كتيب داعي الرشاد لسبيل الاتحاد والانقياد للسيد محمد أبو الهدى أفندي الصيادي

أبو الهدى الصيادي من مواليد خان شيخون عام 1849م، عندما بلغ أبو الهدى السادسة عشرة من عمره سنة 1866م سافر إلى بغداد لتلقي العلم، ثم عاد بعدها وتلقى العلم الشرعي في جسر الشغور، ثم انتقل إلى حلب للزاوية الإخلاصية في حي البياضة. سافر بعدها إلى إستانبول واستقر فيها، حيث عرفه الوجيه الحلبي عبد القادر أفندي القدسي على السلطان عبد الحميد قبل أن يتولى السلطنة زمن السلطان عبد العزيز والذي قربه منه.

تم تعيينه نقيب أشراف حلب عام 1873م، وانتهى به الأمر أن عينه السلطان عبد الحميد عام 1895م بمنصب "شيخ شيوخ السلطنة "وهو أعلى منصب ديني في ذلك الوقت، ويرى معارضو ابو الهدى أنه كان كراسبوتين بالنسبة للقيصر الروسي. ألف أبو الهدى حوالي عام 1880م كتابه "داعي الرشاد" تحدث عن وجوب طاعة السلطان بلا قيد أو شرط وعدم التمرد عليه أو انتقاده بأي حال من الاحوال.

كتب الصيادي :"إن سياق الحكمة الإلهية ربطت جملة النوع براع ورعية، وفُهم من مضمون الحكمة لزوم انقياد الرعية بالإذعان والتسليم لأمر الراعي".
كما جاء في الكتاب : "لا يصح عندنا لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر الخروج عن طاعة الأمير إلا إذا أمر بمعصية الله ومخالفة رسوله، فهناك نبدأ بأنواع النصيحة وندعو الله ان يبدل أخلاقه القبيحة بالأخلاق المليحة، فان رجع لطريق الصواب وعمل بالسنة والكتاب يلزمنا الانقياد إليه، وإلا فالذي والاه في باطن الله وظاهره أقدر منا على عزله"

تروي الأميرة عائشة بنت السلطان عبد الحميد في مذكراتها:" وكانت هناك أقوال تدعي أن أبا الهدى هو المخبر الأول لوالدي". بعد خلع السلطان عبد الحميد تقرر نفي ابو الهدى لجزر الاميرات حيث توفي في 9 شباط 1909 ، واحتفل بدفنه احتفالاً كبيراً ودفن في تكيته في بشكطاش، ثم نقل جثمانه لحلب عام 1936 ودفن في الزاوية الصيادية ( مقر دار الافتاء حالياً).

للراغبين بالحصول على الكتيب النادر "داعي الرشاد لسبيل الاتحاد والانقياد" للسيد محمد أبو الهدى أفندي الصيادي نقيب الأشراف بحلب المحمية في ملف PDF.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة