يتألف هذا الكتاب النادر من قسمين من المذكرات التي كتبها الدكتور عبد الرحمن الشهبندر.
القسم الأول كتبه خلال فترة سجنه من سلطات الانتداب الفرنسي عام 1922 بعد لقاءه الخاص بالأمريكي مستر كراين عضو لجنة كينغ كراين لبحث أماني سكان سورية هذه اللجنة التي تشكلت قبل فرض الانتداب الفرنسي وقام كراين هذا بزيارة خاصة لدمشق التقى فيها ببعض الشخصيات فكان من حظ الدكتور شهبندر الذي التقاه ان عاقبته السلطات الفرنسية بالحكم عليه بالسجن 20 عاما ولكن تم العفو عنه بعد ذلك.
خلال فترة سجنه البسيطة كتب الجزء الاول من مذكراته عن أوضاع سورية مطلع العشرينات وما قبلها.
ثم عاد الدكتور الشهبندر وكتب مذكراته عن الثورة السورية الكبرى 1925ونشرها في سلسلة من المقالات تم تجميعها في القسم الثاني من هذه المذكرات الواردة في الكتاب.
د عبد الرحمن الشهبندر طبيب دمشقي خريج الجامعة الامريكية ببيروت عام 1904 انتسب لجماعة الاتحاد الترقي عندما نادوا بالحرية ثم انفصل عنهم عندما نادوا بالتتريك،خلال الحرب العالمية الاولى عاش في مصر ليعود منها الى سوريا عام 1919 ويعين وزيرا للخارجية عام 1920 زمن الملك فيصل بعدما كان قد تزوج عام 1910 سيدة من أسرة مؤيد العظم ذات النفوذ الواسع في المجتمع الدمشقي.
بعد الدخول الفرنسي لسوريا غادر دمشق وعاد لمصر وعندما عاد منها بعد عام لدمشق اعتقله الفرنسيون وحكموا عليه بالسجن لعشرين سنة بتهمة التواصل مع الامريكي كراين.
اطلق سراحه بعد سنتين لينشأ حزب الشعب ويتحول زعيما وطنيا دمشقيا ، عندما نشبت الثورة السورية الكبرى عام 1925 بعد عام من اندلاع الثورة انتقل لجبل الدروز منضما لسلطان باشا الاطرش فحكم عليه بالاعدام فرحل الى مصر ليعود منها لسوريا عام 1938 بعد العفو عنه فقامت الاستقبالات والاحتفالات في كل حي دمشقي والقى الشهبندر خلالها الخطب الحماسية وتحول الشهبندر لزعيم دمشقي لا منازع له، بقي زعيما دمشقيا مناوئا للكتلة الوطنية التي كان من اهم زعمائها انذاك الجابري ومردم بك والحفار وكان رافضا لمعاهدة الاستقلال التي ابرمتها الكتلة الوطنية عام 1936 مع الفرنسيين ولم تنفذ حينها، ويقال انه كان مقربا من السلطات الانكليزية ، تم اغتياله في عيادته بدمشق عام 1940 ليتهم رجال الكتلة الوطنية بتدبير اغتياله والغريب بالامر انهم توراوا عن الانظار حينها.
تم القبض على منفذي الاعتيال الذين صرحوا بأن أحد الشيوخ المتعصبين افتى لهم بوجوب قتل الشهبندر ونفذوا عملية الاغتيال بناء على ذلك وتم اعدامهم وتبرئة زعماء الكتلة الوطنية.
بقلم المحامي علاء السيد
للحصول على ملف pdf
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |