الطقوس السرية للزواج بحلب

13-01-2020 11676 مشاهدة

للحلبيين طقوس خاصة للزواج تبدأ منذ اختيار العروس وتمتد الى ما بعد ليلة الدخلة، ومن المعيب عدم العمل بها بالنسبة لزمن مطلع القرن العشرين وما قبله.

وقد اختفت هذه العادات تدريجيا منذ العشرينيات وبدء الانتداب الفرنسي الذي أثر على عادات المجتمع التقليدية. سنستعرض هذه الطقوس بالتفصيل لتوثيقها، خوفا من ضياعها واندثارها نهائياً.

البحث عن العروس

عندما يقرر الشاب الزواج، عادة كان سن الزواج ما بين الثامنة عشر للثانية والعشرين بالنسبة للشاب وكان البحث عن العروس يتم بثلاث طرق :

في العائلات الوجيهة تستعين الامهات الباحثات عن عروس لابنائهن بالبائعات المتجولات ضمن البيوت اللواتي يبعن البضائع النسائية من اقمشة والبسة وحلي وعطورات وغيرها ( يسمين دلالات أو خطابات ) لنقل مواصفات الفتاة لأمهات الشبان الراغبين بالزواج .

اما في العائلات العادية كانت النساء يلتقين في الحمامات العامة ( حمام السوق ) ويستطعن التدقيق والتعرف على زوجة ابنهم المستقبلية، او يقمن بطرق الابواب من حارة لحارة سائلين ” في عندكن بنات للخطبة ” لتجيبهم صاحبة البيت ” ايه تفضلوا” وتعمد هذه الطريقة لمفاجأة ام العروس بالزيارة لمشاهدة وضع البيت من حيث النظافة والترتيب على ارض الواقع وبشكل فجائي.

عندما يزرن بيت العروس لرؤيتها ينقلن وصفها للعريس وعادة ما يكون سن الزواج للفتاة في الرابعة عشر وفي حال وصلت الفتاة لسن العشرين دون زواج فتعتبر قد ” بارت” .

الوصف الايجابي للفتاة المرشحة للزواج

معنّقا ( ذات رقبة طويلة ) وعيونا كحلة، وتمّا متل الفستقة ( دلالة على صغره )، وجهها ترس ( اي بيضوي وليست نحيفة الوجه، أبوها زنگين ( غني ) ومدلّعا عنده كتير، شعرا ناعم أشقر طويل وصلان لآخر ضهرا متل قصاقيص الدهب، كتير كربوجة ( جسمها مليء بشكل جميل) زرزة ( عاقلة ) وشكعة (زائدة بالحسن والجمال ) ودمّاتا خفاف وحكيا حلو.

الها تم ياكل ما يحكي، بيضا بحلة سودا عيونا خضر( اي انها بيضاء البشرة سوداء الشعر)، كويسة عبتضوي ضوي ( اي انها بيضاء البشرة عيونها ملونة )، شقرا بعيون زرق وسنينا فرق ( المسافة بين الاسنان الامامية دليل الجمال)، إلها حولة الحسن ( قليل من الحول بين العيون دليل جمال)، لهلوبة بتغلي غلي.

تقيلة ومبربسة ومتقنة ( شديدة العناية بالنظافة )، إلها كتف وصاحبة شان ( اي ان وقفتها مستقيمة وتدل على الاكابرلية ) خدومة وطبخا منظوم وعلى أصوله، خصرها اسطمبلي، بنت بتقول للقمر غيب لأبرك مطرحك رقيب، يا سلام على غمّازاتا

ضحكتا حلوة وجسما متل الزرنجف ( شديد البياض )، اصابيعا اعقدن بتنعقد ( دلالة على طول ونحف يديها)، عليها رمش عيون بفتنوا العابد، لو شافا الشيخ بشلح جبتو وبصيح: يا ودود، دق لها بترقص، شقد مبتّكة ( شديدة الاتقان والاهتمام بالتفاصيل )

بتحط الكعكة براسها بتصير عند قدمها اي انها ذات خصر نحيل، من نضافة بيتهم مدي بالمطبخ ونامي، حنفيتهم نضيفة في اشارة لوضع حنفية مجلى المطبخ التي يجب ان تنظف بعد اتمام الجلي .

الوصف السلبي للفتاة المرشحة للزواج

بنت معجوقة وشايفة حالا، بتلمّ شفافا تيصغر تمّها ( دلالة على كبر فمها ومحاولتها اخفاء ذلك )، بنت بتتبودر وبتتحمر (تكثر المكياج وهذا عيب ) وبتلبس البدلة المزمّكة ( أي الضيقة )، گرّارة ومبوجقة ( ثرثارة كثيرة الكلام دون التقيد بالاصول فترد الكلام لمن هو اعلى منها مقاما) وصارجيّة ( اي صفراوية لئيمة).

طرن فشة ( أي ضخمة الجسم وخاصة من الاسفل )، قاصّا شعرا الأسود عالشاليش حسن صبي ( قصيرة الشعر )، سودا زرقا ( اي شديدة الاسمرار)، بتْطر مع امها من قبول لقبول ( أي تكثر الزيارات النسائية )، ابوها صقاقاتي وامها من بيت شقاع لبيت رقاع، ما هو معروف قرعة ابوها منين( اي انها مجهولة الحسب والنسب).

قرمة( قصيرة قادرة)، مشودقة (تتكم بصوت عالي )، مفتشها كبير (فمها كبير)، فكحة ( ترمي بقدميها بخطوات غير متزنة)، معصمصة عصاية طقي ( نحيفة جدا) .

طلبة العروس

إذا حققت الفتاة طلبات أهل العريس، يتم طلب يدها من أمها بزيارة خاصة من والدة العريس ومعها بعض النسوة المقربات، إما ان يُرفض الطلب فورا في حال رأى اهل الفتاة ان المتقدم للخطبة غير مناسب اطلاقا ويكون الرفض بعبارات مثل ( لسه صغيرة مالنا مفكرين بتجويزها او مالكم عنا نصيب)، او يتم القبول مبدئيا ويطلب اهل الفتاة مهلة للسؤال عن اوضاع الشاب ، فإذا كانت النتائج ايجابية ، تحدد جلسة التشكر والخطبة.

مواصفات الشاب الايجابية

اسمر وحليوة او اشقر كويس ( كويس اي انه ابيض بعيون ملونة)، طويل، عيونو سود شعره اسود حواجبو مقفلة ( اي ان حواجبه عريضة كثيفة الشعر متصلة دلالة الرجولة)، مشورب شواربو معكوفات بوقف عليهم النسر وتحتهم شامة (الشامة تزين وجه الشاب).

كتافوا عراض، كسيب زنكين ( اي انه ثري)، بإيده صنعة بتقص دهب ( اي انه يتقن حرفة مربحة )، كف ماله اصابيع ( اي ليس للعريس اخوات او اخوة يزعجون العروس )، وحيد امو، جخيخ ما بعينو شي ( اي انه كريم )، قبضاي، من اذان العشا بكون ببيته.

مواصفات الشاب السلبية :

إله جتر( اي انه شاذ بيلحق صبيين)، صاحب كاس وطاس ( يشرب المسكرات )، إله فتة كنجفة وفتة ورق ( اي انه يمضي الوقت بلعب الورق مع اصدقائه )، بيلحق مشاكل ( نسوانجي وله صاحبات )، سكرجي قمرجي ( يلعب القمار ويشرب الخمور)

حميماتي ( يربي الحمام )، داقق على زنده وشم ( دليل الزعرنة)، بينزل عالبرية ( البرية هي منطقة الملاهي الليلية في حلب قديما في بستان كليب)، طربوشه مايل ( مائل الطربوش اي انه ازعر يثير المشاكل )، إله سيكارة وبيشرب تتن، عاطولي باطولي ( اي انه عاطل عن العمل).

التشكر والخطبة وعقد القران
يحضر والد العريس مع لفيف من الاقرباء والاصدقاء الوجهاء الذكور مع الخاطب ويسميه الحلبيون (الخطيب) لمنزل والد العروس، ليتشكروهم على قبول خطبة ابنهم وليطلب والد العريس يد الفتاة من أبيها بحضور عدد من أقارب العروس الذكور الوجهاء ويجيب والد العروس عادة : والسبع تنعام منكن ، بنتنا خدّامة بمطبخكن (طبعاً يقصد من هذه العبارة تواضع الفتاة امام بيت حماها ولا يقصد فيه المعنى الحرفي) وليُعلن بدء الخطبة بقراءة سورة الفاتحة.

سميت هذه الجلسة بالأساس بالخطبة لأنه كان من واجبات الخطيب طالب الزواج أن يلقي خطبة قصيرة على الحضور ليتبين لأهل العروس فصله بعدما تعرفوا على أصله ( الفصل يعني البراعة في الكلام والبلاغة ).

فترة الخطبة

جرت العادة بعد الخطبة أن تعزم أم العروس أهل العريس لعزيمة غذاء تقوم فيها بتلبيس الخطيبة خاتم الخطبة، وتطالب فيها ام العريس ان تغني العروس لتسمع جودة صوتها، في بعض الحالات تبقى ام العريس لتنام مع العروس بفرشة واحدة للتأكد من عدم وجود رائحة فم عبر تقبيلها من فمها قبلة طويلة عند استيقاظها من النوم.

وتذهب النساء في اليوم التالي لحمام السوق لتتفحص ام العريس جسد الفتاة وتتأكد من خلوه من اي عيب، تسمى هذه الحالة ( بدها تشوف شلحتا ).

وتقوم اخت العريس بممازحة العروس بشد شعرها والهدف الحقيقي من الممازحة التأكد من متانة الشعر وعدم تساقطه بسهولة، كما يضيفنها حبات بندق ليتأكدن من صلابة اسنانها.

ولا يجوز للخطيب رؤية الخطيبة طوال فترة الخطبة او زيارة بيتها.

فصل الحق ( النقد ) وكتب الكتيب

بعد ايام ودون ان يُسمح للخطيبين باللقاء، وبتمهيد واتفاق مسبق من نساء الطرفين، يلتقي الذكور من الطرفين ليحددوا المهر المطلوب دفعه والمصاغ الذهبي الواجب تقديمه ( تسمى هذه الجلسة جلسة فصل الحق او فصل النقد )، والعائلات الكريمة لا تدخل في تفاصيل مادية بل تكتفي بمقولة ( البنت بنتكم ) مما يحّمل اهل العريس عبئا اضافيا نتيجة كرم ورفعة اهل العروس فيقدموا المزيد في هذه الحالة تقديرا منهم .

وهناك عائلات تدخل في ادق التفاصيل المادية معتبرة ان هذا الامر حق ويجب توضيحه. ويتم الاتفاق على مقدم المهر الذي تشتري به العروس اشياءها الجهازية ، كما يجب ان يحدد الطرفان مبلغا من المال من اصل المهر لتشتري به العروس رقائق من الفضة الخالصة تحتفظ بها كطريقة ادخار وتوضع هذه الرقائق على قماش مخمل خمري او ازرق وتُصمد في غرفة العروس لاحقا.

كما تقوم بعض العائلات بالاتفاق على مبلغ اضافي يسمى ” ملبوس بدن” يخصص لشراء ألبسة العروس.

اما المؤخر فيتم تحديده ولا تقبضه الزوجة عادة الا بعد طلاقها او وفاة زوجها من تركته. كما تحدد كمية المصاغ الذهبي الذي سيقدمه العريس للعروس بما يسمى ” المليك”.

فاذا تم الاتفاق على المهر والمصاغ يحدد موعد لعقد القران مباشرة ( ابرام عقد الزواج يسميه الحلبيون كتب الكتيب ).

كما يتم الاتفاق على مكان حفل العرس، فإما ان يطلب اهل العروس عرس ” شهرلي” اي في مكان عام مخصص للاعراس ، او حفل عرس في بيت العريس.

حفل عقد القران ( كتب الكتيب)

ترسل بطاقة دعوة أنيقة للرجال لحفل عقد القران ويحضره معارف واقرباء الطرفين من الذكور والنساء ولكن في غرفتين منفصلين، وعادة يكون في بيت العروس، ولا يجوز فيه الرقص والغناء بل هو حفل رصين.

يحضر المأذون الحفل ويلقي عادة رجل دين من الضيوف كلمة يشرح فيها عن الزواج باعتباره جمعا بالمودة بين الزوجين ويعطي فيه بعض الوصايا الشرعية عن وجوب حسن معاملة الزوج لزوجته وطاعة الزوجة لزوجها ويتمنى للزوجين الذرية الصالحة.

لا تحضر النساء هذا الحفل علانية بل من وراء الابواب ويقوم الشيخ المأذون بسؤال العروس عن موافقتها على الزواج من العريس وتوكيلها لوالدها لاتمام العقد.

يلقن المأذون بصوت عال وكيل الزوج ويكون والده عادة ، ووكيل الزوجة ويكون والدها عادة تبادل الالفاظ الشرعية لعقد الزواج.

ويبدأ والد الزوجة بمقولة : زوجتك بنتي، ليرد عليه والد الزوج : قبلت تزويجها (لان موافقة البنت هي بداية واساس العقد ) مع ذكر المهر المتفق عليه علانية، ويسلم المهر المتفق عليه في محفظة جلدية إلى والد العروس مباشرة عند إتمام عقد الزواج.

وإذا كان أحد الطرفين من نقابة الأشراف بحلب، يضع نقيب الأشراف ختمه على العقد .

يقرأ الحضور الفاتحة وبعض الآيات القرآنية الكريمة ويتلون بعض الادعية، ثم يضّيف والد العروس الحضور الراحة بالفستق ومربى الكباد وشراب اللوز ( مؤلف من الحليب ومهروس اللوز وهو الشراب الذي تختص به مدينة حلب) وفي النهاية يشربون القهوة.

تدعو والدة العروس نساء عائلة العريس لوليمة غذاء، تقوم فيها والدة العريس بإلباس العروس المصاغ المتفق عليه عند فصل الحق.

يحدد بعدها موعد لحفل العرس، ويدعى الأقارب والمعارف، وترسل بطاقات الدعوة للنساء، مزينة بشريط لماع.

يُرسل جميع المدعوين – سواء حضروا الحفل أم لم يحضروه – تهانيهم مع هدايا، تتراوح بين قطع الأقمشة واكياس الرز والسكر وتنك السمنة العربية .

موكب جهاز العروس ومده ( مد الجهيز )

يكون العريس الذي غالبا ما يتزوج في منزل والديه قد تخصصت له احدى غرف المنزل العربي الكبير العائد لوالده وتسمى هذه الغرفة ” بيت فلان ” ويكون قد وضع فيها الصندوق الخشبي المصدف والذي استُبدل لاحقا بخزانة الملابس الخشبية التي يسميها الحلبيون (السكرتون وأصل الكلمة السكردان من الفارسية ).

والسرير الذي يكون من النحاس او الخشب والمراية الحجرية الكبيرة البلجيكية المزينة بالريبان وعليها لصقتها لاثبات انها جديدة غير مستعملة وتبقى اللصاقة عليها طوال العمر.

عادة ما يشتري والد العروس جهاز العروس ( يسميه الحلبيون الجهيز لانهم يكسرون الالف دوما ) بمبلغ يعادل المبلغ الذي قبضه من العريس، ويضيف عليه مبلغا اكبر اذا كان ميسورا .

و” الجهيز ” مؤلف من عدة أشياء اساسية منه ثياب الزوجة الخارجية والداخلية والمنزلية، ويجب أن لا تحتاج الزوجة أن تطلب من زوجها شراء أي ثياب لمدة سنة كاملة على الأقل وإلا اعُتُبر جهيزها معيباً.

كما تقدم الزوجة الفراش الصوفي وبياضات السرير و” شلفة التخت” وبشاكير الحمام وسجادة صوفية وسجادة صلاة وطقوم أدوات منزلية زجاجية للزينة وعطورات ومواد تجميل خاصة بها.

ويرسل جهاز العروس بشكل علني واستعراضي إلى منزل العريس، قبل ثلاثة أيام من حفل العرس ( تسمى المناسبة مد الجهيز )، يرافق الموكب جمع من الرجال على صوت الطبل والزمر .

أمام موكب الجهاز ترقص العبلة على الجمل، ورقص العبلة هو تقليد اندثر في الخمسينات من القرن العشرين، كانت تقوم به فتاة ملثمة من الغجر، راكبة على جمل ترقص بطريقة معينة ولم يكن وجهها معروفا لاحد، لدرجة ان البعض كانوا يشككون بكونها شاب ملثم.

يرافق العبلة مجموعة من الرجال يقودون جملها وتجري خلفهم اللعبة التي يسميها الحلبيون لعبة ” الحكم ” ويقوم بها مبارزي السيف والترس الاستعراضيين. خلف هؤلاء يسير الحمالون على رؤسهم صواني نحاسية ملفحة بالحرير وعليها الزهور. الصينية الاولى عليها زجاجات العطور ومواد التجميل والمكحلة.

تليها صينية الكؤوس والاباريق الزجاجية، تليها صينية فناجين القهوة، يليها صينية وشاح العروس الوردي اللون الذي يسمى ( اليشمق )، يليها صينية عليها “طشت ” وابريق نحاسي لغسل اليدين بعد الطعام وللوضوء، يليها صينية بقجة الحمام، ومعها طاسة الحمام واللكن لوضع البيلون فيه.

يليها صينية عليها القبقاب الشبراوي المطعم بعرق اللولو الذي يرتفع او ينخفض تبعا لطول العروس.

يليها القياس ( يلفظه الحلبيون بكسر الالف قييس ) وهو عبارة عن فرش رقيقة من الدمقس الاحمر معلق عليها لوحات من الفضة الخالصة ( هي التي اتفق عليها كجزء من المهر ) توضع على دكة خشبية عالية في غرفة العروس ولا تستعمل الا للعرض.

تسير ورائهم الدواب مزينة بالخرز والودع والريش والاجراس، ورؤسوها معصّبة بالمناديل الملونة .

الدابة الاولى عليها السجاد والثانية عليها الفرشة الصوف والمخدات والحرامات والشراشف .

الموكب يسير والدنيا ( قايمة وقاعدة ) والمتفرجين على جانبي الطريق والنساء تتفرجن من شبابيك المنازل المواربة .

ويصل الجهاز لغرفة العروس في بيت العريس لتستقبلها نساء الطرفين حيث تُستعرض امام نساء الطرفين مكونات الجهاز من الملابس وتزغرد النساء عند عرض كل قطعة منه اثباتا من اهل العروس انهم انفقوا المهر الذي قبضوه من والد العريس على تجهيز ابنتهم ولم يقصروا بذلك.

وتعتبر جميع هذه الممتلكات التي تسمى اشياء جهازية، ملكاً خالصاً للزوجة طوال فترة الزواج. وينتهي مد الجهيز بوليمة غذاء تقيمها ام العريس لنساء العائلتين.

ويتوجب على العريس تقديم بدلة الزفاف وحذاء العروس، وتقال كلمة تورية طريفة بهذه المناسبة ( القندرة على العريس).

ليلة الحنة.

تدعى النساء من عائلتي العروس والعريس إلى ليلة الحنة وتكون في حمام السوق، تغني فيها الخوجة وهو لقب مطربات ذلك الزمان، ثم تدخل صواني الحنة على اطرافها الشموع، وحاملوا الصواني يرقصون بها لتتمايل معهم اضواء الشموع لتوضع الصواني على اطراف ” الفسقية” وهي البركة التي تتوسط القسم ” البراني في حمام السوق.

وتضع العروس الحنة على يديها وقدميها بنقوش خاصة ورسوم جميلة تقوم بها ” النقاشة ” او تسمى ” المحناية” ثم تلف بقطعة قماش لليوم الثاني حتى تجف الحنة، وتضع نقوش الحنة بقية السيدات المدعوات أيضا كما يضعها الاطفال إن رغبوا.

ليلة التعليلة

أما الرجال من المقربين للعريس فيقيمون حفلة تجريبية لحفلة العرس تسمى التعليلة قبل ليلة واحدة من العرس يغني فيها المطربون الحلبيون القدود الحلبية والموشحات برفقة الآلاتية ( أي الموسيقيون).

ويرقص فيها الحضور ويسهرون الى جانب نوافير أرض الحوش العربي ولكن لا يرتدي فيها العريس ملابس الزفاف الرسمية وتضيف فيها القهوة المرة والخضرة ( كان يقال حينها عن الفواكه خضرة فلم تكن الفواكه المعروفة حاليا متوفرة دوما فكانت الخضرة مثل العقابية والخس والخيار وغيرها حسب الموسم) .

يوم وليلة العرس بالنسبة للعروس

تختلي أم العروس يوم العرس مع ابنتها لتحكي لها عن اسرار ليلة الدخلة، ثم تذهب النساء إلى حمام السوق لتغسل قيمة الحمام (تسمى المشرفة على الحمام ” القيمة”) العروس سبع مرات وتضع على شعر رأسها “بيلون الورد ” وهو بيلون خاص ذو رائحة عطرية، ويُنظف جسد العروس بعدما يكسى بالكامل بالاعشاب والمستحضرات الطيبة الرائحة.

وتعود العروس لبيت أهلها لتقوم سيدة مختصة “الماشطة” بتصفيف شعرها وتضميخه بالعطور وتزين وجهها بالكحلة والحمرة والبودرة وهي تقول لها عبارات مديح مثل: (قربان هالوچ، يما يسلم لي هالجبين، يخزي العين عن عيونك، وما شا الله وميت ما شاء الله على حسنك وجمالك، وألله هوّه يحرسك ويحميكي والسعد يخدمك، إيه يا رب يا محبب القلوب ).

وتبدأ الحفلة بما يسمى “الوداعة” حيث يقوم أباها وأعمامها وأخوتها بتوديعها وتبقى عندها قريباتها وصديقاتها لإجراء احتفال صغير لتوديعها وتقوم الفتيات العازبات بالدوس على قدم العروس تفاؤلاً منهن بأن يكون دورهن هو القادم بالزواج.

إما أن تكون حفلة عرس النساء في صالة خاصة تسمى القهوة وأشهرها كانت قهوة البرتقال يلفظها (الحلبيون قهوة البرتقان )، أو تكون الحفلة في بيت العريس.

وتحضر قريبات العريس لمنزل العروس مساءً ليصحبنها إلى منزل العريس (إن كانت حفلة العرس في منزله)، تصاحبهن الزغاريد.

ويجب أن تتم العادة التي تسمى ” النشلة ” وهي ان تختطف احدى قريبات العريس شيء ثمين (عادة تكون مزهرية او ما يسميه الحلبيون صمدية) من منزل العروس بدون أن يشعروا أو بتغاض منهم لتوضع في بيت العريس بعد عرضها على مرافقاتهن، واعتقد ان هذه العادة لاظهار مدى قيمة الاشياء الموجودة في بيت اهل العروس.

عندما تصل العروس لمدخل بيت عريسها تلزق قطعة عجين على الجدار تسمى ( خميرة النعمة ) في إشارة لالتصاقها الأبدي ببيت زوجها ولإحضار الخير والبركة معها.

وتجلس العروس في غرفة علوية في منزل العريس على كرسي عال لابسة قبقابها العالي ( الشبراوي )، تحيط بها النساء من أهلها ( تسمى الغرفة مربع العروس ) وتسمى جلستها هذه ” الصمدة “.

تبدل العروس عدة اثواب سهرة من جهازها لعدة مرات لاستعراض جهازها وفي الآخر ترتدي ثوب الزفاف الحريري المطرز بخيوط الذهب، وتضع العروس حجاباً من الشاش الزهري، ولا يكون ثوبها ابيض عادة، على خلاف العادات الحالية ( غالبا ما يكون ثوب الزفاق زهري اللون )، ولا تشارك العروس في الرقص، وتُطرق رأسها بخجل.

وتقوم والدتها بتلبيسها مصاغ ذهبي كهدية منها لابنتها كما تقوم اخواتها بذلك و تقوم ايضا والدة العريس ” حماتها” بالباسها مصاغ ذهبي أيضا كهدية الزواج.

التلبيسة

يحضر الحلاق الى منزل يختاره اهل العريس ويكون عائدا لقريب لهم، ليحلق شعر العريس ويبرم له شواربه ويضع له عرق تمر حنة في لفة رأسه، يقوم اصدقاؤه المقربين بإلباسه ملابس حفل العرس ويربطون له الزنار حول ( الرد ) وهو اللباس الرسمي ، اما اصدقائه العزاب فيخزونه بالدبابيس في عادة تشير الى رغبتهم بانتقال عدوى الزواج إليهم.

وخلال هذه الفترة تغنى أغاني التلبيسة ويالهتافات عند إعلان إلباس العريس كل قطعة من لباسه ( عريسنا لبس بنطلونه ) يطرب ويرقص الحضور، وتقدم الضيافة للحضور عبارة عن قهوة مرة وبعض الفواكه والفستق الحلبي وتوزع أراكيل التنباك العجمي لكبار السن ولايجوز للشباب شرب الأراكيل أمام الرجال كبار السن، ولا يجوز لأقرباء العروس حضور هذا الاحتفال.

مسيرة “بسم الله”

يقوم العريس بتقبيل يد أبيه واعمامه وكبار الحضور ويصافح أصدقائه ثم يبدأ المسير باتجاه بيته الذي تتواجد فيه عروسه و تسمى هذه المسيرة مسيرة ” بإسم الله “.

ويقوم صديقه المقرب وغالبا ما يكون ابن عمه ( يسميه الحلبيون سخدوج وهو كالاشبين ) بالسير الى جانبه وخلفه شابين مشهرين سيوفهم كحرس له، وخلفهم ابيه يقرأ اية الكرسي وينفخ على ابنه طلبا لحمايته من العين، وحوله اعمامه واخواله وبقية أصدقائه.

وأمام العريس يصطف على صفين بشكل زوجي الشبان يمشون بهدوء على طرفي الطريق يتقدمهم حملة الفوانيس والمشاعل ويقودهم شخص يلقب ب ” البيشاروش ” الذي يبدأ بالنداء: الله يساوى جوز جوز وجيييه، فيجيبه الجميع : صلوا على محمد الزين الزين مكحول العين واللي يعادينا الله عليه .

وعندما يتباطأ الموكب يصيح البشاروش قائلا : باسم الله يا شباب باسم الله لاستعجالهم، خلفه يسير منشد ذو صوت شجي قائلا مواويل مختلفة منها : (يا أهل السخا تكرمون الضيف بأرضكن وتعاملونا بطيب العيش برضاكن).

ويجب أن يبقى العريس ساكتاً لا يشارك في هذه الاناشيد، وعندما يصل موكب العريس لأمام قهوة الحارة يقوم القهواتي وبيده دلة القهوة المرة والفناجين بصب القهوة لأبو العريس ثم يكسر الفنجان في اشارة لكسر الشر ثم يقدم القهوة للبقية ويأخذ بخشيشا لقاء ذلك.

أما الحارس الليلي للحارة الذي كان الحلبيون يسمونه ( البكجي ) فيضرب الارض بعصاه و يصرخ : “دوس إن الله حق”، وعند الاقتراب من البيت تختلط اناشيد الشباب “بزلاغيط ” النساء المستقبلات، ويبدأ الشباب بإنشاد :ميمتو يا ميمتو واطلعي لاقيلو… واركبي رهوانة ( الفرس التي ترقص في سيرها ) وامشي مقابيلو..

ويصل العريس مع رفاقه الى مدخل بيته تعلوه مظلة من السيوف المتقاطعة ليمر تحتها داخلا داره، لتستقبله قريباته “بالزلاغيط ” ولا يجوز لقريبات العروس اطلاق” الزلاغيط”، وتبدأ قريباته باطلاق الهنهونات التي تبدأها الخوجة قائلة مثلاً :

يا نجمة الصبح فوق الدار علّيتي
شميتي ريحة الحبايب وجيتي وضوّيتي
ندراً عليّ إذا راحوا على بيتي
لاشعل لهم شحم قلبي إذا خلص زيتي

لتتعالى بعدها “الزلاغيط ” ثم تقوم قريبات العريس باطلاق الهنوهونات التي تمدحه مثل:

ايها.. اجا المفلك وفتحلنا الفال‏
ايها ..عريسنا صغير ومزين بالكمال‏
ايها ..والله يطعمه على قد قلبه‏
عروس مكملة وست الجمال‏

فترد عليهم قريبات العروس بالهنونات التي تمدح العروس مثل :

ايها …لبستك اليوم ازداب‏
ايها …ووقفتك على الباب‏
ايها ..عروستنا كويسة وصغيرة‏
وتسلملي ما بترد جواب‏.

ثم يطلق الطرفان الهنونات التي تتمنى لهما الحياة السعيدة وتمدح الطرفين مثل:

ايها ..عصفور عالسجر وبلبل بترغله‏
ايها …اللي بياخد بنات الاصايل الله يسرله‏
ايها ..لاروح لباشا حلب واقول له‏
كل نظرة من عريسنا وعروستنا بتسوى عسكرك كله‏

ويعلن البيشاروش على الملأ من الرجال أن صبحية العريس غداً في حمام السوق الفلاني، لينصرف الرجال.

ليلة الدخلة

يدخل العريس المنزل الى جانبه السخدوج ( السخدوج هو الصديق المقرب للعريس ) مع والده، وتقوم النساء المدعوات طلباً للحشمة بتغطية انفسهن بأردية خاصة.

وتقود النساء العريس باتجاه الدرج المؤدي إلى غرفة العروس الجالسة في المربع، وتظهر العروس أعلى الدرج مغطاة وجهها بالشاش الزهري وحتى هذه المرحلة لا تكون العروس قد رأت عريسها عادة.

وتتظاهر قريباتها – في تمثيلية طريفة – بإعاقة نزولها، وتسليمها لعريسها، وتلح قريبات العريس على وجوب نزولها، ورفضهن الصعود. يبدو ان أهزوجة ( ما بنزل .. ما بنزل ..يا دادا ما بنزل .. إلا بحلق الماس ) كانت تمثل هذه العادة .

أحيانا وفي حال أبدت العروس رغبة كبيرة في تدليل عريسها ترتدي قفازين اثنين في يديها وتكون الشموع معلقة ومضاءة على أصابعها العشرة في اشارة الى انها ستوقد أصابيعها العشرة إكراما له. ( كانت هذه القفازات المزودة بالشموع تباع في اسواق ” المدينة ” الاثرية) ويقال حينها : شعلتله اصابيعها العشرة شمع.

يصل الطرفان لحل وسطي، بأن يصعد العريس درجة وتنزل العروس درجة، حتى يلتقيان في منتصف الدرج، وتقترب ام العريس لتكسر قرص من السكر يسمى ” قرص شراب ” فوقهما، ويقوم والد العريس بجمع وشبك ايديهما، فيما يسمى ” تمسيك إيد بإيد “.

يرفع العريس الغطاء عن وجه عروسه وهي المرة الاولى التي يراها بها، ويجلسان معا بالصمدة فيما تتزايد احتفالات النساء خلال تبديل مكان محابس الزواج واعادة تلبيس العروس مصاغها الذهبي ” المليك ” الذي كانت قد لبسته سابقا يوم عقد القران.

ثم يأخذها العريس إلى مخدع الزوجية ويمشي أمامهما صبي وسيم تفاؤلا بأن يكون اولادهم بوسامته. وتنصرف بعدها النساء المدعوات، وتبقى والدة العروس لتنام في غرفة قريبة من غرفة العرسان للاطمئنان عليهما.

في بعض الحالات التي كان يمارسها البعض تبقى النساء بانتظار خروج العريس، ليعطي أم العروس الواقفة عند الباب منديلاً مصبوغاً بالدم لتفتحه امام الناس وترقص ملوحة به، وحينها تبدأ قريبات العروس باطلاق ” الزلاغيط “، وقد اختفت هذه العادة تدريجياً.

ليلة الدخلة

في مخدع الزوجية يجب ان تكون هناك طاولة طعام عليها اللحوم المشوية والفواكه والحلو العربي لعشاء العروسين ويجب تواجد المكسرات التي يسميها الحلبيون ” آلة الخزانة ” لتسليتهما.

لم تكن المكسرات المعروفة حالياً متوفرة حينها فكانت المكسرات عبارة عن الفستق الحلبي المملح والبرغل المحمص الخشن والقمبز المملح والبزر وغيره.

من العبارات المتبادلة المعروفة فيما بينهما أن يقف العريس أمام المرآة الحجرية لتنعكس عليها صورته ويسألها بسؤال فيه تورية :
بكم بتشتري المراية ؟ ..لتنظر هي الى صورته المنعكسة على المرآة وتجيبه : بشتريها بروحي ..
او تسأله العروس عند تناول الطعام : عندك راحة ( تقصد حلوى الراحة بالفستق )، فيجيبها : راحة العمر..

الصباحية

في الصباح التالي يحضر أصدقاء العريس باكراً لاصطحابه في دعوة على نفقتهم الى حمام السوق، ويبقون فيه من الصباح حتى المساء، معدين وليمة غذاء فاخرة على نفقة اصدقائه، والهدف من الموضوع ابعاد العريس عن العروس لترتاح قليلا .

أما النساء من أهل العروس و العريس فيحضرن اليها ويفطرن في منزل العريس المامونية والشعيبيات، وترتدي العروس ثوباً خاصاً لهذه المناسبة اسمه ” الصباحلك ” وهو ثوب أبيض طويل ومزركش، ثم ترتدي اثواب النوم ( التفريعات) وعادة يكن بألوان الاسود ثم الاحمر لاستعراض ” جهيزها وجمالها.

تقبل العروس أيدي النساء كبار السن من أهل العريس في اشارة الى انها صارت كبناتهن وتقدم لهن الاحترام، وتبقى النساء يغنين ويرقصن إلى ما بعد تناولهن طعام الغداء، ويجب ان يكون غداء فاخرا من الكبب والمحاشي والقبيوات، ويعيب على العروس رقصها الزائد فيجب ان تستقبل الضيوف بهدوء دلالة على ” التقل “.

ومن الجدير بالذكر أن حالة تعدد الزوجات كانت محدودة نسبياً، ولا يجوز عادة ان يتزوج الشاب على زوجته بأخرى ما دام ساكنا في بيت أبيه، ويمكنه ذلك في حال استقل بسكن خاص له.
 

شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مدونة المحامي علاء السيد

02-10-2022 4105 مشاهدة
حقيقة قصة السلطان عبد الحميد مع اليهودي قراصوه التي لا أساس لها

عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه  المزيد

02-10-2022 3379 مشاهدة
السلطان عبد الحميد والرقابة على الصحف وتقييد الحريات

جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية  من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية  المزيد

13-08-2022 4298 مشاهدة
مصادر ومراجع كتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب  المزيد

13-08-2022 3798 مشاهدة
الفهرس الكامل لكتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

الفهرس  6 , مقدمة  9 , تمهيد  11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية  29 , طفولة سلطان  31 , شروط مدحت  33  المزيد

13-08-2022 3325 مشاهدة
السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية  المزيد

13-08-2022 4039 مشاهدة
أراء المؤرخين بشخصية السلطان عبد الحميد الثاني .المحامي علاء السيد

لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم،  المزيد

13-08-2022 2324 مشاهدة
تعاون السلطان عبد الحميد مع اليهود لاستيطان مدينة القدس. المحامي علاء السيد

إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين  المزيد

02-08-2022 2922 مشاهدة
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي

مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال .  المزيد

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو