دولة حلب.. ونوابها

17-01-2020 2476 مشاهدة

في ظل موجة الحملات الانتخابية للمرشحين لمجلس الشعب.. الذي كان قديما يسمى مجلس النواب.. سألت نفسي..بعدما اطلعت على برامج بعضهم وافكارهم ودرجاتهم العلمية.. ألم تنجب حلب إلا هؤلاء كي يترشحوا نوابا عنها.. وهل حلب عاقر إلى هذه الدرجة.. وهل كان نوابها عبر الزمن.. من صنف بعض هؤلاء المرشحين اللذين رأينا طلتهم البهية طوال الفترة الماضية..

وما كان مني للإجابة على هذا السؤال، إلا أن بحثت في الكتب التي تتناول تاريخ الحياة النيابية في حلب.. وصعقت للفارق الشاسع بين نواب ذلك الزمان ونواب زماننا..

ففي عام 1919 منذ حوالي التسعين عاما بدأت الحياة النيابية في سوريا، وكانت أول انتخابات لما سمي وقتها (المؤتمر السوري).. هذه الانتخابات جرت عندما خرجت البلاد من الحكم العثماني.. ومن عصور الظلام كما قيل لنا في المدارس، عصور الجهل والأمية والفقر ومذابح جمال باشا السفاح.

فمن كان المرشحين وليدي هذه الظروف القاسية، ترشح حينها عن حلب مجموعة من الوجهاء منهم إبراهيم هنانو والمحامي سعد الله الجابري والدكتور الطبيب عبد الرحمن كيالي والدكتور الطبيب حسن إبراهيم باشا الملقب (أبونا حسن بيك)، وعن باقي المدن السورية هاشم الاتاسي وشكري القوتلي وجميل مردم بيك.

وهؤلاء جميعا كانوا ممن يحملون الشهادات العلمية العليا من جامعات الأستانة (استانبول)، وقد تسلموا فيما بعد مقاليد السياسة في سورية.

وسوف أقوم باستعراض شخصيات هؤلاء النواب والدور الذي لعبوه في مجلس النواب وفي استقلال سورية، من خلال سيرة النائب الأهم، وزعيم حلب بلا منازع، وفقا للتاريخ، الزعيم إبراهيم هنانو:

 فاز إبراهيم هنانو في الانتخابات، وانتُخب عضواً في المؤتمر السوري، وكان حينها في الخمسين من العمر، وعقـد المؤتمر أولى جلساته في صيف عام 1919، واصبح هنانو أحد الممثّلين الستة عشر الذين مثّلوا محافظة حلب في المؤتمر.

و تعين هنانو بعد المؤتمر رئيسا لغرفة الحاكم العام في حلب، وقد أدرك أن الفرنسيين يعملون للقضاء على استقلال سوريا، وإن صيغة الانتداب هي صيغة احتلال، فما كان منه عندما توجهت القوات الفرنسية تجاه حلب، إلا أن اجتمع بالوطنيين من حلب وادلب وكفرتخاريم وحارم وجسر الشغور ومعرّة النعمان، وبعض مناطق الساحل السوري، وحدّثهم بنيته إعلان الثورة على الفرنسيين الذين كانوا يحتلون وقتئذ المنطقة الغربية من سوريا، أي الساحل الممتد من رأس الناقورة إلى خليج الإسكندرونة.

وبنيته التعاون مع الزعيم التركي الشاب مصطفى كمال (أتاتورك) في محاربة الفرنسيين، مستغلا الخلاف الشديد بين الأتراك والفرنسيين، بعد الوعد الذي أعطاه الفرنسيون بأن يجعلوا منطقة كيليكيا وطناً قومياً للأرمن، مما أثار حفيظة الأتراك، وأكد لهم أن القائد التركي الشاب سيزوّده بكل ما يحتاج إليه من أسلحة وأعتده وذخائر.

ومن أشهر أفعال هنانو أنه جمع أثاث بيته وآلاته الزراعية وأحرقها معلناً بذلك بداية الثورة، وضاربا المثل بأن المجاهد يتخلى عن جميع أملاكه في سبيل الثورة.

وشرع هنانو بجمع الرجال، وتدرّيببهم على القتال، وعندما بلغ عدد المجاهدين أربعين مجاهداً، شعر هنانو بضرورة المال لتمويل الثورة، فشكل لجنة، لجمع التبرعات والأموال، كان ذلك في عام 1920 قبل أن يدخل غورو دمشق بعام تقريباً، وقبل أن تقوم أية ثورة عدا ثورته على الفرنسيين.

ثم أعلن الفرنسيون قيام دولة حلب في أيلول عام 1920، كجزء من اتحاد الدول السورية، وكان مركز الاتحاد بداية في حلب، ثم نقل إلى دمشق، وكان الحاكم الصوري لدولة حلب القاضي مصطفى برمدا رئيس محكمة التمييز وهو من ملاّك حارم، وكان لدولة حلب مجلس نيابي صوري اغلب أعضاءه موالين للفرنسيين، ومنهم غالب إبراهيم باشا رئيس البلدية، وسليم جنبرت رئيس غرفة التجارة في حينها، والمحامي ميشيل جنادري وغيرهم.

استمر هنانو مع المجاهدين بالثورة لمدة ثلاثة سنين، فقد خلالها ابنه طارق، الذي خرج في مظاهرة ضد الفرنسيين في حلب، فضُرب على رأسه، وأصيب بعينه، وبارتجاج في دماغه، أفقده قواه العقلية، فأُدخل في مشفى الأمراض العقلية ببيروت.

وفقد هنانو جميع أمواله، وأصيب بالسل، بعد الليالي التي أمضاها بالعراء مع قلة الغذاء.

وكان الحلبيون الوطنيون يؤازرونه ويمدّونه بالمال والسلاح والرجال: ومنهم الحاج فاتح المرعشي ملاّك الأراضي الذي تكفل بتقديم النفقات لحملة كاملة من المجاهدين، مع إعاشة عائلات المجاهدين طيلة فترة غيابهم في الجهاد..و قد نُفي هذا الرجل بعدها ولعدة سنوات الى تركيا، والشيخ طاهر الرفاعي، والشيخ رضا الرفاعي، والحاج نجيب باقي صاحب وكالات الآلات الزراعية ورئيس جمعية الأيتام الإسلامية، وعبد الوهاب ميسر التاجر في خان الحرير ومن مالكي الأراضي، ومحمد وأخيه احمد خليل المدرس من ملاّك الأراضي، ونوري بك الجابري، والحاج سامي صايم الدهر رئيس غرفة الصناعة وصاحب معامل النسيج، ومحمد سعيد الزعيم الذي تسلم رئيس غرفة التجارة بحلب ووزير المالية لاحقا، والحاج مصطفى شبارق، والحاج احمد الأسود، والحاج سعيد صباغ من أصحاب معامل النسيج، والحاج ربيع المنقاري من زعماء الأحياء، ومن الأخوة النصارى السادة ميشيل صايغ صاحب معمل النسيج، وجرجي جبرا خوام والملقب (أبو جبرا قطوش) وهو من أهم زعماء النصارى في حي الحميدية والسليمانية وما زال على قيد الحياة، وجورج عسال، وفرج الله هب الريح، وعبد الكريم فشخ وزعيم حي الجديدة ويعمل بائع فحم في ساحة الحطب بالجديدة. 

وتوالت المعارك حتى خاضت هذه الثورة (127) معركة، وبلغ عدد المجاهدين فيها (377) مجاهداً، استشهد منهم (218) شهيداً.

ولكن يد الغدر امتدت إلى هنانو، فعندما سقطت مدينة مرسين بأيدي الأتراك، اضطرت فرنسا إلى التخلّي عن كيليكيا التي وعدت الأرمنَ بها، وأجاز الفرنسيين لكمال أتاتورك مهاجمة اليونانيين في أزمير، وابرموا معه معاهدة سرية، ضمن بنودها إيقاف الدعم لثورة هنانو.

ومن ثَم لم يعد مصطفى كمال بحاجة إلى معونة هنانو، فقطع عنه المدد إرضاءً لفرنسا، وسحب ضباطه الأتراك من صفوف الثورة.

وفي ربيع عام 1921 سارت حملة مؤلفة خمسة عشر ألف جندي على محاور ثلاث، للقضاء على الثوار، وحاول الثوار صدهم مع نفاذ ذخيرتهم وقلة عددهم، أمام هذه الأعداد الكبيرة من الجنود الفرنسيين، والتي استطاعت في النهاية تشتيتهم، ودخول كفر تخاريم معقل الثوار، بعدما قصفتها بالطائرات، وفر المجاهدون بعدما استشهد منهم الكثير.

ووجد هنانو أنه بقي وحده في الميدان، وأدرك أن المقاومة لم تعد تجدي نفعاً، فغادر سوريا عن طريق السلمية، مع ستة وخمسين ممن بقوا من المجاهدين، ووقع في كمين فرنسي قرب السلمية، وتشتت الثوار وتابع هربه وحيدا قاصداً مدينة عمّان عاصمة شرقي الأردنّ التي لم تكن خاضعة للفرنسيين، فبلغها بعد رحلة شاقة، واستقر فيها بعض الوقت.

 وفي النهاية استطاع الفرنسيين اعتقـال هنـانو..بعدما سلمه الانكليز لهم عندما كان في فلسطين.
 وفي صيف عام (1921 م) أُودِع هنـانو السجن العسكري بخان إستانبول في حلب، وتولى الدفاع عنه المحامي الشاب ابن ثمان وعشرين ربيعا، فتح الله صقال، وهو من الأخوة النصارى، وقرر بناء دفاعه على أن وقائع الثورة لا تبرر اعتبار هنانو مجرماً عادياً، أو مجرماً سياسياً، بل تجعله مقاتلاً في سبيل وطنه، وكان القضاة خمسة ضباط فرنسيين،و طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدام هنانو قائلا: لو كان لإبراهيم هنانو سبعة رؤوس، لطلبت إعدام رؤوسه السبعة، واستمرت المحكمة سبعة أيام، وفي النهاية وبعد مداولة بين القضاة استمرت لساعتين، أعلن الرئيس براءة هنانو، بأكثرية ثلاثة أصوات ضد صوتين، ودوّت قاعة المحكمة بالتصفيق الحاد، وسرت الهتافات كالتيار الكهربائي في أرجاء دار العدل وفي الشوارع المجاورة مردّدة: فليحيا العدل! فليحيا هنانو! فليحيا الأستاذ الصقّال!.

وما هي إلا دقائق معدودة حتى أُطلق سراح البطل.

وكان على باب السجن عربة يجرها حصانان، وما إن ركبها هنانو ووكيله الأستاذ الصقّال، حتى تدفقت الجماهير كالسيل، فحلّت أربطة الحصانين، وراحت تجرّ العربة بدلاً منهما حتى وصلت إلى دار هنانو، وكانت في أحد أزقة (باب جِنَين)، وكانت النساء يزغردن على طول الطريق من السجن إلى الدار، وكانت المئات منهن واقفات على أسطحه البيوت يمطرن العربة بماء الزهر وعطر الورد.

ومنذ ذلك الحين أحرز هنانو سمعة طيبة وشهرة ذائعة، وأصبح اسمه على كل شفة ولسان، وصار في عداد الزعماء الوطنيين الذين سجّل التاريخ أسماءهم ومواقفهم بمداد الإكبار والإعجاب، فإذا ذُكر سعد زغلول في مصر، وعمر المختار في ليبيا، والأمير عبد القادر الجزائري في الجزائر، ذُكر إبراهيم هنانو في سوريا، لأنه ضحّى كثيراً في سبيلها ؛ ضحّى بماله وصحته، وبابنه طارق، وبعدد من أفراد عائلته الآخرين.

في عام 1924 أعلنت فرنسا عن قيام دولة سوريا، المؤلفة من دولة حلب ودولة دمشق، وإبقاء دولة اللاذقية مستقلة.

وعينت رئيسا لدولة سوريا صبحي بيك بركات الخالدي، وهو من وجهاء إنطاكية المقيمين في حلب.
وكان صبحي بركات من الثوار على فرنسا في البداية كهنانو، وتصالح مع الفرنسيين لقاء توحيد دول سوريا، وتعيينه رئيسا عليها، وكان من الأعداء التاريخيين للزعيم هنانو، وقد عرف عنه نظافة اليد.

وفي عام 1925: قامت الثورة السورية الكبرى التي بدأت في جبل الدروز بقيادة سلطان باشا الأطرش، وامتدت إلى دمشق وحمص وحماه، ولم تشارك حلب في الثورة.

واستقال صبحي بركات من الرئاسة بعد قيام الثورة، موجها كتاب استقالة للفرنسيين فيه الكثير من المطالب الوطنية، كإلغاء الانتداب وضم حكومة اللاذقية وجبل الدروز لدولة سوريا، وغيرها من مطالب وطنية.

وعين الفرنسيين حكومة جديدة، ضمت بعض الوزراء الوطنيين، وعندما طلب الفرنسيون من الحكومة الموافقة على قصف دمشق بالقنابل لوأد الثورة، رفض الوزراء الوطنيين هذا الطلب، فما لبثت فرنسا أن أقالتهم، ونفتهم إلى الحسكة ومن ثم إلى لبنان ولمدة عامين، مع سعد الله الجابري الزعيم الوطني الصاعد، والذي ترشح بعدها كنائب عن حلب، واستلم منصب رئيس وزراء سوريا لاحقا، والذي أمضى حياته عازبا لم يتزوج.

واستبدلوهم بوزراء آخرين، ومنهم شكيب الميسر ورشيد بك المدرس من حلب.

وفي عام 1926: خاف الفرنسيون من امتداد الثورة السورية الكبرى إلى حلب، فأعلنوا على سبيل التهديد، أنهم سيجرون انتخابات نيابية محلية بحلب، لتشكيل مجلس نيابي حلبي فقط، ولكي ينظر هذا المجلس في إعلان انفصال دولة حلب عن دولة سوريا.

وقرر الوطنيون مقاطعة الانتخابات، وأصدروا بيانا موقعا من إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري ود عبد الرحمن كيالي والحاج ربيع منقاري والحاج نجيب باقي واحمد الرفاعي وجميل إبراهيم باشا، طالبين مقاطعة الانتخابات.

وترشح لهذا المجلس النيابي المحامي عبد الرحمن جوبي، والشيخ أبو الهدى الصيادي نقيب الأشراف، وغالب بك إبراهيم باشا وشاكر بك نعمت الشعباني وصبحي بك بركات.

وراجع الوطنيين البعض لسحب ترشيحهم، فلم ينسحب منهم إلا المحامي عبد الرحمن جوبي.
وقاطع الناس الانتخابات، وقامت المظاهرات أمام دار الحكومة (السرايا جانب القصر العدلي حاليا) وكان والي حلب مرعي باشا الملاح، وأطلق الفرنسيون النار من القلعة على المتظاهرين فسقط حوالي التسعين قتيلا، واستقال الملاح، وتم تعيين نبيه المارتيني بديلا عنه، وأمرت السلطات الفرنسية بتوقيف زعماء الوطنيين وحبسهم في السراي القديمة، وقبض على سعد الله الجابري ود عبد الرحمن كيالي ومجموعة من رفاقه بلغوا تسعة وأربعين شخصا.

ثم نقل سعد الله الجابري، وبعض رفاقه إلى جزيرة أرواد.

وتمت الانتخابات واخرج الفرنسيون نتيجة الانتخابات بفوز صبحي بركات وشاكر نعمت الشعباني وسليم بك جنبرت رئيس غرفة التجارة، وغالب إبراهيم باشا رئيس البلدية من حلب، ونوري الاصفري من ادلب.

وكان الفرنسيون يبحثون عن هنانو خشية أن يقوم بثورة جديدة.

وبعد أربعين يوما أفرج عن الموقوفين، وتمت الدعوة لعقد مجلس النواب لإعلان قيام دولة حلب واسكندرونة.

وقام هنانو بإقناع النواب المعادين له مستعملا الترغيب والترهيب لحملهم على عدم التصويت، وأوقف عربته أمام مجلس النواب في موقع المتحف القديم بحلب، قبل انعقاد الجلسة ليراه النواب الداخلون، وفعلا وبشكل مفاجئ، رفض النواب الذين عرف عنهم موالاة الفرنسيين، قرار الانفصال، وغادروا القاعة، وافشل الوطنيين مخطط الانفصال وتقطيع أوصال دولة سورية.

في عام 1928: عين الفرنسيين الشيخ تاج الدين الحسيني رئيسا للحكومة،و دامت هذه الحكومة أربع سنوات، ودعا الفرنسيون لانتخاب أعضاء جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً للبلاد، فأعلنت الكتلة الوطنية قائمتها، وترشح إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري واحمد الرفاعي ود.عبد الرحمن كيالي والشيخ عبد القادر سرميني ولطيف غنيمة ونقولا جانجي، وعن الريف ترشح عارف الجزار وجميل إبراهيم باشا، وفازوا جميعا.

وترشحت أمامهم قائمة الموالين لفرنسا، فلم ينجح منهم أحد، رغم الدعم الفرنسي الكبير لهم.

ومن طرائف هذه الانتخابات أن لطيف غنيمة وهو سكرتير نقيب المحامين بحلب لويس زيادة، فاز على القاضي والمحامي المشهور نصري بخاش، فقط لان غنيمة كان في قائمة هنانو، وقد انقلب بعدها على هنانو، وسار في ركاب الانتداب.

وانُتخب هاشم بك الاتاسي رئيسا للجمعية التأسيسية، وانتخب المجلس لجنة لوضع الدستور كان هنانو رئيسها، وعندما تم وضع مشروع الدستور بشكل وطني،.

فطلب الفرنسيين حذف ستة بنود من الدستور الوطني، وكلها تؤكد السيادة وتعارض الانتداب، وقد وقع النواب الوطنيين عريضة يطالبون فيها أن يكون إبراهيم هنانو رئيسا للجمهورية، ووقع بقية النواب عريضة مقابلة مطالبين فيها بان يثبت الشيخ تاج الدين الحسيني رئيسا للجمهورية، فما كان من تاج الدين الحسيني إلا أن خطب في المجلس مؤيدا لطلب لفرنسيين بحذف هذه المواد، وما أن نزل من المنصة حتى وقف سعد الله الجابري ناعتا إياه علانية بالعمالة والخيانة، وعندما أدرك الفرنسيون أن هذا المجلس لا يحقق أمانيهم، عطلوه لمدة ستة اشهر،ثم قرروا حله.

وانفرد رئيس الوزارة تاج الدين الحسيني بالحكم، وأخذ ينفق على المشايخ لارضائهم من أموال الأوقاف، ويوزع الوظائف على رجاله، ويقيم المهرجانات التي تقدم له الشكر والثناء، وبالغ في البذخ، فاقتنى السيارات الفخمة، ويقال انه قد استبدل أربعة سيارات خلال أربعة سنين من حكمه، أي أن رئيس الوزارة كان يبدل سيارته مرة في العام، واعتبر حينها مبذرا،خائنا لأموال الشعب.

وافرغ خزانة الدولة بسوء تدبيره وانفق ما يقدر بثمانمائة ألف ليرة ذهبية في ذلك الوقت هي احتياطي الدولة.

وقد كان رد الشيخعلى هذه الاتهامات بأنه انفق هذه الأموال في إقامة المباني الحكومية في مختلف البلدان.

ومن المباني التي أنشئت زمن الشيخ تاج الدين، قصر الحكومة في حلب (السرايا جانب القصر العدلي) الذي بني في ذلك العهد، ومستشفى الرازي كذلك، واتهم الشيخ بسرقة المال العام عن طريق المتعهدين الذين بنوا هذه الأبنية.

وعزل الشيخ تاج الدين القضاة النزيهين، وعين رؤساء الشرطة من الفرنسيين بدل السوريين، وأغلقت أية صحيفة معارضة، وصدر قانونا جديدا اسمه قانون قمع الجرائم وهدفه التنكيل بالوطنيين وإلصاق التهم بهم، وأمرت السلطات الفرنسية بتحويل الدعاوي ضد تجاوزات الدرك والشرطة إلى المحاكم الفرنسية بعد أن يدفع المدعي مبلغا كبيرا كتأمين كي تقبل دعوته، فلم يتجاسر احد على الشكوى ضد هؤلاء.

ثم اصدر المفوض السامي الفرنسي عام 1930، الدستور السوري واسماه النظام الأساسي، كما اصدر دستورا للاسكندرونة ودستورا ثالثا للاذقية ورابعا لجبل الدروز.

وأقالت فرنسا حكومة تاج الدين الحسيني، لتوهم السوريين أن كابوس الفساد قد زال، بعد أن استخدمت الشيخ تاج الدين لترويض الشعب.

 وطرحت حلا وسطا هو الوصول إلى حكومة وطنية عن طريق الانتخابات، وعلى أساس أن تتعاون هذه الحكومة مع فرنسا لايجاد الحلول السياسية.

وكانت قائمة مرشحي الكتلة الوطنية مؤلفة من إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري ود عبد الرحمن كيالي وعبد القادر السرميني وغيرهم، وكانت القائمة المقابلة تضم صبحي بركات وشاكر نعمت الشعباني وغالب إبراهيم باشا وبسيم القدسي وسليم جنبرت وغيرهم.

وقد زور الفرنسيون النتائج، بعدما انفقوا كما قيل حوالي الأربعين ألف ليرة كرشاوى، ولم ينجح من الوطنيين احد في حلب، وفازت القائمة الموالية لفرنسا بحلب، وكان حظ الوطنيين أفضل بدمشق.

وانتخب المجلس الجديد، رئيسا للجمهورية محمد علي العابد ابن احد باشاوات الفترة العثمانية، والمعروف بأنه ذي وجهين، وعرف عنه لاحقا رغبته في جمع المال من هذا المنصب، بعدما حاول النائب عن حلب صبحي بركات الحصول على هذا المنصب، ورفضه الوطنيين بدمشق.

وتشكلت الوزارة الجديدة، وشارك جميل مردم بك الوطني والمسمى ثعلب دمشق، في الوزارة الجديدة، وشارك معه النائب الوطني مظهر رسلان وهما دمشقيان، وكان في الوزارة من نواب حلب الموالين لفرنسا سليم جنبرت.

وقاطع الحلبيون النواب الموالين لفرنسا، ومنعوا جماعتهم من الصلاة جماعة في المساجد، وشنت الصحف الوطنية هجمة شديدة عليهم.

فقام الفرنسيين بالقبض على زعماء الوطنيين بتهمة التحريض على سلامة الدولة، ومنهم الشيخ الوقور الدكتور حسن فؤاد إبراهيم باشا، المحبوب من الناس، والملقب ب (أبونا حسن بيك)، وعلى شقيقه النائب السابق جميل إبراهيم باشا، والسيدان شكيب وشكري الجابري، والحاج عبد الفتاح البيطار والحاج قاسم جنيد والسيد علي جاموس والحاج عمر عجوز والسيد عبد الوهاب بري والحاج علي حردان وهم من زعماء الأحياء الوطنيين، ولبثوا في السجن خمسين يوما، خرجت المظاهرات خلالها لتنادي (بدنا أبونا حسن بيك)، ثم أفرج عنهم جميعا لعدم ثبوت الأدلة.

وكان لجميل مردم قصة تروى عندما حاول النواب الموالين لفرنسا استجوابه كوزير، أن التفت إليهم باحتقار وقال: من انتم يا أشباه الرجال.. وذهبت كلمته مثلا، ولقبا التصق بهم.

وعقدت الكتلة الوطنية في سوريا مؤتمرا عام 1932، وشكلت المكتب العام وانتخب لرئاسة مكتب الكتلة هاشم الاتاسي رئيسا وإبراهيم هنانو زعيما، وسعد الله الجابري نائبا للرئيس وجميل مردم بيك وشكري القوتلي ود عبد الرحمن كيالي وفارس الخوري أعضاء.

أما مجلس الكتلة الوطنية فقد ضم في صفوفه أهم زعماء سوريا المناهضين للانتداب الفرنسي ومن حلب كان السادة:

إبراهيم هنانو، سعد الله الجابري، ميخائيل اليان، عبد الرحمن الكيالي، الشيخ عبد القادر السرميني، ناظم القدسي، رشدي كيخيا، عبد الوهاب ميسر، سعد الدين الجابري، إحسان الجابري، إسماعيل الكيخيا، ادمون رباط، نجيب باقي، احمد خليل المدرس، حسن فؤاد إبراهيم باشا، جميل إبراهيم باشا.

وعندما طرحت فرنسا مشروعا لمعاهدة مجحفة بحقوق سوريا، استقال الوزيرين الوطنيين الدمشقيين من الوزارة، والغريب أن صبحي بركات المعروف بموالاته لفرنسا وقف معارضا بشدة لهذه المعاهدة، مما لم يكن متوقعا منه وبناءا على موقفه الوطني هذا حاول البعض جمعه مع هنانو لإزالة الجفاء فيما بينهما لكن هنانو رفض رفضا قاطعا.

فعاد المفوض السامي وشكل وزارة جديدة، وضع نائبين حلبيين وزراء فيها، وهم من الموالين لفرنسا، سليم جنبرت المعروف بالمسالمة، وشاكر الشعباني وهو من رجال العهد العثماني،و كان من أعمال هذه الوزارة أن ألغت الديون المستوجبة على المزارعين، ومنهم نائب حلب ورئيس بلديتها غالب إبراهيم باشا الذي كان مدينا بمبلغ ثماني عشر ألف ليرة، والنائب عارف الجزار عن جبل سمعان الذي كان مدينا بأحد عشر ألف ليرة، وهذه المبالغ تعبر مبالغ طائلة في عهدها، وكان هدف الحكومة أن ترشي النواب لتنال ثقتهم.

ويقال أن هنانو أجبر نواب حلب الوزراء الموالين لفرنسا على الاستقالة من الحكومة، ويقال أن الحاج مصطفى شبارق ومعه علي جاموس والحاج علي قواس سافروا إلى دمشق، وطافوا على النواب مهددين بقتلهم في حال اقروا المعاهدة.

وفي هذه الفترة تعرض هنانو إلى إطلاق نار في قرية الحامضة التابعة لإنطاكية حاليا، عندما كان يهم بركوب حصانه، وأصابته الطلقة في قدمه، وانهالت برقيات التهنئة بالسلامة متضمنة الآية الكريمة (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم)، وخرجت صحيفة القبس لصاحبها نجيب الريس بعنوان (رصاص المتآمرين في قدم الزعيم)، واتهمت فرنسا بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.

 ومن مظاهر حب الجماهير لنوابها ان الوطنيون أعدوا استقبالا حافلا للزعيم هنانو عندما تحسن من مرضه في الجامع الكبير وأعلن الشاب الدكتور ناظم القدسي، رئيس سوريا لاحقا، عن فرحة الجماهير بتحسن صحة الزعيم (إبراهيم هنانو) الذي كان مصابا بالسل.

ثم بدأ الزعيم هنانو يتكلم بصوت متهدج، يشكر الناس ويحي عواطفهم، ويدعوهم إلى التضامن والتماسك بالوحدة الوطنية لمواجهة المستعمر الفرنسي وقد شدد على دور النصارى في النضال ضد الفرنسيين بعدما حاول الفرنسيون بث روح التفرقة الطائفية بينهم وبين اخوانهم.

ومن أقواله:(النصارى في بلادنا هم إخواننا في العروبة والوطنية لهم ما لنا وعليهم ما علينا،أنا اربأ بهم أن يعتبروا أنفسهم أقلية فهم أكثرية مثلنا، وكلنا نعيش في ضمان مشترك لا نحتاج معه إلى حماية أجنبية كما يدعي المستعمرون).

وعند انتهاء الحفل خرج الزعيم محاطاً بحراسة كثيفة من شباب الأحياء محمولاً على الأكتاف، حتى وصلوا إلى ميدان الجامع الكبير، حيث كانت تنتظره سيارة مكشوفة من نوع (فورد أبو دعسة)، وكان ميخائيل اليان زعيم الحرس الوطني المسمى بالقمصان الحديدية ينظم الشباب، ويعطيهم التوجيهات والإيعازات، بأن يحملوا الزعيم في سيارته على أكتافهم، ويتجهوا بها من الجامع الكبير إلى منزله في الجميلية أمام مدرسة التجهيز (المأمون حاليا).

وفي عام 1934 زار رئيس الجمهورية علي العابد ورئيس الوزارة الشيخ تاج الدين الحسيني حلب لرفع الستار عن تمثال المطران فرحات (في ساحة فرحات حاليا) وكان من المقرر أن يؤدي الرئيسين صلاة الجمعة في الجامع الكبير، ومن الطبيعي أن يؤدياها في المكان العالي المسمى بالسدة والمخصص للولاة والحكام في الجامع.

ولكن إبراهيم هنانو تقدم مع الوطنيين في مظاهرة حاشدة، ودخل الجامع عازما على منع الرئيسين من الصلاة في السدة، وكان رجال التحري قد احتلوا السدة لمنع احد من دخولها تمهيدا لوصول الرئيسين، فما كان من هنانو إلا أن تقدم منها، فقام له رجال التحري إجلالا ومنعوا البقية من اعتلاءها فتدافع الناس ضاغطين على رجال التحري، الذين اضطروا لإخلاء السدة.

وعندما وصل الرئيسان لم يجدا مكانا للصلاة إلا عند الباب، وعند الانتهاء من الصلاة بدأ الوطنيين ينعتونهم علانية بالخونة، وأُلقي عليهم إبريق من الفخار تحطم أمامهم، فساد الهرج والمرج.

وألقى الفرنسيين القبض على الوطنيين، ومنهم سعد الله الجابري وعبد القادر سرميني وناظم القدسي ود حسن إبراهيم باشا ومعهم حوالي الأربعين وطنيا، وجرت محاكمتهم ودافعوا عن أنفسهم انه لا يوجد في الإسلام نظام تشريفات في الجامع، والجميع يصلون سواسية.

وعندما سُئل سعد الله الجابري عن جرمه أجاب بالاعتراف الكامل، وبأن ما دعاه إلى ذلك أن علي العابد وتاج الدين الحسيني لا يمثلان الشعب، وهما عميلان خائنان لمصلحة فرنسة.

أما المحامي ادمون رباط فقد قال في مرافعته موجها الكلام للقضاة الفرنسيين: إن هؤلاء الخونة ليسوا أمناء لكم أيضا، فمن يخون بلده لا يكون أمينا لغيرها، وسيطلقون عليكم النار عند خروجكم من بلادنا، ولكن في ظهوركم، أما نحن فنطلق عليكم في وجوهكم بما لنا من حق..

وحكم على الوطنيين بالحبس لمدد مختلفة، واستمرت التظاهرات، وإضرابات السوق وشعر التجار بضائقة مالية كبيرة مع استمرار إغلاق محلاتهم اغلب الأوقات.

ومن الطرائف أن التاجر الذي كان يخالف تعليمات الكتلة، ويفتح محله أثناء الإضراب، يبدأ الناس بشتمه والصراخ عليه (سكر يا عر.. سكر)، فيضطر للإغلاق فورا.

وقد كان إبراهيم هنانو قد انفق كل ما يملك على الثورة وعلى الكتلة الوطنية وكان يرسل من يستدين له من التجار مبالغ كبيرة ويعطيهم سندات دين لقاءها، ولم يكن احد من التجار ليطالبه بمبالغ الدين لعلمه أنها تذهب للثورة وللنضال الوطني، ولكنها كانت طريقة لجعل التبرع شبه إجباري، وقد رأيت إحدى تلك السندات لدى الأستاذ سعد زغلول كواكبي الذي حصل عليها من سعد الله الجابري واحتفظ بها للذكرى.

هذه كانت رسالته التي عاش لها، والتي ناضل من أجلها، غير مهتم بالداء الذي كان ينهش رئتيه، ويتسلّل إلى أنحاء أخرى من جسمه الطويل النحيل، لقد كان هنانو في أيامه الأخيرة، يدير معركة الجلاء من قريته (ستي عاتكة) قرب كفر تخاريم، ومن جبل أريحا بعد تكلست إحدى رئتيه من مرض السل وبدأت الرئة الثانية بالتكلس.

 وفي هذه القرية تحمّل الزعيم آلام مرضه وأعباء واجبه الوطني بصبر عجيب، وفي صباح يوم الخميس الواقع 12 تشرين الثاني1935 م فاضت روحه الزكية، وانتقلت إلى أحضان بارئها.

ووصل الخبر المفجع الى حلب، بأن الزعيم قد توفي، وأخذت المآذن تردد آيات القرآن الكريم, كما كانت أجراس الكنائس تقرع في كل مكان، بكاءً وحزناً على زعيمهم، وخرج الناس منتظرين جثمان الزعيم، وكانت تسمع النساء يولولن في كل مكان، ويبكي الزعيم، إلى أن وصل الجثمان فسجي في المشفى الوطني حيث أعطاه الطبيب خالص الجابري دواء يؤخر تفسخه، وصب لوجه الزعيم قالب وقناعا من شمع كي يستطيع صنع تمثال له في المستقبل، ثم نقل الجثمان إلى مكتب الكتلة الوطنية المتواضع في حي السويقة.

بانتظار وصول الوفود من كل البلاد العربية والأجنبية، ووقفت إلى جانب الجثمان مجموعةٌ ُُُ من الحرس الوطني (القمصان الحديدية)، بقيادة المهندس الزراعي رشيد رستم والدكتور خالص الجابري.

وبعد تقاطر الوفود من الأقطار العربية والأجنبية والانتهاء من زيارة وتحية الجثمان، خصص يوم لموكب الجنازة، وقد وضع النعش على سيارة شاحنة صغيرة مجللة بالعلم السوري، يحيط به ستةٌٌُ من الحرس الوطني (القمصان الحديدية)، باللباس الموحد المتميز بالقميص الطويل الحديدي اللون وبالفيصلية، (و هي القبعة التي كان يرتديها الملك فيصل)، يرأسهم رشيد رستم وخالص الجابري، وتتقدمه موسيقى دار الأيتام الإسلامية التي يشرف عليها عضو الكتلة الوطنية الحاج نجيب باقي، وهي تعزف الألحان الحزينة، وولاويل النساء تُسمع من كل مكان, تهتز لها أرجاء حلب كلها،و سار خلف الجثمان موكب ضخم من رفاقه الوطنيين, وكان الموكب يسير ببطء يتناسب مع قدر الجنازة وقدر الزعيم، والحياة توقفت في المدينة إلا الحشود المصفوفة بانتظام ليس له مثيل أبداً على جوانب الشوارع، بدون غوغائية، ويشرف على تنظيم الجنازة، الحرس الوطني بزعامة ميخائيل اليان.

وسار المحامون بالجنازة بأروابهم الرسمية على اعتبار أنها جنازة وطنية.

وقد استغرق الموكب قرابة أربع ساعات والناس مشاة خلفه، حتى وصل إلى حي الجميلية حيث انضم إليه شكري القوتلي من بناء يقع أمام مدرسة معاوية الحالية،, وتوقف قليلاً هناك أمام منزل الزعيم، ثم اتجه إلى المقبرة, ودفن في موقع مخصص له، وتبدل اسم المقبرة إلى مقبرة هنانو، وما زالت تحمل هذا الاسم حتى الآن بالرغم من إزالة القبور منها في وقت لاحق..

وكانت بداية الموكب قد وصلت إلى المقبرة بينما نهايته ما زالت في الجامع الكبير، (كيلو مترات كثيرة)، وعشرات الألوف جاؤوا من أقطار الأرض، وكانت بيوت الحلبيين مفتوحة للضيوف، وكان الفرنسيون مشدوهين بذلك، وللأمن والهيبة التي رافقت الجنازة، مع العلم أن المنظمين الوطنيين لم يسمحوا أبدً للسلطات الفرنسية المنتدبة أو السلطات المحلية التي كانت تعمل لحساب الفرنسيين، بالمشاركة في هذه المناسبة التاريخية العظيمة.

هذه هي صور من افعال نواب حلب الوطنيين ايام زمان، ووقوفهم في وجه الفساد، وقد دفعوا ثمن نضالهم الوطني في سبيل رفعة بلدهم، غاليا من اموالهم وابدانهم وعائلاتهم، وصور التفاف الجماهير حولهم ومحبتهم الحقيقية لنوابهم، واترك للقارىء فرصة المقارنة بين تلك الايام وهذه الايام.

المراجع:

  • تاريخ النضال الشعبي في الإقليم السوري: تأليف النقيب سليمان محمود السبعاوي.
  • نضال الأحرار في سبيل الاستقلال، مذكرات جميل إبراهيم باشا.
  • مذكرات المحامي الأستاذ فتح الله الصقال.
  • ذكريات وخواطر، اسعد الكوراني.
  • المراحل: الجزء الأول، د عبد الرحمن كيالي
  • مذكرات الأستاذ محمد السيد (لم تنشر)
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مدونة المحامي علاء السيد

02-10-2022 3991 مشاهدة
حقيقة قصة السلطان عبد الحميد مع اليهودي قراصوه التي لا أساس لها

عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه  المزيد

02-10-2022 3288 مشاهدة
السلطان عبد الحميد والرقابة على الصحف وتقييد الحريات

جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية  من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية  المزيد

13-08-2022 4193 مشاهدة
مصادر ومراجع كتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب  المزيد

13-08-2022 3688 مشاهدة
الفهرس الكامل لكتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

الفهرس  6 , مقدمة  9 , تمهيد  11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية  29 , طفولة سلطان  31 , شروط مدحت  33  المزيد

13-08-2022 3201 مشاهدة
السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية  المزيد

13-08-2022 3932 مشاهدة
أراء المؤرخين بشخصية السلطان عبد الحميد الثاني .المحامي علاء السيد

لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم،  المزيد

13-08-2022 2263 مشاهدة
تعاون السلطان عبد الحميد مع اليهود لاستيطان مدينة القدس. المحامي علاء السيد

إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين  المزيد

02-08-2022 2860 مشاهدة
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي

مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال .  المزيد

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو