السالنامة هي كتاب سنوي كانت تصدره الدولة العثمانية في أخر كل عام ويذكر أحوال وأحداث السنة، وكلمة سالنامة اسم مكون من مقطعين من أصل فارسي فكلمه «سال» تعني السنة و«نامه» تعني الكتاب أو الكتيب، لذا فيقصد بها الكتاب السنوي أو التقرير السنوي للدولة.
احتوت السالنامة الرسمية للدولة العثمانية على معلومات عامة عن تنظيمات الدولة وكوادرها وكبار رجالات الحكم وأصحاب المناصب والتنظيمات العسكرية والعدلية وولاة الولايات، وعمّا بولايات الدولة من مؤسسات علمية وتعليمية، وأيامها المشهورة، وعادات أهلها وثرواتها، والكتب المطبوعة في العاصمة، وذكر مؤلفيها، وحركة البريد العثماني من العاصمة إلى الولايات وبالعكس، والآثار الموجودة بالولايات وما يتصل بها، من إذون الحفريات ونتائج هذه العمليات الحفرية وأسماء الذين يتولوها، وإحصاءات الأقليات الدينية والمدارس الأجنبية، وصحف الأقليات العرقية بمختلف لغاتها وكذلك الدبلوماسيين الأجانب، من سفراء وقناصل ومقارهم، وإحصاءات عامة أخرى، من نسب حضور الطلاب، ونسب عدد المدارس إلى عدد السكان، وحركة العمران، وما إلى ذلك.
والسالنامات، بما تحويه من معلومات وإحصاءات، مهمة لكل مؤرخ، كما استفاد العديد من الباحثين من المعلومات التاريخية الهامة الواردة بها عن دول المشرق والمغرب العربي، حيث إنها تحوي معلومات قيِّمة ونادرة لا تتوافر في مصادر تاريخية أخرى، كالمعلومات حول تعداد السكان، وأعداد البيوت، والسفن الشراعية وغيرها، وهذه المعلومات التاريخية تعمق معرفتنا بتاريخ المنطقة، لفائدتها الكبرى، وما سينتج من قراءتها سيساعدنا على إعادة كتابة تاريخنا من جديد
ابتدأت السالنامة العثمانية بالصدور في عام 1263هـ (1847م) حيث صدر العدد الرسمي الأول لسالنامة الدولة العلية العثمانية، وهي أول سالنامة عثمانية تصدر عن أنواعها المختلفة كافة، واتخذت من التقويم الهجري أساساً لها في سرد بياناتها الرسمية، وكانت تصدر باللغة العثمانية التي تكتب بالأحرف العربية، وآخر عدد صدر من السالنامة العثمانية كما تشير المراجع، هو العدد الصادر في السنة 1333-1334هـ (1916م)
للحصول على ملف بصيغة pdf للدفعة التاسعة النادرة من سالنامة الدولة العثمانية لعام 1855م