مصر والشام في الغابر والحاضر 1942م - د. محمد اسعد طلس

د. اسعد طلس من مواليد حلب 1913م وهو من أسرة طلس الحلبية العريقة التي اشتهرت بتوليها وقف جامع الحلوية.

درس د. اسعد الشريعة الاسلامية في المرحلة الابتدائية في المدرسة الخسرفية بحلب ثم انتقل للدراسة في الازهر الشريف ولكنه فضل التسجيل بكلية الاداب بالقاهرة وبعد تخرجه عمل عام 1936 مدرسا للغة العربية بمدرسة التجهيز الاولى ( ثانوية المأمون ) بحلب ، حصل على الدكتوراه بالاداب من جامعة القاهرة ثم حصل على دكتوراه ثانية من فرنسا عام 1939م . انتقل من حلب لدمشق عام 1940م  وتم تعيينه عام 1945م في وزارة الخارجية السورية .

في عام 1949م تم تعيينه مستشارا لصاحب اول انقلاب في تاريخ سورية وهو الزعيم حسني الزعيم ولكن سرعان ما قام طلس بالتعاون مع عديله الزعيم سامي الحناوي بالانقلاب على حسني الزعيم  ليتعين طلس امينا عاما لوزارة الخارجية.

عندما قام الشيشكلي بانقلابه على الحناوي لوحق طلس ، فهرب للبنان  ومنها توجه للعراق حيث تم منحه اللجوء السياسي وتقرب من النظام الملكي بالعراق، وبقي فيها حتى رحيل الشيشكلي عن سوريا عام 1954م، فعاد إلى دمشق، عندما تصاعد المد الناصري في سوريا عام 1955 ما قبل الوحدة تم اعتبار طلس من الموالين للمد العراقي الهاشمي المعادي للتيار الناصري وتم اعتقاله وتسريحه من عمله بوزارة الخارجية بشكل نهائي.

بعدما اطلق سراحه تم تعيينه مديراً عاماً لمؤسسة اللاجئين الفلسطينيين العرب عام 1956م ، ولكن مع قيام الوحدة مع مصر صدر قرار بتسريحه من عمله عام 1958م باعتباره كان محسوبا على المحور العراقي الملكي المعادي للمحور المصري.

تأثر طلس بشدة من هذا القرار وسرعان ما توفي بعدها مريضا عام 1959م في حلب وهو  شاب في السادسة والاربعين من العمر مخلفا وراءه عشرات الكتب التي تخلد ذكره.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة