في ديار مار مارون - 2010م - غسان الشامي

في عام 2010م اعلن الباحث والصحفي الاستاذ غسان الشامي عن وصول ابحاثه المكثفة لاكتشاف مرقد مار مارون واصدر كتابا شرح فيه اكتشافه هذا.

مار مارون - هو مؤسس الطائفة المارونية وشفيعها، عاش وتنسك وتوفي في شمال "سورية" /محافظة "حلب"/ في قرية براد الاثرية. اثار اكتشافه هذا الكثير من الجدل ما بين مؤكد لمصداقيته العلمية وبين نافي لها.

الباحث "غسان الشامي" يقول في كتابه /في ديار "مار مارون"/ -طباعة أوفست ش.م.ل -"بيروت" 2010: «لا يمكننا معرفة العام الذي ولد فيه "مار مارون" ولكن "تيودوريطس" /أسقف "قورش"/ المولود في العام 393 م والذي كتب تاريخه حوالي العام 440 م أي بعد وفاة "مار مارون" بثلاثين سنة انطلاقاً من روايات نساك معاصرين له يصف أنّه كان معجباً بالناسك "زابينا" ويحرّض تلاميذه على زيارته ويعتبره أباه ومعلمه وطلب أن يدفن بجانبه».

ويضيف: «"كيتيكة" أو "كيتا" أو "أكدة" /"الزيزفون" حالياً/ تقع على بعد 8 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة "إعزاز" وقبلها بحوالي 2 كم تقع بلدة "نيارا" التي قصدها "داميانوس" تلميذ "بولكرينوس" الذي شبهه "تيودوريطس" بالشمع و"زابينا" بالخاتم، والقريتان جغرافياً تقعان 

في القسم الجنوبي من القورشية، واستدلالاً من كلام "مار مارون" عن "زابينا" بأنّه معلمه فإنّ بداية "مار مارون" هي في ذلك الجزء من القورشية، فالموطن الأول المعروف للقديس "مار مارون" كان في "كيتيكة" أي "أكدة" حيث يظن أن "زابينا" دفن في "شيخ ريح" قربها».

صد "مار مارون" قرية "كفر نبو" في وقت ما لا يمكن تحديده ولكنه قطعاً قبل العام 398 م أي العام الذي بنيت فيه الكنيسة من أنقاض معبد "نبو" ومن الطبيعي أن تنسّكه فيها استغرق ردحاً من الزمن قبل أن يجعل الإيمان المسيحي ينتشر بين سكانها، وتبعد "كفر نبو" عن "أكدة" حوالي 35 كم، لقد بدأ "مار مارون" تنسكه وتقشفه وتبشيره ولم يكتف بالتبشير بل حول هيكل الشياطين إلى عبادة الله وهذا دليل على تحويل هيكل "نبو" إلى كنيسة».

«لقد تعامل "مار مارون" مع السكان بوداعة فكان يستمع إلى مشاكلهم ويحل قضاياهم كما كان يقدم لهم نصائح في أحوالهم النفسية، وكان لطريقة "مارون" النسكية ونجاحه في طي صفحة عبادة الأوثان من "كفر نبو" جعلته مقصداً لنساك آخرين تتلمذوا على طريقته».

وحول وفاته يقول "الشامي" في الخطوة الثالثة والأخيرة في كتابه المذكور: «في العام 410 م وبعد اثني عشر عاماً من إزاحة الوثنية من "كفر نبو" وبناء الكنيسة وبعد أن تقاطر الناس إلى "مار مارون" لشفاء نفوسهم وأجسادهم ومجيء تلامذة إليه لتتبع طريقته النسكية وسماع تعاليمه وإرشاداته وبعد أن ملأ جوار القورشية غراس الفلسفة وبعد عيشة متقشفة وجراء مرض بسيط توفي "مار مارون"، وقد هجم سكان بلدة كبيرة على حدود "كفر نبو" مباشرة واختطفوا الجثمان تبركاً وتلك البلدة هي "براد"».

ويقول الباحث "غسان الشامي" في كتابه : «قال البعض بأنّ "مارون" تنسك في "قلعة كالوطة" ولست أعرف سبباً وجيهاً لذلك فقلعة "كالوطة" صارت قلعة في وقت متأخر جداً وكانت ضمت قبلاً عبادة الإله "نبو" أيضاً وصارت مسيحية في القرن الخامس الميلادي وأول كنيسة بنيت فيها حوالي 40 سنة من وفاة المار "مارون" وأعلى ارتفاع في الجبل يوجد في "كفر نبو" نفسها 562 متر 

بينما ترتفع "كالوطة" 560 متراً ولم تكتشف تماثيل أو إشارات رغم أنها مأهولة وجرى التنقيب فيها والكنيسة التي يخبرنا بها "تيودوريطس" وأنّ "مارون" بناها بعد هدم الهيكل الوثني /هيكل "نبو"/ موجودة في "كفر نبو" الحالية وتعود إلى العام 398 م أي في الفترة نفسها التي عاش فيها "مارون" فيما يعود تاريخ أول كنيسة في "كالوطة" إلى أواسط القرن الخامس الميلادي وبالنسبة للتماثيل التي حدثنا عنها "تيودوريطس" وأخبرنا عنها "ياقوت الحموي" لا تزال في مكانها بقرية "كفر نبو" مقطوعة الرؤوس».

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة