كتاب موسوعة العامية السورية 2012م - ياسين عبد الرحيم - الاجزاء الثلاثة

جاء في تعريف وزارة الثقافة السورية عن الكتاب باعتبارها الجهة الناشرة :

 كلمة للناشر

عندما عرض علينا الباحث الأستاذ ياسين عبد الرحيم إعادة إصدار موسوعته للعامية السورية التي نشرتها وزارة الثقافة لأول مرة عام ٢٠٠٣، رحبنا بالفكرة، خاصة وأنها ستكون طبعة مزيدة ومنقحة لهذه الموسوعة المهمة التي تسد فراغاً كبيراً في المكتبة العربية.

ومن أجل إيلاء هذا المشروع ما يستحقه من اهتمام وعناية توجهنا بنص الموسوعة إلى المرجع الأول للغة العربية في بلدنا، وأعني به مجمع اللغة العربية، للاستئناس برأيه، والاستفادة من ملاحظاته واقتراحاته. وقد بذل المجمع مشكوراً جهداً حميداً في دراسة هذا المشروع وإقراره.

ونحن إذ نصدّر الطبعة الثانية من هذه الموسوعة بموافقة المجمع على نشر هذا المشروع الضخم، والوثائق الأخرى المرفقة بالموافقة، فإنما لندلل على أهمية هذا المشروع من ناحية، وللتعبير عن امتناننا للمجمع، رئيساً وأعضاء، على مساهمتهم المعنوية الكبيرة في خروج هذا العمل إلى النور.
وجاء في شرح آخر عنه : 

يضم هذا المعجم الكلمات العامية الدارجة في سورية (وخاصة في منطقة الساحل من الجمهورية العربية السورية) مثبتاً لفظها ومبيناً معناها أو دلالتها في أذهان العامة، ومحققاً أصلها ومن أين أتت وهل هي تحريف أو تصحيف للفظة عربية فصيحة، أم أنها من لغة سامية كالسريانية أو غيرها أم أنها من السامي المشترك، أم أنها دخيلة أعجمية. 

ومع أن جمع الألفاظ الدارجة وحصرها كافة أمر فوق طاقة كل مؤلف، لأن الكلمات كائنات حيّة تتوالد وتموت وتبعث من جديد، فإن مقارنة هذا المؤلف بأمثاله من المعاجم يعطي فكرة عن الجهد المبذول فيه.

فهو من حيث الحجم وثراء المادة بمقارنته بمعجم فريحة للألفاظ العامية مثلاً يساوي خمسة أضعاف المعجم المذكور حجماً. 

وهو وإن أتى على إثبات المفردات الدارجة الواردة في غيره من المعاجم والمصادر؛ فلم يكن ذلك مجرد تكرار بل هو أضاف إليها مئات من الكلمات غير المدونة وإن تكن سائرة تسعى بين الناس وعلى ألسنتهم. 

زد على ذلك أن الأسلوب المتبع هو أسلوب حيّ يمور بالحركة ويحفل بالنقاش، وحك الآراء المتعارضة ببعضها بحيث لا تطغى طلاوة الأدب على موضوعية الحقائق اللغوية، ولكن ترتفع معها صبغة الجفاف والإملال التي تطل من صفحات المعاجم. وإذا كانت دراسة العامية ذات شأن كبير في فهم مبادئ التطور النحوي والصرفي والفقهي للغة العربية الفصحى، وأن ذلك سيساعد في وضع معجم عصري فقهي تاريخي للغة العربية إلى آخر ما عدّوه مؤلفون كثيرون من فوائد، فإن هذا المعجم يسهم في خدمة الفصحى من وجوه عدّة:

فهو في بعض الأحيان يبين ما اعترى اللفظة الفصيحة من تحريف أو تصحيف، ويرفعها بالدلالة على الأصل. 

وفي الأمرين معاً تقويم للّسان وتعزيز للبيان،

ثم إنّ تحقيق الألفاظ الآرامية أو الأكادية أو البابلية الأصل، أو غيرها من الساميّ المشترك ونزع صفة الدخيل الغريب عنها يعود بالخير على العربية نفسها سواء من حيث نظر القائلين بنظرة الهجرات السامية من الجزيرة العربية أو بوهن هذه النظرية وما يترتب على ذلك من النظر في نشأة اللغة العربية، واللهجات السامية الأخرى.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة