المجلد الأول من مجلة الجنان 1870م لصاحبها بطرس البستاني

17-12-2019    11180 مشاهدة

يعتبر المعلم الماروني بطرس البستاني أحد واضعي أسس اللغة العربية "الفصحى" التي انتشر التداول بها بين عامة الناس كلغة موازية للغة المحكية مع مطلع القرن التاسع عشر بعدما انتشرت الكتب والمجلات المطبوعة بين عامة الناس.

كانت الفصحى حكرا على رجال الدين المسلمين وعلى تلاميذهم وعلى بعض رجال الدين المسيحيين بينما كانت عامة الناس في بلاد الشام تتكلم اللغة "المحكية" وهي خليط من العربية والسوريانية وفيها كلمات فرنسية وإيطالية وإنكليزية وتركية ....الخ. 

وكانت العامة تكتب بهذه اللغة المحكية التي تم لاحقا إطلاق اسم اللغة "العامية" عليها، عندما تم إطلاق اسم العربية "الفصحى" على لغة رجال الدين المسلمين.
فنشاهد معظم المخطوطات المكتوبة  من العامة في تلك الفترة كيوميات نعوم البخاش ويوميات حنا دياب ويوميات البديري الحلاق وغيرها ..قد تمت كتابتها باللغة المحكية. ولم تكن الكتابة بالفصحى واردة سوى لدى رجال الدين.

بدأ المطران الحلبي الماروني جرمانوس فرحات في مطلع القرن الثامن عشر وضع الأسس الجديدة للغة العربية " الفصحى" فكتب في العروض والأعراب والنحو ووضع معجم "الإعـراب عـن لغـة الإعـراب".
كما قام الخوري المارونيّ بطرس التولاوي البتروني بجذب الحلبي عبد الله الزاخر وشجعه مطلع القرن الثامن عشر على صنع أول مطبعة للطباعة بالاحرف العربية في المنطقة بعدما كانت الكتب تنسخ يدويا مما يجعل عدد المطلعين عليها محدودا. 

كانت الطباعة هي الوسيلة الوحيدة لنشر الثقافة لدى العامة باللغة العربية " الفصحى" التي بدأ إعادة صياغة أصولها من جديد على يد جرمانوس فرحات ومن تلاه كناصيف اليازجي وبطرس البستاني.
تمت ترجمة الكتاب المقدس للغة العربية للمرة الأولى سنة 1865م وتمت طباعته بالأحرف العربية وقام بهذه الترجمة الشيخ ناصيف اليازجي وبطرس البستاني وآخرون.

في عام 1840 م بدأ تواصل بطرس البستاني مع الإنكليز في بيروت ثم تعرّفَ على  الأميركي الدكتور ( كرنيليوس فانديك ) الذي كان يعمل مع الإرساليات  الأميركية في بيروت في التبشير بالمذهب البروتستانتي، الذي أسّس مدرسة سنة 1846 درّس فيها بطرس مدة سنتين، ألّفَ في خلالها باكورة  أعماله وهوكتاب: "بلوغ الإرَب في نحو العرب" والذي لم يطبع.

خلال ذلك قام بتأسيس جمعية الآداب والعلوم عام 1847م مع صديقه الشيخ اللبناني ناصيف اليازجي الذي تتلمذ على يد راهب ماروني وحفظ القرآن الكريم والشعر الجاهلي وقرض الشعر.
في عام 1859م ألقى البستاني محاضرة  بعنوان "آداب العرب" ونشرت البعثة الأمريكية في بيروت المحاضرة في كتيب خاص، أثار ضجة كبيرة ولاقى صدى واسعاً بين الناس، تطرق البستاني في محاضرته الى قضايا لغوية هامة كتطوير علم الصرف والنحو، وتقريب اللهجة العامية من اللغة الفصحى، فقال:
 "إذا لم تقترب الفصحى من اللغة الدارجة، فان هذا سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها"، وقال: " وهكذا تولّدت، عند العرب، لغة دارجة بينهم تختلف كثيراً عن لغة الكتب. وهذه اللغة  الدارجة تتهدّد دائماً اللغة الأصلية. وإذا طال الحال عليها هكذا تُميت  كثيراً من ألفاظها فوق ما أماتته، ولكن ازدياد عدد المدارس والمكاتب والمطابع في  هذه الأيام، وأملنا بالزيادة على زيادتها في ما يأتي يجعلان لنا شيئاً من  الطمأنينة من هذا القبيل.".

في عام 1860 م عمل بطرس البستاني مترجما في القنصلية الأمريكية ببيروت وأسس جريدة " نفير سورية".
قام الشيخ ناصيف اليازجي بالتدريس في المدرسة الوطنية التي افتتحها بطرس البستاني عام 1863م ، كما عمل معه على ترجمة الكتاب المقدس للغة العربية بدعوة من المرسليين الانجيليين البروستانتيين الامريكيين. 
وقام الشيخ ناصيف اليازجي بتدريس اللغة العربية "الفصحى" في معهد المرسليين الأمريكيين الذي أضحى لاحقاً الجامعة الامريكية ببيروت.

بدأ بطرس البستاني مع الشيخ ناصيف اليازجي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عام 1870م بوضع معجم "محيط المحيط" الذي وضع مرجعيات المعاجم العربية اللاحقة.
ثم بدأ بطرس البستاني بإصدار سلسلة من المجلات والصحف كال" الجنان والجنة والجنينة" لتنشر الفكر بواسطة اللغة العربية "الفصحى" لدى عامة الناس ممن بدأوا بإفراز طبقة المثقفين الذين يتكلمون هذه اللغة ويأنفون من اللغة "المحكية" التي وصمت بأنها لغة العوام وسميت باللغة" العامية".

تعتبر الأعداد الاولى لمجلة الجنان التي كتب فيها الحلبي فرانسيس مراش وشقيقته مريانا مراش مرجعا هاما لفهم الطريقة الحديثة حينها في طرح المواضيع الثقافية والتي استطاعت تحويل الاتجاهات الفكرية الثقافية في المنطقة كاملة. ويمكن الاطلاع عبر الفهرس المرفق على عناوين مواضيع مقالات هذا المجلد
عمدت عدة جهات لنسخ هذه الاعداد وجعلها متاحة للعموم وعملنا في دار الوثائق على اعادة تبويبها وتصنيفها وإعدادها للتحميل.

للراغبين بالحصول على المجلد الأول من "مجلة الجنان" عام 1870م  المؤلف من 784 صفحة في ملف PDF.

ملاحظة :
الرجاء ذكر اسم الكتاب حين مراسلتنا عن طريق الفيس بوك.
مواضيع ذات صلة :
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مجلات

المجلة الاندر والاشهر "المقتطف" أصدرها للمرة الاولى يعقوب صروف مع رفيقه الدكتور فارس نمر في  حزيران عام 1876م
24-11-2022    8569 مشاهدة
أسّس المجلّة العلاّمة الأب لويس شيخو اليسوعيّ في العام 1898، وهي الآن، إلى جانب الهلال المصريّة، أقدم مجلّة دوريّة عربيّة في العالم.
24-11-2022    7676 مشاهدة
مثلت مجلة الضياء حالة من الانفتاح الفكري في حرية الرأي والرأي الاخر خلال مدة صدورها من عام 1898 وحتى توقفها عام 1906م.
24-11-2022    7857 مشاهدة
يعتبر المعلم الماروني بطرس البستاني أحد واضعي أسس اللغة العربية "الفصحى" التي انتشر التداول بها بين عامة الناس كلغة موازية للغة المحكية مع مطلع القرن التاسع عشر بعدما انتشرت الكتب والمجلات المطبوعة بين عامة الناس.
24-11-2022    6519 مشاهدة
صاحب المجلة هو فرح أفندي انطون ، ارثوذوكسي، من مواليد طرابلس عام  1874م هاجر الى القاهرة عام 1897م هربا من الاضطهاد والرقابة العثمانية على الصحفيين والادباء، وأصدر مجلته الجامعة فيها.
24-11-2022    5677 مشاهدة
المجلة الاندر والاشهر "المقتطف" أصدرها للمرة الاولى يعقوب صروف مع رفيقه الدكتور فارس نمر في  حزيران عام 1876م
14-08-2022    6154 مشاهدة