في تلك الفترة كان رئيس مجلس النواب فارس الخوري وامين السر اكرم الحوراني وكان ناظم القدسي مقرر اللجنة المالية وكان متسلم منصب رئيس الوزارة سعد الله الجابري وجميل مردم وزير الخارجية ولطفي الحفار وزير الداخلية وخالد العظم وزير المالية ووزير العدلية الطبيب عبد الرحمن كيالي ونصوحي البخاري وزير المعارف والدفاع الوطني.

كان المجلس يتلقى برقيات التهنئة بنوال استقلال البلاد خاصة بعدما تسلمت  الحكومة السورية ما اشتهر باسم "الصلاحيات" من سلطة الانتداب الفرنسي عام 1943 وأهمها مصلحة الجمارك.

لمع في المجلس المرحوم رشدي الكيخيا بمواقفه المميزة كما لمع عبد القادر برمدا وعبد القادر رحمو ووحيد دويدري ونجيب برازي ويوسف اليان ونجيب الريس وفخري  البارودي وعدنان الاتاسي وعلي الحياني ... وغيرهم

بحث  مجلس النواب  احداث مصلحة الآثار ووضع قانون للبلديات وبخصوص شراء طائرة وتقديمها لبريطانيا وقانون نظام الموظفين الاساسي ومشروع بناء قصر للعدلية بحلب ودمشق وشق الطرق ما بين حلب ودير الزور وما بين دمشق وحمص وطريق بصرى درعا وطريق دمشق بيروت  ومشروع تجفيف مستنقع المطخ الذي يصب فيه نهر قويق واقتراح النائبين رشدي الكيخيا وناظم القدسي منح ولدي ابراهيم هنانو راتبا هو مائة وخمسين ليرة شهريا لابنه طارق ومائة ليرة شهريا لابنته نباهت وذلك مدى الحياة.

كما ناقش المجلس أزمة جمعية نقطة الحليب والهياج العام باتهام العهد الوطني بالتراخي بموضوع تطبيق الشريعة والفساد الاخلاقي المنتشر وحادثة التهجم على سينما أمبير من المتطرفين واطلاق الشرطة النار عليهم وسقوط ضحايا ورد رئيس الحكومة المفصل على هذه الوقائع الموازنة العامة ونلاحظ المناقشات الواسعة وبحضور الوزراء المختصين لكل بند من بنود الموازنة بشكل تدقيقي  وتفصيلي وكان الوزراء مضطرين للشرح والافاضة وتفصيل كل بند مهما صغر شأنه.

وتم بحث زيادة عدد الموظفين وملاكات الوزارات ورواتب الموظفين ونفقات السجون ومخصصات الصحة العامة تناقش المجلس مع الحكومة مطولاً حول الرقابة المفروضة على الصحف وحدود هذه الرقابة.

إن الاطلاع على مجريات الاحداث عبر النقاشات الحامية التي كانت تجري ضمن مجلس  النواب السوري يعطي فكرة واضحة موثقة عن حقيقة الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي السوري في تلك الفترة.

للراغبين بالحصول على المجلد الثاني من محاضر جلسات مجلس النواب السوري للعام 1944 بملف pdf مؤلف من 454 صفحة