بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت الحياة النيابية في سوريا خاصة بعد الاحتلال الالماني لفرنسا، واستغرق الامر حتى سقوط حكومة فيشي الفرنسية الموالية للالمان ودخول الحلفاء فرنسا وطرد الالمان منها ليعلن الجنرال الفرنسي كاترو استقلال سوريا وانتهاء الانتداب الفرنسي عليها في ايلول من العام 1941م ولكن لم يتم اي تنفيذ فعلي لذلك على ارض الواقع وكانت الحرب العالمية ما زالت مستعرة.
في صيف 1943م جرت الانتخابات البرلمانية في سوريا بعد انقطاع العمل البرلماني منذ عام 1939 وتم انتخاب 124 نائبا عن سوريا .
وفازت الكتلة الوطنية بأغلبية المقاعد وانتخب فارس الخوري رئيسا لمجلس النواب وتم انتخاب شكري القوتلي المدعوم حينها من السعوديين ليكون رئيسا للجمهورية وسافر القوتلي للسعودية ليلتقي هناك برئيس الحكومة البريطاني تشرشل. وتكلف سعد الله الجابري برئاسة الحكومة ووزير خارجيته كان جميل مردم ووزير العدل الطبيب الدكتور عبد الرحمن كيالي وخالد العظم وزيرا للمالية ونصوحي البخاري وزيرا للدفاع .
في هذه الفترة كان العمل السياسي في سوريا يتركز على تثبيت اعلان فرنسا انهاء انتدابها على سوريا واعلان الاستقلال السوري وتطبيقه بشكل فعلي عبر استلام الفعاليات الحكومية من الادارة الفرنسية بما اشتهر بعبارة استلام المصالح الفرنسية واهمها الجمارك ذات العائدات التي تستطيع اغناء خزينة الدولة.
بدأ نجم رشدي الكيخيا يسطع في نقاشات مجلس النواب السوري كما يمكن ملاحظة ذلك مما ورد في محاضر الجلسات وسرعان ما سيتبوأ هذا الشاب القادم من حلب سدة رئاسة المجلس لاحقا وسيتم القضاء على دور الكتلة الوطنية في الحياة السياسية السورية تدريجيا لمصلحة حزب الشعب الذي سيؤسسه رشدي الكيخيا وناظم القدسي.
تعتبر سنوات الاربعينيات التي شهدت مخاض ما قبل الجلاء عن سوريا فترة سياسية هامة جدا في تاريخ سوريا ولا بديل عن محاضر مجلس النواب لدراسة وفهم النضوج السياسي السوري في السنوات الاخيرة للخرب العالمية الثانية.
للحصول على مجلد محاضر جلسات مجلس النواب السوري 1943 بصيغة ملف pdf