصافية في المبادئ الطبيعية" في عام  1865

عاد وسافر إلى باريس مرة ثانية عام 1867 لدراسة الطب، وبقي بها نحو سنتين إلا أنه لم يستطع اكمال دراسته واعتلت صحته فعاد إلى حلب وهو  كفيف البصر بعدما فقد والديه خلال سفره هذا.
قام بتلقين كلمات كتابه الرابع "رحلة باريس" لمعاونيه بسبب كفاف بصره وصدر كتابه في عام 1867م.
تراسل مع بطرس البستاني وكتب المقالات في مجلته الجنان.

عنون كتابه الخامس الذي صدر في بيروت عام  1870 باسم "مشهد الأحوال" والذي كتبه يطريقة المقامات وهو كتاب فلسفي اجتماعي. قرض الشعر وصدر له كتاب "الكنوز الغنية في الرموز الميمونية"عام 1870م وهو قصيدة شعرية في 500 بيت . كما صدر له كتاب" دُرَر الصَدف في غَرائِب الصُدَف" عام 1872، وهي مجموعة من القصائد والأعمال القصيرة في النثر المُقفّى.

وديوان شعري بعنوان "مرآة الحسناء" طبعه له سليم بن بطرس البستاني في بيروت عام 1872م .
ومن أشعاره :
    صدقوني كل الأنام سواء من ملوك الى رعاة البهائم
   كل نفس لها سرور وحزن لاتني في ولائم أو مآتم
   كم أمير بات في دسته يشقى بالهُ والأسير في القيد ناعم
   أصغر الخلق مثل أكبرها جرما ما لهذا وذا مزايا تلائم
   هذه النملُ تستطيع الذي تعجز عن فعله الأسود الضياغم
   والخلايا للنحل أعجب صنعاً من قصور الملوك ذات الدعائم

قضى أواخر أيامه بحلب  إلى أن توفي عام 1873.شابا في السابعة والثلاثين من العمر.
نقد قسطاكي الحمصي كتاباته فقال :«اذا نظرنا فيما ألفه  فرنسيس مراش في هذه المدة الوجيزة، أي منذ  عودته من باريس الى وفاته-وهي  مدة لا تتجاوز ست سنوات- أيقنا ان هذا الرجل الكفيف أوتي من حدة الذهن،  وسرعة الخاطر، وغزارة المادة، وجودة القريحة والألمعية ما جعله نسيج وحده،  الا أنه كان قليل التثبت مما يكتبه،  فبدرت من قلمه أغلاط في اللغة وألفاظ  عامية استدرج اليها».
ويقول يوسف أسعد داغر: هو كاتب مبادىء وتفكير، ذو خيال مبدع، عبارته  رقيقة، سهلة، ركيكة أحياناً، ويقول أيضاً «نظم فرنسيس مراش كثيراً، إلا  أنه كان قليل العناية بأوزانه، قليل التدقيق بألفاظه، ولعل هذا أثر من حبه  للحرية ودعوته للتحرر من القيود.."

للراغبين بالحصول على  كتاب " "شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة" لفرنسيس مراش في ملف PDF.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة