رحلة نيقولا سيوفي 1873م - بيروت - حلب - كردستان - الموصل - بغداد

كتب الاستاذ تيسير خلف الذي عني بنشر مذكرات نيقولا السيوفي الهامة : في شهر أيلول من عام 1873 صدر قرار بتعيين نيقولا سيوفي قنصلاً في بغداد، وكان يومها في بيروت يعمل في القنصلية الفرنسة هناك منذ عام 1861م، أي في العام الذي أعقب الأحداث الأليمة التي ألمت ببعض مدن وجبال بلاد الشام، فغادر بيروت عن طريق البحر إلى طرابلس ثم اللاذقية ثم اسكندرونة، ومن هناك سلك الطريق البري مع حاشية كبيرة تضم عائلته وبعض رجال الشرطة ومجموعة من الأطباء النمساويين وغيرهم، وقد سلك الطريق القديم الذي اعتادت القوافل أن تسلكه فوصل إلى مدينة حلب ومنها انطلق إلى ديار بكر، حيث بدأت رحلته في نهر دجلة إلى بغداد.

ولد نيقولا بن يوسف سيوفي في 12 نيسان (إبريل) من عام 1829م في مدينة دمشق، واتصل بالأمير عبد القادر الجزائري، فقربه إليه واستخلصه واصطحبه في إحدى سفراته إلى باريس والقسطنطينية. وفي خزانة الوزارة الخارجية الفرنسية بباريس كتب كثيرة متبادلة بين الأمير المذكور والسيد سيوفي.

عمل نيقولا سيوفي مترجماً في السفارة الفرنسية بدمشق في خمسينيات القرن التاسع عشر، ومنح الجنسية الفرنسية، بصورة فوق العادة، وذلك في 5 كانون الأول عام 1866م. وفي عام 1873م تم تعيينه في القنصلية الفرنسية في بغداد. ثم في عام 1875م نقل إلى القنصلية الفرنسية بحلب، وبقي فيها إلى عام 1877م ثم نقل إلى مثل هذه الوظيفة في القنصلية الفرنسية بدمشق. وفي 4 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1877م أصبح قنصلاً في الموصل، وأنعمت عليه الجمهورية الفرنسية في 12 تموز 1880م بوسام فارس فرقة الشرف Chevalier de la Légion Honneur.

وفي 5 كانون الأول 1889م عين بوظيفة قنصل من الدرجة الثانية، ومع هذا فقد بقي في الموصل يقوم بوظيفة القنصلية إلى 30 آذار (مارس) 1893م فأحيل إلى التقاعد، وأنعم عليه برتبة قنصل من الدرجة الأولى تكريماً له. وقرر الاستقرار في لبنان وسكن قرية (بعبدا) وبقي فيها حتى أدركه أجله في 20 كانون الثاني (يناير) عام 1901م.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة