مجلد مجلة المنار 1909م الشيخ رشيد رضا مجلد السنة الثانية عشرة

نقدم لكم اليوم أحد مجلدات مجلة المنار لصاحبها الشيخ ذائع الصيت رشيد رضا وقد اخترنا هذا المجلد بالذات من أصل 35 مجلدا للمجلة على اعتبار أنه يضم الأعداد الصادرة عام 1909 وهو العام الذي شهد خلع السلطان عبد الحميد وإعلان الدستور وتولي جمعية الاتحاد والترقي زمام الحكم الفعلي في السلطنة العثمانية.

كانت المنار تصدر في مصر وتتمتع بشيئ من الحرية على اعتبار أن خديوية مصر لا تتبع مباشرة للاستانة وقد اصطدم الشيخ رضا مع رجال المابين في الاستانة قبل خلع السلطان وكتب بالتفصيل عن أحداث تلك الفترة وعاد واصطدم لاحقا برجال الاتحاد والترقي وكتب عنهم أيضا بالتفصيل .

محمد رشيد رضا ولد عام 1865 في قرية "القلمون" والده كان إمام مسجد القلمون،  درس ابنه رشيد في المدرسة الوطنية الإسلامية بطرابلس وأجيز سنة 1897 لتدريس العلوم الشرعية والعقلية والعربية

يعتبر محمد رشيد رضا مفكرًا إسلاميًا من رواد الإصلاح الإسلامي كان صحفيا وكاتبا وأديبا لغويا. هو أحد تلاميذ الشيخ محمد عبده عندما كان في بيروت ومن ثم القاهرة . 

حاول رشيد رضا الاتصال بجمال الدين الأفغاني الذي كان مقيما في الاستانة  والالتقاء به، لكن جهوده توقفت عند حدود تبادل الرسائل ، هاجر إلى مصر عام  1898م وأسس هناك وأصدر بالتعاون مع الشيخ محمد عبده في ذات العام مجلة المنار على نمط مجلة "العروة الوثقى" واستمرت مجلته من سنة 1899م إلى سنة 1935م، واستغرقت ثلاثة وثلاثين مجلداً، ضمت 160 ألف صفحةً،

كانت المنار في بداية صدورها أسبوعية، لكنها اضطرّت لظروف معينة إلى أن تكون نصف شهرية، ثم إلى شهرية شبه منتظمة.

المجلة لم تكن تتلقى أي مساعدات مالية من الخارج بسبب استقلاليتها الفكرية، وعدم انضوائها تحت راية حزب أو جهة حكومية أو أحد الأعيان لقادرين.

كانت مجلة المنار في عصرها أكبر مجلة إسلامية في العالم الإسلامي كانت  المجلة تستهل عددها بتفسير القرآن الكريم، وهو إما بقلم الشيخ محمد عبده أو  سائر على طريقته، ثم تأتي “فتاوى المنار” حيث تنشر فيها الإجابات على  الأسئلة التي تتناول أمورًا فقهية أو اعتقادية تلقاها الشيخ رشيد من قرائه،  ثم تأتي بعد ذلك بعض المقالات الدينية أو الاجتماعية أو التاريخية، أو بعض  الخطب المهمة للشيخ رشيد أو لغيره من كبار الخطباء، ومن الأبواب الثابتة  التي كانت تلتزم بها المجلة “باب المراسلة والمناظرة” وباب بعنوان: “آثار  علمية وأدبية”، وباب للأخبار والآراء، وآخر بعنوان: “تراجم الأعيان”.

منذ العام 1905، تبنّى الشيخ رضا الإصلاح السياسيّ، وبدأ يكتب مقالات تسلّط الضوء  على استبداد السلطان عبد الحميد وسياسته، والمشورة، والوسائل المناسبة لإصلاح السلطنة العثمانيّة
بعدما توفي الشيخ محمد رشيد رضا بمصر عام  1935 تولّت جماعة الإخوان المسلمين بمصر زمام المجلة، برئاسة الشيخ " حسن البنا "، فصدرت ستة أعداد منها، ثم توقّفت نهائياً في عام 1940 .

عمدت عدة جهات لنسخ اعداد هذه المجلة الهامة وجعلها متاحة للعموم وعملنا في دار الوثائق على اعادة تبويبها وتصنيفها وإعدادها للتحميل.

للراغبين بالحصول على مجلد السنة الثانية عشرة من مجلة "المنار " عام 1909"  المؤلف من 761صفحة في ملف pdf.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة