الحلبيون يتكلمون السوريانية

13-01-2020 4571 مشاهدة

تعلمنا في المدارس أن سكان بلادنا العربية كانوا يتكلمون العربية الفصحى في العصور العربية الإسلامية الذهبية، ونتيجة لعصور الانحطاط، وخاصة خلال الفترة العثمانية تدهورت اللغة المحكية، فأصبحوا يتكلمون بلهجة عامية، هي اللهجة التي نتكلمها حاليا.

فان تعلم أحدنا، صار يتكلم بلغة وسط بين الفصحى والعامية، وفي حالات محدودة بلغة فصحى سليمة، وإن كان جاهلاً كانت لغته عاميةً، بعيدة عن الفصحى.

ولأهل حلب لهجة عامية خاصة، بدأت المسلسلات التلفزيونية السورية تحتضنها، وتلقى هذه اللهجة رواجا، وتعتبر لهجة طريفة، حيث يضحك أبناء المحافظات الأخرى من الكلام الحلبي (الغميق الجواني) الذي لا يفهمونه أبدا.

ونتعجب من أين جاءت مفردات هذه اللغة العامية، والجواب المعتاد أنها من المفردات التركية التي سادت أثناء الفترة العثمانية، والتي شوهت الفصحى، وآلت إلى ما صارت إليه لغتنا المحكية.

والواقع ان بعض المفردات التركية ترد فقط في لغتنا العامية، وهي محدودة ظاهرة، ولا يمكن أن تكون جميع مفرداتنا العامية قادمة من التركية.

تبين أن الكثير من المفردات التي نستعملها في لغتنا اليومية هي مفردات سوريانية، وتبين أن أهل حلب جميعا يتكلمون تعابيراً ولدت نتيجة التزاوج بين اللغة العربية واللغة السوريانية، ويستعملون الكثير الكثير من مفرداتها دون أن يعلموا.

فاللغة السوريانية ليست حكرا على أهالي معلولا وجبعدين، على الرغم من أنهم يتكلمون سوريانية صافية غير مختلطة مع العربية، ولكن لا بأس فهذا يمنح لهجة أهالي حلب نكهة تاريخية خاصة،تجعلها لهجة تختلف عن اللهجات السورية الأخرى.

وعلى سبيل الطرافة إليك نصاً يتكلمه الحلبيون يومياً في تعاملاتهم، وأغلبه باللغة السوريانية باللهجة الحلبية مع القليل من التعابير العربية:

(أول ما جهجه الضو، اجا يوسف ليشطف البيت، منشان البق، سكّر باب الصئاء، شلح الشحاطة منشان ما يجقجق، وجرجر الكراسي وأصيص الزريعة، تكتك شلون بدو يشطف، بحبش شوي، دندل الزنبيل وشقل المي من الجب، سخنا عالنار لبقبقت وبربقت، وكتا بالحوش الجواني بالطاسة لانو ما عندن قسطل وصهريج وخرطوم، ودعك الارض منيح من الزفر لانو دبقة، فك الكمر ليترحرح وشلح الشلحة، منشان ما تتشحور، وشلفا وراه، وفشّخ فوق المي، ودقّر شوي، وبعدين نط، تفشكل بكومة دف، وانطبش جواتا، طبشة قاتولية، وانجرحت ايدو واوا، حشّك، وبعق وجعّر آخ يا يامو، يا يابو، اجت امه وبإيدا الطواية والشمشاية، وقالتلو يي يي، ليش عبتحركش وتنكّش، متل البوبو، كنت امسوك الدربزون، اش معمصة عيونك ومفشفش، بروك عالبرطوش، وتلقح عالزيق، وحاج تطرطق وتفرتّك، دحتّه دحة، وجابت لو شقفة شرشوطة وربطتا، بعد ما خسلتا بالمي، وطرطشت تنورتا، وقالتلو قوم تغندر، هادا كلو لقش ولعي سورياني حلبي)

و طبعا النص مفهوم تماما لأهل حلب، وهو يعني:

عند طلوع الضوء وإشراق الصباح، أراد يوسف أن يغسل بيته لوجود الناموس، أغلق باب الدار، وخلع حذائه لئلا يدوس فوق الماء ويلوث الأرض، وأزاح المقاعد وأحواض الزرع، خطط طريقة الغسل، بحث قليلا، ورفع الماء من البئر، وقام بتسخينها حتى تعالى صوت غليانها وصبها في ارض الدار بالوعاء، لعدم وجود خزان ماء وأنابيب في منزلهم، وحف الأرض المتسخة والدبقة، وخلع حزامه ولباسا يرتديه ورماه خلفه، خشية أن يتسخ بالهباب الأسود، ليكون لباسه فضفاضا، ثم تمهل قليلا وبعدها قفز فوق الماء، فتعثر بكومة أخشاب، وسقط سقطة أليمة وجرحت يده، شتم ونادى: يا أماه يا أبتاه، فجاءت أمه وبيدها وعاء الطبخ وملعقة كبيرة، وقالت: واه، لماذا تبحث بين الأغراض مثل الأطفال الصغار، كان يجب أن تمسك بالسور الحديدي، وهل عيناك مغمضتان وقواك ضعيفة، اجلس على عتبة الباب وتنحى جانبا، وضربته، وجلبت له قطعة قماش وربطتها بعد غسلها بالماء، وتناثر الماء فأصاب رداءها، وقالت له هيا قم فامشي متبخترا، كل هذا الكلام باللغة السوريانية الحلبية.

والفرق واضح بين التعابير الواردة في النص الأول والواردة في النص الثاني الشارح لها، فأغلب الكلمات في النص الأول هي كلمات سوريانية بلهجة حلبية، يتداولها الحلبيون دون علمهم بذلك.
وفي هذه الأيام يُنظر لمن يستعمل هذه الالفاظ شذراً، مع أنها ألفاظ متحدرة من لغة قديمة عريقة، عمرها ألاف السنين.

وهي اللغة التي كانت سائدة قبل الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام، وقد تمازجت واختلطت مع اللغة العربية الفصحى، فكانت لغة الشعب، بينما كانت اللغة العربية الفصحى هي لغة رجال البلاط ورجال الدين والعلماء والشعراء.

وأخيراً ان اللغة السوريانية عمت وانتشرت، وتكلم بها المواطنون العموريون، سكان سوريا الأصليون، وأحفادهم الآراميون وجيرانهم الكنعانيون وفرعهم الفينيقيون، واخوتهم الآثوريون ومنهم الكلدان والعقادون (الاكاديون)، ووصلت الى بلاد الاقباط في مصر الحالية.

 تكلموا جميعا بلهجات مختلفة، ولكن بلغة واحدة.

وتكلم بها المواطنون السوريون تحت الحكم الفارسي، فدخلت مفرداتها اللغة الفارسية، واخيرا تمازجت هذه اللغة مع اختها العربية، ونتجت اللغة التي تسمى عندنا بالعامية، لان عموم الناس تتكلم بها.

وإنني فضلت أن يلفظ الاسم (السوريانية) بدلا من اسمها المتعارف عليه حاليا، وهو (السريانية) لأنني اعتقد أنه الأصح والأقرب لا كان سكان حلب قبل الفتح الاسلامي ، سوريانيون ، يتكلمون اللغة السوريانية ، التي تعتبر ابنة الارامية ، هذه اللغة التي تكلمها السيد المسيح ، و هي لغة الانجيل ، و التي انتشرت جغرافيا فتكلمها اهل بلاد الشام و بلاد الرافدين و اهل بلاد النيل ( مصر الحالية ) و تكلمها الفرس في فترة من الفترات ، و تعتبر هذه اللغة تؤام اللغة العربية .

و صمدت هذه اللغة امام لغات الغزاة  الفرس و اليونان و الروم لبلاد الشام ، و لكن  بعد الفتح الاسلامي  تضاءل استعمال هذه اللغة و اقتصرت على قرى محدودة كمعلولا و جبعدين ، و على رجال الدين من الطائفة السريانية في الكنائس ، و بقيت بقاياها في الكلام الذي يتناقله الناس في حياتهم اليومية .

و كنت قد عرضت في مقالتي السابقة ( الحلبيون يتكلمون السوريانية ) لنص كامل يتضمن الفاظا يتداولها الحلبيون يوميا دون ان يدروا بأنها سوريانية .

و اورد في مقالتي هذه نصا ثانيا  اغلب كلماته سوريانية ، وفقا للمعجم السورياني ، و هي الكلمات التي وضعت بين قوسين :

قام يوسف ليلبس ، (بحبش عالتاسومة و اكلت معو ) الشغلة نص ساعة ، و ما لاقى غير (الاسكربينه ) ، (بعق ) لأموا: صاير منظري (هردبشت )، و (عبيتمقلسوا ) علي رفقاتي ، ما (عبتطسي ) منظري .

قالتلو امه :  حاج (تنق )، (التوك ) منك ، مو من رفقاتك ، بدك ( تتبهنك و تتبهور و تجخ ) وانت لسا (تلميذ ) ، بقا لما تصير (زلمه ) اش بتساوي ، ( انجوق ) رفقاتك و حاج ( تكر و تتسهسك ) معون ، (الصوج ) علي عطيتك وج ، استنى شوي ( بلكي ) بنزل بسوم لك ( كلاش ) ، مفكر حالك (حربوق )، خرج تشتري لحالك ، ( أشكرة ) بيضحكوا عليك ،أصلا مبين (طشم ، و تنح ) .

(ردحلا ) وقال : (اتاري ، عبتخاوزي ) بيني و بين اخواتي البنات ، هنن بس ، بتاخدين (تش و بتزوزقين ) ، (مرستقين ) حالكون مع بعض ، بدي اشكيك لابوي .

قالتلو : حاج (تأنكل و تضرب عونطا و تفسفس ) لابوك ،( اصطفل ) ،  بدي اقولو عبتشرب (تتن ) ، و انو القصة (كيت كيت ) .

قام ( تعشبق ) فيا ، و ( غبق ) ، و ( مجق ) ايدا ، و (شلح ) تيابه و ( زتون ، و تكمكر ) ، و قالا : دخيلك و الله ( بسرجلني ) .

و هذا النص مفهوم تماما للحلبيين و سوف اشرح بعض الكلمات التي وردت فيه بالفصحى لنلاحظ الفرق :

التاسومة و الاسكربينة : من انواع الاحذية .

اكلت معو : أي استغرق .

هردبشت : معدوم الاناقة .

عبيتمقلس : يسخر .

عبتطس : ترى .

التوك : الخطأ.

تتبهنك و تتبهور و تجخ : تسرف في الصرف و تتظاهر و تنفق بلا طائل .

انجوق : دع .

عبتخاوز : تنحاز لجهة دون اخرى .

مرستقين : اموره مضبوطة و مستقرة .

مجق : قبل من القبلة . 

اما اسم مدينة حلب فهو اسم سورياني بحت و يعني المدينة البيضاء  ، فكلمة حلب تعني الابيض بالسوريانية .

و ينفرد السوريانيون بتسمية الحليب حليبا بسبب بياضه ، بينما نرى ان بقية البلدان العربية تسميه لبنا .

و بما ان حلب مميزة بالحجارة الكلسية البيضاء ، فقد سميت المدينة البيضاء .

اما كلمة الشهباء فهي كلمة عربية اضافها العرب الى اسم حلب ، و شهباء تعني الابيض بالعربية ، و ذلك بقصد تفسير معنى كلمة حلب السوريانية .

و الرواية المشهورة أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان لديه بقرة اسمها الشهباء ، و كان يجلس في قلعة حلب ، و يقوم بحلب البقرة فينادي الناس ( حلب الشهباء ) ، و يتسابقون لشرب حليبها ، و هي رواية مهزوزة ، لا دليل تاريخي لها .

فلا يمكن أن يسمي إبراهيم الخليل بقرته الشهباء ، و هو كما يجمع المؤرخون لم يكن يتكلم العربية ، و إنما الآرامية أو السريانية .

و من الأسماء ذات الاصل السورياني ، و التي تحملها  العائلات الحلبية الحالية :

برمدا :و تعني الابن الشارد او ابن المدى ، و داديخي :و تعني العم ، و قطريب : و تعني ابن زوج المرأة ، و صلاحية : و تعني الصحن الفخار الكبير ، و عويرة : تعني المعبر ، و مارتيني : مار تعني السيد و تيني هو التين أي سيد التين ، و قرداحي : تعني الحداد الذي يتعامل مع الحديد و الاسلحة من سيوف و غيرها ، وكيروز أو قيروز :  تعني الواعظ ،  و نوفل : تعني الهابط ، و شحرور : تعني الأسود ، و جوبي : من يعمل بالآبار و الجباب ، و الشياح : من يعمل بالتذويب ، و توما : من التؤام .

و من الاحياء القديمة في حلب و التي تحمل اسماءا سوريانية :

يقول الحلبيون ( بحسيتا اللي ما نسيتا ) ، و بحسيتا هو اسم حي مشهور لدى الحلبيون ، كانت فيه دور البغاء المرخصة رسميا ، و التي ألغي ترخيصها في خمسينيات القرن الماضي ، و نقلت إلى حي الجورة في دير الزور وقتها  .

و يوجد حالياً  لوحة رخامية  جديدة معلقة في مدخل حي باحسيتا ، تهدف الى شرح مصدر التسمية ، و تقول هذه اللافتة  أن سبب التسمية  يعود الى شخص اسمه (سيتا ) باح بسر ما ، فسمي الحي ( باح سيتا )  .

و هذا خطا فادح ، فحسيتا بالسوريانية تعني المغفرة و الطهارة ، و با تعني بيت ، و يكون معنى الكلمة ( بيت الطهارة و المغفرة ) ، و يبدو أن معبداً أو مكانا مقدسا كان في ذلك الحي، و لذلك سمي بهذا الاسم حينها .

أما حي بانقوسا فهو بالسوريانية بيت الناقوس ، و الناقوس  هو جرس الكنيسة ،  و يبدو أن كنيسة كانت موجودة هناك فسمي الحي بهذا الاسم ، على خلاف بعض التفاسير التي تقول أن الاسم يعني (بان قوسها ). 

و من أسماء الأحياء أيضا الجلوم : التي تعني مكان جز صوف المواشي ، و المعادي : و معناها التزعزع و الارتجاج و يبدو أنها كانت منطقة زلقة ، و النيرب : و معناها المنبسط من الأرض أو الوادي طريق الماء ، و جبرين : تأتي من جبرا و هو الرجل ، و الشقيف : تعني الأرض الحجرية ، و قنسرين: تعني عش النسور ، و ميسلون : تعني مسيل الماء ، و العرقوب : و هو كعب الرجل . 

المراجع :

  • نهر الذهب في تاريخ حلب - الغزي
  • بقايا الارامية في لغة اهل صدد المحكية _فاضل مباركة
  • لغة حلب السريانية _ جرجس  شلحت .
  • لغة السوريين لغات -   سمير عبده.سم سوريا، الذي سأفرد له، لاحقا، بحثا كاملا عن اصل التسمية وتاريخها ومعاني أسماء مدنها واحياءها وقراها.
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مدونة المحامي علاء السيد

02-10-2022 4105 مشاهدة
حقيقة قصة السلطان عبد الحميد مع اليهودي قراصوه التي لا أساس لها

عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه  المزيد

02-10-2022 3379 مشاهدة
السلطان عبد الحميد والرقابة على الصحف وتقييد الحريات

جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية  من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية  المزيد

13-08-2022 4298 مشاهدة
مصادر ومراجع كتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب  المزيد

13-08-2022 3798 مشاهدة
الفهرس الكامل لكتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

الفهرس  6 , مقدمة  9 , تمهيد  11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية  29 , طفولة سلطان  31 , شروط مدحت  33  المزيد

13-08-2022 3325 مشاهدة
السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية  المزيد

13-08-2022 4039 مشاهدة
أراء المؤرخين بشخصية السلطان عبد الحميد الثاني .المحامي علاء السيد

لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم،  المزيد

13-08-2022 2324 مشاهدة
تعاون السلطان عبد الحميد مع اليهود لاستيطان مدينة القدس. المحامي علاء السيد

إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين  المزيد

02-08-2022 2922 مشاهدة
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي

مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال .  المزيد

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو