بعدما أصدر الرئيس حسني الزعيم عام 1949 قرارا بتصفية الأوقاف الذرية وتم تشكيل وزارة لتعنى باستثمار العقارات الوقفية الخيرية وبذلك تم نزع يد نظار الاوقاف عن أوقافهم وأضحت عائدات العقارات الوقفية تصب في صندوق واحد لتنفق وفق ميزانيات على جميع الجوامع والمرافق الدينية الاسلامية بعدما كانت عائدات كل وقف مخصصة للانفاق عليه.

تعتبر مديرية أوقاف حلب التي يقدر عدد عقاراتها الوقفية بما يزيد على الثمانية آلاف عقار وقفي من أكثر مديريات الأوقاف ريعية.

في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات قررت مديرية الاوقاف بحلب اطلاق سلسلة من المشاريع الاستثمارية في المدينة فكان قرار بناء " بناية الأوقاف الكبيرة" في حي الجميلية على أراضي وقف العثمانية.

استلم التصاميم الهندسية لمعظم مباني الاوقاف المهندس الحلبي المبدع المرحوم مصطفى حكمت اليازجي وعاونه ابنه المهندس حسني اليازجي فكان تصميم هذا البناء مميزا بدمجه الواجهات ذات القناطر الاسلامية بالتوزيع الغربي الحديث للغرف داخل البناء.

وقد وضع المهندس وفق رؤية مديرية الاوقاف المتطورة في ذلك الوقت مسرحا وسينما ضمن البناء لما افتتح كان سينما فريال الذي تحول لمسرح نقابة الفنانين حاليا إضافة لسلسلة من الصالات التجارية في الطابق الارضي والمكاتب ودور السكن الواسعة.

ما زالت واجهات هذه البناية الوقفية المميزة تعكس تطور العمارة الحلبية بحجارتها المميزة لذلك العهد الذهبي للمدينة.