تعتبر براد من أكبر القرى الأثرية في شمالي سوريا مساحة، فيها العديد من الفيلات الجميلة، ودور سكن متناثرة ذات الأحجار المضلعة غير المنتظمة، وتعود إلى الفترة الرومانية والقرنين الثاني والثالث للميلاد، بما في ذلك مدفن روماني وحمامات. وتوجد في وسطها كنيسة القديس “جوليانوس” مهندسها والمشرف على بنائها بين أعوام 399 – 402 م.
تقع قرية براد على جبل ليلون جنوبي شرقي مدينة عفرين بمسافة 15 كم، وتتميز بموقعها القديم، فيما يعتقد أن الاستيطان فيها يعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين. يوجد في الموقع معبداً وعدة قبور صخرية تقليدية، وفيها دكاكين تعود إلى سنوات 202 – 203 للميلاد، وهي ترمز إلى وجود صناعة الزيت في القرية. كما تشير الدلائل إلى أن القرية تطورت كثيراً في القرن الرابع الميلادي، حيث يقول “تاودوره أسقف قورش” عن براد، بأنها المدينة الكبرى في جبل ليلون، ومركز إدارة منطقة جبل سمعان.
تعتبر هذه الكنيسة من أهم الكنائس قرية براد وأقدمها وتعرف باسم بانيها المعمار “جوليانوس” وهي كنيسة رئيسية في مركز حضري هام، بنيت بين عامي 402 – 399 م في موقع روماني وتبلغ كنيسة جوليانوس أبعادها 23.85 * 42.46 م , وهي أبعاد استثنائية بالنسبة للكنائس المماثلة لها والمشيدة في نهاية القرن الرابع، كما تعتبر كنيسة يوليان ثالث أكبر كنيسة في سوريا بعد كنيستي سمعان وكرانتين شرقي معرة النعمان.
ويحكى أن مؤسس الطائفة المارونية القديس مار مارون دفن في براد، حيث يبدو أنه أضيف إلى الكنيسة جناح خاص كمدفن له وفيه ضريح حجري للقديس مارون.
وخلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين أقيمت الأحياء الغربية للقرية، وفيها كنيستان، تعود إحداهما إلى عام 541 م، وأخرى صغيرة بمثابة معبد صغير تعود إلى القرن السابع الميلادي. وفي القسم الشمالي الغربي للقرية، مقر الإقامة الرسمية الذي بني عام 496 م.
وفي الجهة الجنوبية الغربية وعلى بعد حوالي 500 متراً، أقيمت الرهبانية في القرن السادس الميلادي، وفيها ديران “ما يسمى بالقصر” وبرج إضافة إلى عمود للعبادة، يبلغ طوله ثمانية أمتار، لا تزال بعض أجزائه موجودة حتى تاريخه، وفيها أيضا حمام ومدفن روماني وهي من معالمها الرئيسية.
توسعت براد، وازداد عدد سكانها في القرن السابع الميلادي، وتصل أحياءها شبكة من الطرق الداخلية حتى أصبحت مركزاً صناعيا وزراعيا معروفا للحبوب والزيتون والكرمة، إلى جانب تطور الصناعات الزراعية وخاصة زيت الزيتون.
وفي القرن العاشر للميلاد، تحولت براد إلى مركز دفاعي بيزنطي، فتحولت مبانيها الدينية إلى حصون حربية، تمركزت فيها القوات العسكرية.
وبراد اليوم، قرية كبيرة وسط خرائب واسعة، تشير إلى ماضيها التليد، وهي تقع وسط محيط من صخور جبل ليلون البيضاء، التي لا تتخللها إلا فسحات ضيقة للزراعة غير كافية للمعيشة.
وفي 4 أيار من عام 2002، أقامت الطائفة المارونية وممثلو الطوائف المسيحية حفلا كبيراً في قرية براد إحياء لذكرى مؤسس الطائفة المارونية القديس “مارون”، على أن يصبح ذلك التاريخ مناسبة دينية رسمية سنوية، تقام لها مراسم احتفالية خاصة في القرية إحياءً لذكرى مار مارون الذي دفن هناك.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |