كتاب " القصارى في نكبات النصارى" 1919م - الأب اسحق أرملة

مثلما تعرض الأرمن إلى مذابح دموية على يد الدولة العلية العثمانية وعلى مرحلتين الأولى عام 1895م زمن السلطان عبد الحميد والثانية خلال الحرب العالمية الاولى زمن حكومة الاتحاد والترقي، فقد تعرض الى ذات هذه المذابح المسيحيين السريان الساكنين في ماردين وما حولها وفي ذات هاتين المرحلتين الزمنيتين.

عادة لا يتم تسليط الضوء على مذابح السريان بينما يقوم المؤرخون الارمن بجهد ملحوظ لتوثيق وحفظ ذكرى المجازر.

لعل احد اهم الكتب القليلة التي وثقت مجازر السريان هو هذا الكتاب النادر " القصارى في نكبات النصارى" والذي يمكن عبر الاطلاع على فهرسه المرفق ملاحظة شمول الكتاب لفترة زمنية هامة ولمعظم المجازر التي تمت بحق سريان ماردين وديار بكر و الرها وغيرها من مدن.

ومن الجلي ان المذابح التي كانت تقوم بها السلطات العثمانية لم تكن ذات أهداف دينية بل لاهداف قمعية سياسية قصد كسب المزيد من الاراضي ومنع أي معارضة للحكم العثماني وللحفاظ على تماسك الدولة العثمانية المتهالكة في ذلك الزمن.

وتحت ستار طائفي ديني كانت تجري هذه المذابح ولكن دوما كان الفاضح لهذا الستار هو موقف المواطنين المسلمين الذين نزح الى بلادهم من نجى من المجازر من اخوتهم المسيحيين الارمن والسريات فاحتضنوهم وساعدوهم وخاصة في مدينة حلب وغيرها من المدن السورية.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة