كانت أغنية المونولوجيست السوري سلامة الأغواني "ياريتني خلقان برغوت" من أكثر الأغاني جرأة في المجتمع السوري في الثلث الأول من القرن العشرين الماضي وكانت الاغنية المفضلة لدى الشباب العابث الماجن، تقول الكلمات المليئة بالتلميحات الجنسية :
ياريتني خلقان برغوت ولوني أبيض متل الشّحم
وين مابدّي كنت بفوت وبغلغل بين اللحم
شو أعمل لكون برغوت وين ما بدّي كنت بفوت
كنت بشمشم وين ماكان وخصوصي تحت الباطات
ولمّا بعلق بالرمان دغري برخي الفرامات
ولمن بمشي ما بوقف غير بأعظم المحطات
شو أعمل لكون برغوت وين ما بدّي كنت بفوت
كنت بلاعب هالستات وما بترك وحدة تفلص
ودوم بشغل هالبنات ومطرح ما بدّي بئرص
ولمّن وحدة بتكمشني من بين أصابيعها بفلص
شو أعمل لكون برغوت وين ما بدّي كنت بفوت
والله البشعة بهلكها وما بخلّيها ساعة تنام
ودوم الحلوة براضيها وخصوصي بعد الحمام
بهدّ ب عليها بلطافة وبخلّيها قوام تنام
شو أعمل لكون برغوت وين ما بدّي كنت بفوت
سجلته شركة أسطوانات سودوا الوطنية الحلبية لأصحابها وتار أخوان في ثلاثينات القرن الماضي
وهي من أرشيف المحامي علاء السيد
سلامة بن أحمد المصري المعروف بسلامة الأغواني .. هو مونولوجست شعبي ولد في دمشق عام 1907، في حي القيمرية ونشأ فيها وعمل سائقاً، ثم ظهرت ميوله الفنية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، فقام بدايةً بكتابة الزجل، ثم تطور أداؤه إلى الغناء الناقد بعد أن التقى بالملحن صبحي سعيد، الذي كان يلحن له المنولوجات ليقدمها بصوته عبر الأسطوانات، وأول ما قدمه مونولوجان سنة 1927 بعنوان (نحنا الشوفيرية نحنا ياجدعان) ومونولوج (اسمعوا يا أهلية) اللذان صدرا عن شركة سورية الوطنية في أسطوانة خاصة.
هذه المونولوجات أغضبت سلطات الاستعمار الفرنسي فأصدر المفوض السامي الفرنسي قراراً بنفي الأغواني إلى أفغانستان وبقي فيها تسعة أشهر، وبعد تسعة أشهر توسط له رئيس الجمهورية آنذاك "محمد علي العابد" لدى المفوض السامي الفرنسي ليعود إلى بلده بعد أن أخذ منه الفرنسيون تعهداً بعدم مهاجمتهم وكان ذلك عام 1932.
اهتم الاغواني بعدة قضايا اجتماعية ووطنية وسياسية، وحين انتقد سلطات الاحتلال الفرنسي والحكومات التي كانت تحكم آنذاك تعرض للسجن لعدة مرات.
كتب الاستاذ احمد بوبس : "في منتصف الخمسينيات بعدما انتقل مبنى إذاعة دمشق إلى شارع النصر، كان سلامة الأغواني شديد الانتقاد للتجار، كان يهاجمهم بسبب الغش والاحتكار وغلاء الأسعار. ومن مونولوجاته في ذلك الحين (على مين ومين ومين) و(ياناس مين متلي محتار) و(غلاء الأسعار)، هذه المونولوجات سببت حقد التجار عليه.
حاولوا شراءه بالمال، لكنه لم يسكت، وسعوا إلى أصحاب النفوذ في الإذاعة،ولم يفلحوا أيضاً، فقام بعض التجار بإرسال عدد من أزلامهم للاعتداء عليه، ورابطوا له في سوق الحميدية وهو الطريق الذي يسلكه في أثناء عودته إلى بيته في القيمرية وانهالوا عليه بالضرب، وكادوا يقضون عليه، لولا تدخل بعض المارة الذين خلصوه من أيديهم ونقلوه إلى المشفى.
يتابع "بوبس": «تناول "الأغواني" في مونولوجاته الكثير من القضايا الاجتماعية انتقد فيها العادات الاجتماعية السيئة مثل الاحتكار وغلاء الأسعار وغلاء المهور والكذب والمماطلة والتسويف وغيرها، ففي مونولوج "ياناس مين متلي محتار" الذي قدمه عام 1947 انتقد بعنف غلاء الأسعار، وفي مونولوج "على مين ومين ومين" شن حملة شعواء على التجار المحتكرين الذين يسببون الغلاء. وقدم منولوجات عن غلاء المهور وطلبات أهل العروس الكثيرة التي تنهك كاهل الشباب وتجعلهم يعزفون عن الزواج منها مونولوج "اعمل معروف انتبه وشوف"، الذي يقدم فيه نماذج من الطلبات الكثيرة لأهل البنت من طالب الزواج من ابنتهم، ودعا في مونولوج "دبرونا ياأهل الدين" رجال الدين للوقوف في وجه ظاهرة غلاء المهور، وصدر المونولوج في اسطوانة عن شركة سودوا الوطنية عام 1937.
رحل "الأغواني" في السادس من آب عام 1982 عن عمر ناهز الواحد والسبعين
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |