مجلة الأحرار الصورة 1926-1927م - جبران التويني

04-07-2020    3975 مشاهدة

هي مجلة أدبية انتقادية فكاهية روائية أسبوعية كانت تصدر كل يوم اثنين، أصدرها جبران تويني لمدة سنتين فقط (1926 – 1927) كملحق أسبوعي مستقل ليومية الأحرار. وصدر منها 50 عدد فقط اعتمد التويني فيها على الفكاهة والكاريكاتور 

إصدار هذه الأخيرة ترافق مع العام 1926، أحد أهم الأعوام في تاريخ البلاد وأكثرها مصيرية وغنى بالأحداث. بلاد الشام الواقعة تحت الانتداب الفرنسي مقسّمة إلى دويلات عدة فُرضت على معظمها، في ذلك العام، إنتخاباتٌ قاطعها الناخبون. أعمال "الثوار" و"العصاة" و"العصابات" تتداخل وتنتشر وتُقمع، فيما يحاكم قادة هذه الحركات فيُنفى بعضهم وينفّذ حكم الإعدام بالبعض الآخر

رصدت الأحرار المصورة مقاطعة "الوطنيين" بحلب الدعوة لانتخابات برلمان حلبي عام 1926 مما أدى لاندلاع المظاهرات فقامت قوات السلطة بفتح النار على المتظاهرين وسقط العديد ثم تم اعتقال زعماء الوطنيين ونفيهم الى ارواد وزج بعضهم في السجون وجرت الانتخابات بعدها وتم تشكيل برلمان حلبي في اطار سلسلة البرلمانات التي كانت ستشكل نواة البرلمان الاتحادي السوري وتم تعيين صبحي بك بركات رئيسا له.

في مقاله العنيف ضد محاكمة وطنيي حلب أمام القضاء المختلط الذي أوجد أصلاً لمحاكمة الأجانب، لا يفوت "أبي غسان" ذكر استقلالية السلطة الثالثة وسموها: "أن لا أجادل في شدّة الأحكام، فقد قال القضاء كلمته..." وفي قسم "جرة موس" ضد معتقل أرواد "الذي" حشر "فيه" الأحرار السوريون"، يكتب "حلاق": "إن هذا السجن محرّم في البلاد الدستورية المستقلة، إلا عن طريق المحاكم. لكننا شعب غير دستوري، غير مستقل... فللسلطة الإدارية العسكرية أن تتصرف بمقدراتنا كما تشاء إلى أن يصبح عندنا دستور، ينظِّم في البلاد طرق العقاب والثواب..." 

قلة هي المصادر التاريخية التي رصدت هذه الاحداث في حلب وما جرى فيها وتداعياتها على حاكم حلب حينها.

وقد ارفقنا بعض صفحات مما نشرته الاحرار حينها.

"أبو غسان"، وهو التوقيع الذي يذيّل به جبران التويني زاويته الأسبوعية الطويلة "على المكشوف". ابو غسان هو الصحافي اللبناني الارثوذوكسي جبران انداروس تويني الذي بدأ حياته صبيا في الحادية عشرة من عمره يبيع الصحف في ساحة البرج، وسعى والده بائع حلو المعلل اندراوس إلى إدخاله مدرسة "الثلاثة أقمار" ليدرس فيها مجانا، واستجاب مدير المدرسة لطلب هذا البائع الفقير الحال، فبات جبران يدرس ويعمل في بيع الصحف ليكسب قوته. كانت عائلة تويني واحدة من كبرى عائلات بيروت السبع الغنية، وحين جاء أحدهم وطلب من بعض أثريائها مساعدة نسيبهم الصغير في إكمال دراسته، رفضوا وقالوا إن هذا التويني المولود من بيت فقير في شارع القيراط بالأشرفية ليس من أقاربهم. هكذا تلقّى جبران صبيا تعليمه في مدرسة "الأقمار الثلاثة"، وحين عاقبه معلم المدرسة في يوم من الأيام بالركوع أمام التلاميذ، رفض بعناد، وتبيّن أن رفضه كان بسبب خوفه من أن يرى زملاؤه حذاءه المثقوب وهو راكع. في عام 1907، عمل الفتى كـ"صفّيف أحرف" في "المطبعة السورية"، ثم انتقل إلى باريس ليزاول المهنة نفسها في "جريدة نهضة العرب".

وانتقل في عام 1911 إلى مصر حيث عمل في "المصير" ثم في "الدلتا قبل أن يشغل منصب مراسل "الأهرام" في المنصورة عام 1920م

عاد إلى بيروت عام 1923 ورأس تحرير جريدة «الحرية» وكتب في «المرأة الجديدة» و«منيرفا». وفي العام التالي 1924 أسـس جريدة «الأحرار» التي كانت أول صحيفة تعتمد صيغة الشركة المساهمة في تاريخ الصحافة اللبنانية، وكان لها مراسلون دائمون في القدس وحيفا ودمشق (نجيب الريس)، وحلب (سعيد فريحة)، إضافة الى بغداد والقاهرة. 

عين وزيرًا للمعارف (1930) فألفت في عهده كتب التاريخ (الخاص بلبنان) ووضعت برامج البكالوريا اللبنانية، فعزّز اللغة العربية.

كان من أقطاب الحركة الماسونية.

وقع مقالاته بجبران تويني، وجبران، و«أبو غسان»، ومفنتز، ومتفرج، والشنفرى.

والعام 1933 أسس جريدة «النهار».ترأس نقابة الصحافيين (1946) كما عين وزيرًا مفوضًا، ثم قنصلاً للبنان في عدة دول بأمريكا اللاتينية.وتوفي في الأرجنتين عام 1947

 

إن موقف التويني يتجلى في عدم رفض الانتداب كلياً وفي القبول باستخدام المستشارين الفرنسيين في الإدارات الرسمية  ولكنه يتجلى أيضا في عدم الشعور بالدونية أمام اللغة الفرنسية، فهو يكتب "نعتقد أننا بحاجة إلى لغة أوروبية نجاري بها العلم الحديث في حركته. وأقرب هذه اللغات إلينا هي اللغة الفرنسوية التي انتشرت مدارسها بيننا فضلاً عن كونها لغة الدولة المنتدبَة. فنحن ننظر بعين الرضى إلى تعاون اللغتين على ترقية مستوى الإدارة والقضاء في بلادنا. ولكننا نأبى كل الإباء أن تحلّ اللغة الفرنسية محل لغتنا القومية..." 

وهو يكتب أيضا بما يخص الثورة السورية الكبرى عام 1926 قائلا :"ليس من ينكر أن فرنسا تستطيع البطش بالثوّار وأن الكلمة الأخيرة ستكون لها في ميدان القتال. 

ولكن البلاد تصبح خراباً بين اشتداد الجيش واشتداد الثوار. 

فعلى هؤلاء أن يشفقوا على بلادهم وعلى ما ينتظرها من الخراب. وعلى السلطة أيضاً أن تستنفذ وسائل الحلم قبل المضي في الشدة إلى النهاية. وخير لفرنسا أن تحكم بلاداً عامرة من أن تحكمها خراباً"

وهو يكتب عن عروبة لبنان قائلا : إن لبنان عربي، وسيظل عربياً، مهما حاولوا أن يفرنجوه.

للحصول على مجلد أعداد الاحرار المصورة لعامي 1926 و1927م

ملاحظة :
الرجاء ذكر اسم الكتاب حين مراسلتنا عن طريق الفيس بوك.
الملف المرفق
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مجلات

المجلة الاندر والاشهر "المقتطف" أصدرها للمرة الاولى يعقوب صروف مع رفيقه الدكتور فارس نمر في  حزيران عام 1876م
24-11-2022    3583 مشاهدة
أسّس المجلّة العلاّمة الأب لويس شيخو اليسوعيّ في العام 1898، وهي الآن، إلى جانب الهلال المصريّة، أقدم مجلّة دوريّة عربيّة في العالم.
24-11-2022    2705 مشاهدة
مثلت مجلة الضياء حالة من الانفتاح الفكري في حرية الرأي والرأي الاخر خلال مدة صدورها من عام 1898 وحتى توقفها عام 1906م.
24-11-2022    2753 مشاهدة
يعتبر المعلم الماروني بطرس البستاني أحد واضعي أسس اللغة العربية "الفصحى" التي انتشر التداول بها بين عامة الناس كلغة موازية للغة المحكية مع مطلع القرن التاسع عشر بعدما انتشرت الكتب والمجلات المطبوعة بين عامة الناس.
24-11-2022    2779 مشاهدة
صاحب المجلة هو فرح أفندي انطون ، ارثوذوكسي، من مواليد طرابلس عام  1874م هاجر الى القاهرة عام 1897م هربا من الاضطهاد والرقابة العثمانية على الصحفيين والادباء، وأصدر مجلته الجامعة فيها.
24-11-2022    1963 مشاهدة
المجلة الاندر والاشهر "المقتطف" أصدرها للمرة الاولى يعقوب صروف مع رفيقه الدكتور فارس نمر في  حزيران عام 1876م
14-08-2022    2494 مشاهدة

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو