اليوم نعرض الدفعة االثانية من سالنامة ولاية سورية وهي من الاعداد النادرة.
الجدير بالذكر ان ولاية سورية عام 1869م لم تكن تضم حلب بل كانت لحلب ولاية مستقلة عن ولاية سوريا. وكانت تصدر لها سالنامة خاصة عرضنا اعدادها النادرة.
كانت ولاية سورية تضم : سنجق شام شريف وسنجق القدس وسنجق بيروت وسنجق طرابلس الشام وسنجق عكا وسنجق بلقا وسنجق حماه وسنجق حوران في الدرجة الثانية من التوزيع الاداري كان قضاء اللاذقية وقضاء صور وقضاء شرق بعلبك وقضاء راشيا حاصبيا وقضاء نابلس.
ويشمل هذا الكتاب المؤلف من 132صفحة بزيادة حوالي 50 صفحة عن الدفعة الاولى :
أهم الأيام المشهورة التي مرت على السلطنة العثمانية. والتقويم الطقسي السنوي وجدول بأسماء السلاطين العثمانيين وأماكن دفنهم، وجدول بأعضاء ما بين الهميون السلطاني، وجدول بوكلاء السلطان اي وزراءه وجدول بالمتصرفين للسناجق والاقضية وجدول بكبار موظفي الاستانة وجدول بجميع ولاة ولايات السلطنة وجدول بجميع متصرفي ألوية السطنة.
وجدول بجميع موظفي ولاية سورية من عسكريين ومدنيين وشيوخ ورجال دين مع جدول بالرتب العلمية العثمانية والرتب السيفية العسكرية واعضاء مجلس ادارة ولاية سورية واعضاء المجالس البلدية واعضاء مجلس الدعاوي اي المحاكم التجارية والشرعية وافراد ديوان المحاسبة للولاية ودائرة تحرير الاملاك وموظفي الخستخانة اي المشافي بما فيهم الاطباء.
مع موظفي مراكز التلغراف والبوستة.
ما معنى سالنامة؟؟
تتكون كلمة "سالنامه " من مقطعين :
( سال ) وتعني السنة والحول والعام، و( نامة ) وتعني : الكتاب والكتيب والرسالة.
وكل من المقطعين من اصل فارسي، ألا أن الكلمة كلها بمقطعيها تتركت ودخلت القاموسي التركي العثماني وبالتالي أخذت معني حولية ومعني التقويم السنوي والكتاب السنوي.
أما معناها الاصطلاحي فهو: " كتاب رسمي يصدر مرة كل عام ، ويبين وقائع وأحوال سنة واحدة لولاية واحدة ".
يقابل كلمة "سالنامه"، في اللغة العربية ، كلمة حولية أو الكتاب السنوي.
"السالنامه" في الدولة العثمانية إذا أصدرتها الدولة فهي رسمية ، وإذا أصدرتها مصلحة أو وزارة أو هيئة تابعة للدولة فهي رسمية، وإذا أصدرتها الولايات التابعة للدولة فهي رسمية أيضا .
وهناك "سالنامه" غير رسمية، وهي التي كانت تصدرها المؤسسات الخاصة أو الأفراد سواء في العاصمة أستانبول أو في الولايات وتتسمي بأسماء تركية تعني كلها حولية أو تقويما أو الكتاب السنوي ، وهذه الأسماء التركية هي "سالنامه"، و"تقويم " و"نوسال ".
وتحمل السالنامات التي كانت تصدرها الوزارات أو المصالح التابعة للدولة اسم الوزارة والمصلحة أو طبيعتها مثل السالنامه التي كانت تصدرها نظارة (وزارة ) المعارف وتسمي " سالنامه نظارت معارف عمومية " أو "معارف سالنامه سي" ( وتعني : سالنامه المعارف ، وحرفا ( سي ) الملحقتان بالكلمة هما علامة المضاف في اللغة العثمانية ) و" خارجية سالنامه سي" (سالنامه وزارة الخارجية ) وعلمية سالنامه سي التي كانت تصدرها مشيخة الإسلام بالدولة العثمانية .
صدرت السالنامه العثمانية الرئيسية من استانبول في 64 دفعة أي 64 كتاب واخذت التقويم الهجري أساسا لها أي منذ 1263 حتى سالنامة عام 1325 هـ ، أما في عام 1326 هـ ، فقد سارت السالنامه علي التاريخ المالي العثماني وبذلك ظهر العدد رقم 65 علي أساس العام المالي 1326 ، وأعقبه العدد 66 في العام المالي 1327 ثم العدد 67 في العام المالي 1328 ،
لم تظهر سالنامه الدولة العثمانية في الفترة ما بين 1329 – 1332 ( 1913 / 1916 م ) ، بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى، ثم ظهر عدد عام 1333 وهو العدد 68 من السالنامه – وهو أيضا العدد الأخير منها ليحتوي علي مشتملات عامي 1333 و 1334 الماليين .
احتوت سالنامه الدولة علي معلومات عامة عن تنظيمات الدولة وكوادرها وكبار رجالات الحكم وأصحاب المناصب والتنظيمات الإدارية في كل ولاية من الولايات والتنظيمات العسكرية والعدلية في هذه الولايات وكذلك ما فيها من مؤسسات علمية وتعليمية وأيامها المشهورة.
وعادات أهلها وثرواتها والكتب المطبوعة في العاصمة وذكر أسماء ومؤلفيها والإشارة إلى كونهم من أبناء الولايات أم من أبناء العاصمة استانبول، وفيها أيضا ذكر حركة البريد العثماني من العاصمة إلى الولايات وبالعكس، وأيام هذه الحركة وأماكن توقفها،
والآثار الموجودة في الولايات وما يتصل بهذه الآثار من استخراج أذون الحفريات ونتائج هذه العمليات الحفرية وأسماء الذين يتولونها ومدي إسهام الدولة العثمانية فيها،
وإحصاءات الأقليات الدينية في ولايات الدولة العثمانية، والمدارس الأجنبية لها ، وصحف الأقليات العرقية بمختلف لغاتها من عبرية أرمنية، وغير ذلك.
كذلك أسماء الدبلوماسيين الأجانب من سفراء وقناصل ومقارهم وإحصاءات عامة أخرى من نسب حضور الطلاب ونسبة عدد المدارس إلى عدد السكان وحركة العمران وما إلى ذلك .
وكان أول ظهور لسالنامه الدولة ( العثمانية ) ، عام 1263 هجرية = 1847 ، بجهود كل من المؤرخ خير الله أفندي ( 1866 م ) واحمد وفيق أفندي ( 1823 – 1891 ) ، واحمد جودت باشا ( 1822 – 1895 م ) وبتشجيع من الصدر الأعظم رشيد باشا ( 1800 – 1859 م ) .
ثم صدر الأمر إلى كل من بهجت أفندي أمين مجلس المعارف ورشيد بك عضو هذا المجلس بترتيب سالنامه الدولة، وبعد فترة صدرت إرادة سنية بان تتولى أمانة نظارة ( وزارة ) المعارف إصدار السالنامه .
واخيرا، واعتبارا من عام 1306 مالية ( 1888 م ) تم نقل اختصاصات إصدار سالنامة الدولة العثمانية إلى إدارة سجل أحوال الموظفين التابعة للجنة الموظفين المدنيين، واستمرت هذه الإدارة تتولى إصدار السالنامة حتى انتهاء الدولة العثمانية .
وبالتالي فان السالنامة ( سالنامة دولت عليه عثمانية ) قد بدأت في الصدور عام 1263 هـ ( 1847 ميلادية ) كما ذكرنا من قبل واستمرت في الصدور بلا انقطاع حتى عام 1328 مالي ( 1910 / 1911 م ) ثم انقطعت بفعل الحرب العالمية الأولى عدة سنوات ثم صدر العدد الاخير عام 1333 مالي ( 1917 م ) وقد بلغ مجموع ما صدر من هذه السالنامه 68 عددا.
للحصول على ملف pdf بالدفعة الثانية النادرة من سالنامة سورية 1869م