ضريح الرحالة المؤرخ علي الهروي - منطقة مساكن الفردوس في حلب

مكتبة الفيديو    9723  مشاهدة
لمشاهدة ضريح الرحالة المؤرخ علي الهروي - منطقة مساكن الفردوس في حلب على اليوتيوب , انقر هنا

فلم توثيقي عن ضريح الرحالة المؤرخ علي الهروي الكائن في منطقة مساكن الفردوس في حلب ,صاحب كتاب الإشارات في معرفة الزيارات.والذي كان نديم ملك حلب الظاهر غازي بن صلاح الدين الايوبي 

هذا الضريح المزخرف بالنقوش الأثرية التي يزيد عمرها على ثمانمائة عام والتي قامت مديرية الاوقاف عام 2008 -قبل الحرب السورية الأخيرة - بإزالة الضريح والحجارة الاثرية التي كانت عليه والتي لا تقدر بثمن ويشملها قانون الاثار، دون حسيب او رقيب مع جهالة مصيرها. 

وبنت مكانه بناية حديثة من عدة طوابق في الحي الذي كان كرما امام مساكن الفردوس الشعبية بالقرب من مقبرة الصالحين وتحول هذا الكرم الى حي شعبي اسمه حي الهروي، انتشر البناء العشوائي به بدءاً من عام 1980م.

  يعد أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي واحدًا من مشاهير الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين خلال القرنين السادس والسابع الهجريين؛ لما انفرد به من وصفات جغرافية ضمَّنها كتابه «الإشارات إلى معرفة الزيارات»

مولده ورحلاته

الشيخ الإمام السائح الزاهد  أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي، الموصلي، الحلبي، الرحالة، المؤرخ. 

أصله من هراة، إحدى مدن خراسان، ومولده بالموصل في شمال العراق سنة 542هـ / 1147م. 

 وكان لا يصل إلى موضع إلا كتب خطَّه في حائطه، فقلما يخلو موضع مشهور من مدينة أو غيرها إلا وخطّه فيها، حتى اشتُهر بذلك، وضُرب المثل به. 

وقد عرف بالسائح الهروي؛ لأنه قضى حياته مرتحلاً في أنحاء المشرق والمغرب الإسلامى، وفي الهند ومصر وغيرهما، وفي ذلك يقول ابن خلكان: «الشيخ علي الهروي ..، السائح المشهور نزيل حلب؛ طاف البلاد وأكثر من الزيارات، وكاد يطبق الأرض بالدوران، فإنه لم يترك برًا ولا بحرًا ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه، ولم يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه، ولقد شاهدت ذلك في البلاد التي رأيتها مع كثرتها، ولما سار ذكره بذلك واشتهر به ضرب به المثل فيه».

حين كان في بغداد، صنف خطبًا يُخطب بها في الجمع والأعياد، وقدمها إلى الخليفة الناصر لدين الله، وسمى مصنفه «الخطب الهروية للمواقف المعظمة الناصرية»، فتقدم الخليفة بتوقيع له بالحسبة في سائر بلاد الإسلام، وإحياء ما شاء من المَوات، والخطابة بجامع حلب، وكتب توقيعه بيده ليتشرف به، غير أن الهروي لم يباشر شيئًا من ذلك.

صحبته للظاهر غازي الأيوبي بحلب

استقرت بالهروي الحال بمدينة حلب عند سلطانها الملك الظاهر  غازي بن صلاح الدين الأيوبي، وكان الهروي يُعرف سحر السيمياء، فتقدم به عند الملك الظاهر غازي صاحب حلب، وصار أثيرًا عنده، فطاب له المقام بها، وكان له من الظاهر غازي الحرمة الظاهرة، والمنزلة الوافرة. 

وكان الملك الظاهر يزوره كل عام، وقد أثرى من نعمته. وبلغت منزلة الهروي أنه كان سفيرًا للملك الظاهر في بعض وقائعه، وبنى الظاهر للهروي مدرسة في خارج حلب تُعرف بالمدرسة الهروية، ودرَّس بها.

 وقد كتب الهروي على حائط الموضع الذي كان يلقى فيه الدروس من المدرسة المذكورة هذين البيتين:

رحم الله من دعا لأناس 

نزلوا هاهنا يريـدون مصـرا نزلوا والخدود بيض فلما 

أزف البين عدن بالدمع حمرا 

وفي حلب بنى أبو الحسن علي الهروي رباطًا ووقف عليه وقفًا، جاء في نص الوقفية على حائطه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. وقف هذا الرباط العبد الفقير إلى رحمة الله، علي بن أبي بكر الهروي، على الفقراء الصالحين المتدينين -تقبل الله منه ورحمه- وذلك في سنة 602هـ (1205م)».

كُتبه

ومن أشهر كتبه «الإشارات إلى معرفة الزيارات» ذكر فيه المزارات والمشاهد التي رآها في رحلته. 
سجّل الهروي في كتابه «الإشارات إلى معرفة الزيارات» بعضًا من الشئون المتصلة به، فتراه في فلسطين سنة 569هـ، يزور القدس والخليل وغيرهما، ويصل إلى ثغر عسقلان في العام التالي.
 وفي العام نفسه كان في الإسكندرية يسمع الحديث عن السِّلَفي، ويتجوّلُ في الديار المصرية حتى أسوان، ويحل عام 572هـ وهو لا يزال في مصر. 

وقد حمَله التطواف إلى شمال أفريقية وصقلية، وفي هذه الجزيرة شاهد بُركان اتنا، واجتمع إلى أحد زعماء المسلمين هنالك وهو أبو القاسم ابن حمّود المعروف بابن حجر الذي أرسل معه رسائل إلى السلطان صلاح الدين يحثّه فيها على أخذ صقلية من يد النورمان، لكن المركب غرق وركب الهروي في مركب آخر إلى قبرص؛ وفي عام 588هـ أخذَ الفِرنج كُتبه، ثم إن ملك الانجليز أرسل الهروي رسولًا يطلب الاجتماع به ووعده برد كتبه ولكنه لم يمض إليه.

وفاته

ظلَّ أبو الحسن الهروي مُقيمًا في حلب يحظى فيها برعاية الملك الظاهر غازي حتى وافته المنية، في العشر الأوسط من رمضان سنة 611هـ / 1215م، عن تسع وستين سنة.

 ودفن بقبة جانب مدرسته الهروية، بظاهر مدينة حلب على الجادة الآخذة إلى دمشق على جانبها الغربي، وهو مكتوب على الصخر، ما هذه صورته: 

«بسم الله الرحمن الرحيم. سبحان مشتت العباد في البلاد، وقاسم الأرزاق في الآفاق. سير قومًا إلى الآجال وقومًا إلى الآمال. هذه تربة العبد الغريب الوحيد، علي بن أبي بكر الهروي. 

عاش غريبًا ومات وحيدًا، لا صديق يرثيه، ولا خليل يبكيه، ولا أهل يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبه، ولا زوجة تندبه. آنس الله وحدته، ورحم غربته. "

شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مكتبة الفيديو

index.php?page=cGFnZXM=&op=a2l0YWJfYWxkaGFhdF9hbG11cWFkYXNh&lan=YXI=